المقالات

كتلة المواطن وأعباء المرحلة القادمة

900 23:27:00 2011-09-14

صبيح الناصري

يعاني المواطن العراقي من قصور خدمي واضح فشلت أغلبية الحكومات السابقة في تحقيق ماكان يتمناه المواطن منها في رؤية حكومة خدمات تعمل على انجاز الملفات الخدمية بمختلف عناوينها من الماء والكهرباء والمساكن وغيرها ووضع حد لحالات الفساد الخطير التي تنتشر كالسرطان في جسد الدولة العراقية وتتسبب بإهدار المال العام وتقويض أحلام المواطنين في رؤية مستقبل مشرق أمامهم . لقد أعلن السيد عمار الحكيم عن قرار بتحويل كتلة تيار شهيد المحراب في البرلمان الى كتلة المواطن للتأكيد عن وجود توجه فاعل نحو تفعيل دور الكتلة التي ارتبطت باسم شهيد المحراب لخدمة المواطن العراقي ورفع الأعباء عنه عبر المطالبة بحقوقه في مجال الخدمات ووضع حد لعمليات الفساد والتجاوز على المال العام والتي تحدث بشكل كبير ومتزايد ووسط محاولات البعض للتستر عليها واستمرار ألازمة وإطالة عمرها . يرى السيد عمار الحكيم بان العمل على تحويل الشعارات الى أفعال يحتاج إلى إرادة سياسية والى شعور حقيقي بمعاناة المواطن العراقي وتذليلها عبر المطالبة بحقوق المواطنين بخدمات حقيقية ومشاريع جادة تضع حدا للازمات التي يعاني منها الشارع العراقي والمستمرة منذ عقود طويلة . وبالرغم من امتلاك البلاد لأضخم ميزانية في لمنطقة الا انها لم تنعكس لحد الان في مشاريع تنمية حقيقية ورغبة جادة بإنهاء ملفات معقدة ما تزال مفتوحة حتى هذه اللحظة كأزمة الكهرباء التي تعد من اعقد الأزمات وأكثرها صعوبة واستعصاءا على الحل بسبب حالات الفساد الضخمة التي تسود في مجال التعاقدات الخاصة بعقود وزارة الكهرباء ووجود شبهات حول تورط مسؤولين في الوزارة في ملف التعاقدات الخاصة بشراء المولدات وإنشاء محطات جديدة . ان هذا الفساد والروتين يتسبب في معاناة ملايين المواطنين العراقيين الذين بات يرهقهم ماليا ونفسيا ,اضافة الى تسببه في عرقلة عجلة الاقتصاد العراقي وفي ارتفاع معدلات البطالة وفي تراجع الصناعة العراقية التي تعاني معاملها وورشها من أعباء هذا الانقطاع وانعكاساته السلبية على معدلات الانتاج .كما ان كثيرا من الحرفيين وأصحاب الورش والمصانع الأهلية اضطروا الى اغلاقها وتسريح عمالها بسبب الانقطاع المستمر واستنزاف شراء الوقود للمولدات لدخول هذه المصانع الاهلية من الارباح . ما يحدث في قطاع الكهرباء يحدث أيضا في مجال الإسكان والمياه والتجارة وغيرها ,حيث الأعباء الكبيرة على كاهل المواطن العراقي . التصدي لهذا المطالب وحملها توجه يؤكد السيد عمار الحكيم على ضرورة تبنيه وعدم ترك المواطن العراقي يئن منها عبر تفعيل دور المطالبة بخدمات أفضل وتعميق الاتصال بالمسؤولين وحثهم على تقديم الخدمات مع متابعة هذا الملف الخدمي وتاشير نقاط الخلل ,اضافة الى القيام بحملة تواقيع نيابية لاستدعاء المسؤولين المقصرين الى قبة البرلمان ومساءلتهم عن هذا التقصير وبالتالي اقالتهم في حال ثبوت مسؤوليتهم عن الفشل في ادارة مؤسسات الدولة الخدمية واختيار اشخاص اكفاء بدلا عنهم . ان النهوض برلمانيا بمعاناة المواطن العراقي إنما يمثل توجها لدى تيار شهيد المحراب بان يكون للبرلمان دوره الرقابي الفاعل والمؤثر كجهة تشريعية لها سلطتها الدستورية ولوضع حد لأعمال الفساد التي تعرقل للأسف مشروع بناء دولة المواطن وإزاحة تراكمات الإهمال واللامبالاة التي عانى منها المواطن العراقي سواء طيلة الحقب الماضية او خلال سنوات مابعد التغيير التي لم تشهد نهضة حقيقية في مجال الأعمار والبناء وفق ما يتمناه الشارع العراقي ,بل تحولت الى هم وعبء كبير على عاتق المواطن العراقي والتي تحتاج اليوم الى دور سياسي فاعل يتحرك في مختلف الاتجاهات من اجل بلورة دور رقابي فاعل يقوم على الشراكة السياسية باتجاه تحريك ملف الخدمات وايجاد الحلول المناسبة له لتعزيز ثقة المواطن بالعملية السياسية ولقطع الطريق امام كل المحاولات المشبوهة الراغبة بإثارة الوضع الداخلي وتازيمه من اجل تحقيق اجنداتها الخطيرة ليس في العراق فحسب ,بل في سائر دول المنطقة ايضا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك