بقلم:نوال السعيد
يستحق المقال الذي نشر في موقع عراق القانون تحت عنوان(الحكيم والحكم.. تفكيك المحميات في بغداد) بقلم الاستاذ مختار الاسدي اكثر من وقفة، لانه تضمن اراء وافكار من الخطأ تعميمها على الجميع واعتبارها احكاما مطلقة لاتحتمل النقاش، ولاتقبل الدحض والتفنيد.ولاول وهلة يمكن ان يشعر القاريء ان المقال ومن عنوانه موجه ضد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، ويشعر ان فيه الكثير من التحامل وتعمد الاساءة والتشهير انطلاقا من ما يمكن ان نسميه عقد شخصية نفسية.والموضوعية تقتضي القول بأن في كلام الاستاذ الاسدي حفظه الله وجه صحة، ينطبق على بعض الكيانات والشخصيات التي لاجمهور لها ولا قواعد شعبية ولا امتدادات ولا علاقات ولا حضور ولاتأثير، واقصى ما قد تمتلكه هو اذاعة تبث بصورة متقطعة وصحيفة مدون عليها بأنها يومية وهي لاتصدر الا في الاسبوع مرة واحدة، وربما قناة فضائية اذا توفر المال اللازم من هذه الجهة الخارجية او تلك.ولكن الاستاذ الاسدي -وبسبب عقده الشخصية النفسية-جر الموضوع الى حيث يريد، ليختزل القضية بالسيد عمار الحكيم وبما اسماها بالمحمية التي يتحصن بها، مصورا الامر وكأن الحكيم لاحياة له ولاحراك الا في هذه المساحة الصغيرة التي تضم مكتبه الخاص ومكاتب ومقرات اخرى وبيوت سكنية لاناس بعضهم موظفين في تلك المكاتب والمقرات وبعضهم لاصلة لهم بها.لا اعرف هل ان الاستاذ الاسدي نسى او تناسى او انه متابع غير جيد للوضع العام في البلاد.. بحيث غابت عنه حقيقة ان عمار الحكيم لم يترك بقعة من العراق الا ووصل اليها وتواصل مع الناس الموجودين فيها، وهو اكثر الشخصيات السياسية في البلاد تواصلا مع عموم الناس، واكثر تحركا على الصعيد الميداني.من من قيادات الدولة والزعماء السياسيين تجول خلال فترة زمنية قصيرة ليس فيها تنافس انتخابي ولا حملات انتخابية على تسع محافظات، ووصل الى ابعد نقطة في مناطقها وقراها النائية، ومن من قيادات الدولة والزعماء السياسيين، من تواصل مع ابناء كل المحافظات من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.. عمار الحكيم .. ذهب الى البصرة في الجنوب ، والى اربيل في الشمال، والى واسط في الشرق والى الانبار في الغرب، ومعها كل المحافظات ضمن جغرافية هذا البلد الواحد الموحد الغني بأبنائه الطيبين والخيرين.وللانصاف نقول لو كان الحكيم يبحث عن محميات يحتمي بها ويتحصن فيها لما كان الوقت الذي يقضيها مع ابناء شعبه اكثر بكثير من الوقت الذي يتواجد فيه في مكتبه، القوة الحقيقية للزعامات السياسية والدينية ليس في الاماكن الفارهة والمحصنة والمحيمة التي تقيم فيها بل في عمقها الجماهيري وحضورها ومصداقيتها واندكاكها في مصالح الوطن وحملها هموم وتطلعات وطموحات ابنائه اينما حلت واينما ارتحلت.
https://telegram.me/buratha