خضير العواد
لقد كنا نعارض النظام العفلقي ونظهر للعالم مساوءه وإجرامه حتى نثبت للقاصي والداني مظلومية الشعب العراقي الذي ضحى بكل مايملك من شباب وشيوخ ونساء وحتى الأطفال لم يخلصوا من بطش النظام العفلقي المجرم , وقد أنتظرنا ساعة الخلاص من صدام وحزبه بفارغ الصبر, وخلال هذه الفترة المظلمة كنا نتبجح بأمكانيات المعارضة العراقية بكل طوائفها وشخصياتها وعلى قدرتهم قيادة العراق الى ساحل العدل والحرية والأمان , وكنا ندخل في نقاشات مطولة مع الجميع عراقيين وعرب , وكنا مستميتين من أجل إظهار عدالة قضيتنا ومدافعين عن قيادات المعارضة بكل أنواعها الأسلامي والعلماني , ولم نكن نفرق بين حزب وأخر المهم معارض للنظام المهم يريد أنقاذ شعبنا , هذه كانت غاياتنا وأهدافنا , أسماء القيادات كنا نذكرها بكل أحترام , وكلماتهم كنا نرددها بأستمرار , وأما نزاهتم وصدقهم فهذا لا يمسه أحد لأنهم عندنا كألمعصومين إنهم إسلاميون وخطهم خط أبا الحسن علي عليه السلام , وعلمانيون فجيفارا منقذ الشعوب قدوتهم واستاذهم فكيف يخونون أو يسرقون أفكار لا تطرح حتى في الخيال , وجاءت ساعة الفرج وارتحل من كان همه لا يطاق والخلاص منه شبه المحال , فقبع في مغارة الفئران وصادوه صيد الجرذان وقتلوه قتلةً لاتَذهب من الأذهان وأصبح الأن في خبر كان , ولكن هل من متعض ممن كاد أن يقول أنا ربكم الأعلى , وسقوطه في مزبلة التاريخ بالرغم كل الحمايات والقصور الشاهقة , ولكن بعد حرفيّ كن من الجليل لايمكن مقاومة الأجال أو تغير المصير الذي رسمه المرسوم , من الساعات الأولى للتغير ألتصقنا أمام شاشات التلفاز نراقب الاحداث ونترقب قيادتنا الجديدة التي رسمنا عليها كل الأمال , وخاصمنا كل مرتزقة النظام السابق من عراقيين وعرب وكنا فخورين بالتغير واجواء الديمقراطية والإنتخابات , ومن كان مثلنا والصادقون من شعبنا قادوا البلاد وصرخاتنا أنظروا ألينا وترقبوا كيف القيادة تكون وكيف العدل يدوم , ولكن عقارب الجار تسللت الى بلدي وبدأت تقتل كل أنسان وتدمر كل عمران , ولكن فرحت الخلاص تهدئنا وتجعلنا ننسى كل مآسينا , ونخلق للقيادة كل الاعذار , الإعمار توقف والخدمات أضمحلت والأموال أختفت نعم هذا كله بسبب الأرهاب وكثرت الاعداء , فكنا نحاول نمد يد العون للحكومة كي تقف على رجلها ونضحي بكل راحتنا من أجل أستقرارها , واستمرت السنين والأمن عاد لاغلب البلاد , والوضع لم يتغير فالعمران لم يتحرك والكهرباء أبتلع كل الأموال ولم يجلب لليلنا الأضواء , والإجرام ينهش في الشعب ولايوجد قانون يقتص منه بل الكل يحميه , أغلب الوزراء شهاداتهم مزورة وأعضاء البرلمان كالدمى تحركهم يدٌ واحدة تارةً تقول لهم وافقوا وتارةً تقول لهم أرفضوا هذا القانون , فرئيسنا يحترم حقوق الأجرام ولا يوقع على أعدامهم لأنه رقيق جداً ولايتحمل موت أنسان , ولكن شعبه يقتل في كل لحظة ولايكترث لأنه يقول طريق الحرية لا يعبّد إلا بالدماء , وحتى خصمائنا عادوا يناقشوننا ويقولون لنا في زمن صدام العراق أكثر أمناً , نخفض الرأس ونقول نعم ولكن جارنا سرّب الأرهاب ؟؟ الأعمار قد توقف نقول الشركات لاتدخل خوفاً من الإجرام ؟؟ الكهرباء أسوء من الماضي نتعذر بكثرت الإستهلاك ؟؟ حكومتكم سرّاق نخفض الرأس طويلاً ونفكر ماذا نقول الإرهاب؟؟ هل قال لهم أسرقوا أموال شعبكم المظلوم؟؟ دول الجوار لايمكنها تغير الأمين الى خوّان ؟؟ ماذا نقدم عذراً لكي نخرج من نظرت الشمّات, بعد اليأس من قلت الأعذار في الخيال , نقول نعم إنهم سراق ولكن خرجت بحرقة , والدمع كاد ينهمل , هل هذه القيادة التي كنا ننتظر, فسحقاً لكم لقد أخجلتمونا حتى مع الخصماء .
https://telegram.me/buratha