المقالات

كلمة حق مع وزير التعليم العالي

1390 15:22:00 2011-09-14

عادل العتابي

تعلمت ان اكون في الموعد دائما، حتى قال البعض اني انكليزي في المواعيد وهذا يعطي الانكليز سمعة عالمية كبيرة في الالتزام بالموعد، بينما ينام الشعب العراقي ويصحوا على احاديث الرسول الاعظم ( صلى الله عليه واله وسلم) على اهمية الالتزام بذلك ، وان هناك كما هائلا من الاحاديث والاقوال المنسوبة الى ال البيت الاطهار (سلام الله عليهم ) التي تؤكد قدسية الموعد والتعهد والالتزام بهما لان المنافق وليس المؤمن هو من اذا وعد اخلف! اذ ان تلك الاقوال تبين ان من اهم صفات المؤمن هو الالتزام بالتعهد والموعد.كنت قد اكملت اوراق التقديم الى الدراسات العليا لهذا العام في قسم الاذاعة والتلفزيون في كلية الاعلام - جامعة بغداد وعن قناة ذوي الشهداء، اذ اكدت مؤسسة الشهداء بأن اخي الملازم عدنان حسين العتابي هو احد الثوار على نظام البعث، وتم اعدامه مع رفاقه الثائرين وعددهم اثنان واربعين ضابطا في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني من العام (1970) بعد محاكمة صورية برئاسة المجرم طه ياسين رمضان، ايام كانت ايادي البعض ممن يعملون الان في مفاصل مهمة في الدولة وفي الجامعات قد امتلآت بالفقاقيع ( فراكيس ) من كثرة التصفيق لصدام واعوانه وبحرارة كبيرة!كانت اوراق التقديم الى دراسة الماجستير ناقصة وغير مكتملة لورقة واحدة فقط وهي بسبب تاخر حصولي على كتاب عدم ممانعة معنون الى الجامعة من دائرتي التي اعمل فيها تبين فيه عدم ممانعتها لاكمال الدراسة، تاخر ذلك الكتاب لاسباب مختلفة تتعلق بالوقت والروتين، وقبل ان ينفذ موعد التقديم للدراسات العليا قابلت معاون العميد للشؤون العلمية الدكتور سعد مطشر لكي يقبل استلام اوراقي من قبل اللجنة المختصة الا انه رفض ذلك بشدة ملتزما بالتعليمات !بعد ساعات كررت الطلب على الدكتور العزيز الا انه رفض ايضا، وقلت له راجيا ان يستلم اوراقي مع التعهد بتوقيعي بان اجلب كتاب تأييد من دائرتي خلال يومين وفي حال عدم جلب الكتاب فأن اوراقي تعد مهملة، رفض الرجل ذلك ايضا ، قلت وكان ذلك هو الطلب الاخير لي " قد اتمكن من ان احصل على كتاب عدم الممانعة في يوم امتحان المتقدمين للدراسات وهو يوم الثلاثاء المصادف 13-9-2011 ، واتمنى ان ادخل الامتحان وفي وقتها اكون قد اكملت كل اوراقي"قال الدكتور" سأسمح لك بأداء الامتحان اذا اكملت اوراقك" شكرته وغادرت مسرعا لاقف على ابواب الوزارة التي اعمل فيها لمدة يوميين متتالين طالبا مساعدة الاخوة في الوزارة لانجاز الكتاب وفعلا استلمت الكتاب بعد انقضاء يومي الاحد والاثنين 11 و 12 /9/2011 ، فحمدت الله وشكرته على ذلك.حضرت صباح يوم الثلاثاء لاداء الامتحان وبعد البحث طويلا عن الدكتور سعد مطشر بمساعدة اساتذتي في الكلية ايام الدراسة في مرحلة البكلوريوس، وجدته اخيرا في قاعة امتحانية للمتقدمين لدراسة الماجستير وهو يؤدي واجبه في تهيئة كل مستلزمات الامتحان، وبكل تاكيد كان في حال من التعب والارهاق لان هناك اكثر من قاعة امتحانية كان عليه ان يمر عليها جميعا، عند مغادرته احدى القاعات وربما كانت القاعة الاخيرة، تقدمت منه بهدوء وذكرته بما دار بيننا قبل ايام فقال: اسف اذا لم يكن اسمك موجود في القائمة فانك لاتستطيع ان تؤدي الامتحان ! قلت دكتور؟ ... قال اسف! قلت دكتور لقد وعدتني .. ..قال : اسف.لملمت اوراقي وانا اغادر الكلية ودمعة في عيني اذ تذكرت باني تعلمت ان اكون وفيا لتعهداتي مع الاخرين حتى لو كانت تلك التعهدات ان اجلس مع احدهم في مقهى ونلعب الدومينو ...فكيف سيكون موقفي من التعهد اذ ما كان ذلك العهد يخص مستقبل انسان؟ عفوا وزير التعليم العالي فقد اطلت عليك، لكني لن انسى ابدا دكاترة صدام في عهد لم يكن لذوي الشهداء مكانا فيه للدراسات العليا، ايام الزيتوني وايم التزكية من الفرقة الحزبية او جهاز المخابرات وايام كان طالب الدراسات يحضر بزيه الزيتوني ومعه البندقية الالية كلاشنكوف الى قاعة المناقشة ليقدم رسالته او اطروحته وهو يؤشر ب"المرود" الخاص بتنظيف البندقية على اوراق رسالته او على الاستاذة الذين يناقشون تلك الرسالة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
خلدون الماجدي
2013-01-28
الخال العزيز عادل العتابي ، لا تحزن فإن الصبر مفتاح الفرج ، وإذا كان هدفك بالدراسة رضا الله أولاً وطلب العلم ثانياً فلا شك ان الله سيكون معك ، فقط تذكر ان الله يؤخر إجابة المؤمن لكي يمتحن صبره ويزيد في درجته ، جعلك الله من المؤمنين في الدنيا والآخرة خالي العزيز . ولدكم خلدون
عماد.العتابي
2011-09-16
الأخ العزيز لا تلوم أحدا في عراقنا ... فكل شيئ مباح .. وكل شيئ ممكن .. ماعدا التقدم العلمي .. فأنه يفضح الكثيرين .. لذلك فهم يحاربونه أراح الله قلبك النقي وعسى أن تصل كلماتك للسيد الوزير علي الأديب فينصف مظلوما من أهل بلده دعائي لك بالموفقية
الدكتور شريف العراقي
2011-09-15
الوزير شخصية وطنية محترمة
فرح
2011-09-15
أتمنى ان يقرأ الوزير رسالتك ليعرف ماذا يجري في جامعاتنا وكيف ان مفردة العلم غائبة عنها رغم انه حتى عادل امام يقول في مسرحيته المشهورة المشاغبين رغم استهزائه ان العلم لا يقدر بثمن ونحن اليوم مع ثورة الفضائيات بأمس الحاجة الى المخلصين من ابناء البلد لينهضوا بأعلامنا الذي تتخطفه أكثر من جهة..قلوبنا معك أخي الكريم وننتظر رد الوزير وهو يمد يد العون اليك
الحقوقي عباس الحسيني
2011-09-14
عزيزي الاستاذ عادل العتابي , _ شتعتب تره مايفيد _ !!! فانا قد تعذبت قبلك وهناك الكثيرين مثل حالنا , اخي الكريم الوضع عندنا في العراق غير موجود حتى في الصومال , ففي كل دول العالم جامعات رسمية تستقبل كل من يريد الدراسة وهناك جامعات اهلية تستقبل من يرغب الدراسة فيها , ولاحظ عزيزي ولانذهب بعيدا كيف واقع الحال في مصر ولبنان وسوريا والاردن والجمهورية الاسلامية ودول الخليج , الا عندنا تجد الشروط المجحفة والعدد الذي لايكادر يذكر ممن يتم قبولهم , وكأن القوم يريدون تدمير وتخلف البلد عمدا , فمن يدري !!!.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك