المقالات

مزاد الموتى !! صلاح جبر

860 10:18:00 2011-09-14

صلاح جبر

 45 عاماً قضت من حياتي ولا ادري كم بقي من ذلك العمر الذي مرّ ككابوس ! لسان حاله بيت الشاعر الجاهلي زهير ابن ابي سلمى (إلا أيها الليل الطويل إلا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلي )وعلى الرغم من سوداوية الأيام التي مرت حتى تغيير النظام عام (2003)عشت خلالها أياما مستنسخة من بعضها البعض! اتصفت بالسرية والكتمان على جرائم لم تخطر على بال ولم تسمع بها إذن ولم ترها عين !! باستثناء من قدر عليه أن يرى ويسمع ويعيش المعاناة، وكان قدري إن احظي برؤية ومعايشة جرائم النظام ! وكنت أعيها ويفضحني صمتي في التعبير عن رفضي برعونة كادت إن تقضي على كابوس حياتي لينتهي وتنتهي تلك المعاناة المفروضة بالعيش مع أناس الحديث معهم يمثل (صيحة في واد)!حتى استسلمت ورافقت أبو العلاء المعري في تجاهله وهو القائل:(ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا تجاهلت حتى ظّن أني جاهل)!انزويت خلالها في دهاليز العراق المظلمة في سبات عميق حتى أيقظتني أصوات جعجعة التغيير متثائباً انظر وأراقب بدهشة حركة التغيير التي بدت لأول وهلة روضة غناء أجمل ما فيها حرية التعبير عن الرأي الذي ظل هاجسي الذي افتقدته طيلة سنين فهرولت للالتحاق بالركب لأجد فيه ضالتي فولجت حياة الإعلام الذي عرفت فيما بعد أنها مهنة المتاعب ! فقلت في نفسي أية متاعب؟! ونحن خبرنا صروف الدهر ورصفتنا الظروف فعدنا لا نبالي بشدة سحق من يسحقنا! وبعد مزاولة المهنة عقد من الزمن تكشفت حقيقة المتاعب لتلك المهنة فالإعلامي بعد ممارسته المهنة (يدمن عليها )! ويصبح من الصعوبة بمكان مفارقة قلمه وحبس آرائه فزفرات آهاته تتحول إلى نار على الورق قد تؤدي بحياته أو يحرقه لهيبها !! والأدهى من ذلك انه قد يضعف إمام ظروف الحياة ومتطلباتها! فيشترى ويباع حتى في موته! فالنخاسين موجودين في كل مكان وسط الساحة السياسية العراقية بعد العام (2003)! وما على الإعلامي إلا إن يشري نفسه ابتغاء مرضاتهم !! وهم يحددون الزمان والمكان لقتله !! وبعد ساعات قليلة يجيشون القنوات الفضائية ويخرجون البوسترات التي هيأها القتلة في ساحة التحرير ليجنوا ثمار شراءهم ثمن دمه !! وتفتقد الحقيقة مرةً أخرى فلا تسمعها إذن ولا يعيها قلب ولا تشاهدها عين كوننا نجهل مزادات الموتى !! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك