محمدعلي الدليمي
في مجتمع مثل المجتمع العراقي المعروف عنه بأنه متدين بالفطرة ومنضبط أخلاقيا وملتزم بتقاليده العرفية والقانونية حتى عبر عنه بأنه شعب يشرع بنفسه لنفسه و لغيره،وكيف لا يكون كذلك وعلى أرضه ولدت أقدم الحضارات ومنه نظم أول قانون وضعي يحكم بأطر تحفظ حقوق المواطن المدنية البسيطة...و بعد التعريف اللغوي لمصطلح العلمانية وتفنيد استناد نظرية العلمانية على الفلسفة السياسية لأرسطو يدرس هذا المقال من الزاوية التاريخية الإحداث والأسباب التي أدت الى ظهور العلمانية في الغرب والذي يحاول أصحاب هذه النظرية جر مجتمعنا إليها وسحبه في فلكها.ومع الأخذ بنظر الاعتبار عوامل ظهور العلمانية في الغرب وتفسير معاني الحياة والدين والسياسة في نظر الإسلام يستنتج ان تطبيق العلمانية في المجتمعات الإسلامية التي تعتبر ثمرة الثقافة الإسلامية أمر غير وارد بل ومستحيل،على المستوى النظري والتطبيق العملي..تعريف العلمانية:-في البداية يجب ان نلتفت الى اصل معنى مصطلح العلمانية والذي ينسجم كليا مع مفاهيمه الاصطلاحية حيث جرى شرح هذه الكلمة وكلمات أخرى من أسرتها في قواميس اللغة ودوائر المعارف بمعان متعددة ومتشعبة بعضها أصاب كبد الحقيقة ولم يكن فيه أي تدليس وإخفاء للمعنى الحقيقي والمراد منه،وكثير منه اعتمد أسلوب الغموض والدوران حول الهدف بترك الصورة غير واضحة ومبهمة..علمانية: رفض الأمور الشرعية والدينية, الروح الدنيوية, إتباع الأصول الدنيوية والعرفية والقوانين الوضعية ورفض الرسالة السماوية.العلماني : التعلق بالدنيا غير الروحاني واللا ديني العامي والعرفي ,الأمي المستقيل من الصومعة مخالفة الأمور الشرعية وأنصار جعل الأمور دنيويه .العلمنة: جعل الأمر دنيويا، جعل الإنسان غير روحاني التحرر من الرهبانية وسلك القساوسة، تعميم الملكية، التخصص في الإعمال غير الروحانية، الخروج من سلك الروحانية (القس)، عبادة الدنيا، المادية إضفاء الصبغة الدنيوية على العقائد أو المنصب الكنسي.وهذه التعاريف جاءت من عدة مصادر اشهرها دائرة المعارف البريطانية..وهنا لابد من طرح مصطلحان لهما ارتباط في اصل المقال من اجل اكتمال الصورة والتوضيح المستفاد منه والفهم الحقيقي لمعنى العلمانية..1-الإلحاد:إنكار وجود الله تعالى، عدم الاعتقاد بالله، وهو ما يعبر عنه بالملحد.2- العلمانية:التعلق بالشخص الدنيوي وغير الروحاني ،وحسب بعض التعاريف تعني فصل الدين عن السياسة،وهو من مصاديق اللادينية ،لان فصل الدين عن السياسة اخص من اللادينية،ولا دينية اعم من فصل الدين عن السياسة،وبما ان الملحد لا يؤمن بوجود الله تعالى،فانه يعتبر الدين بأكمله باطلا ولا يراه امرأ واقعيا،نعم قد يستخدم الدين أداة و وسيلة لتحقيق أهداف مدرسته،وظهرت نظرية اللادينية(العلمانية)نتيجة التناقض الذي ظهر في أسلوب التفكير والمنهج الاجتماعي والسياسي للكنيسة في الغرب،إما في الإسلام فان هذا التناقض مستحيل ،حيث العقائد الدينية والسياسة والعلم والاقتصاد والفقه والقانون والثقافة والأخلاق وأمثال ذلك كلها تمثل أجزاء وتفاصيل حقيقية واحدة في الإسلام والحياة الإنسانية...يتبع الحلقة الثانية،إنشاء الله
https://telegram.me/buratha