المقالات

خبرة العراقيين ...

594 12:07:00 2011-09-15

احمد عبد الرحمن

 خبر العراقيون على امتداد عقود من الزمن، وبحكم التجارب التي مروا بها، ومعظمها مؤلمة ومأساوية، مختلف مسالك ومسارات واتجاهات السياسات الصائبة والصحيحة، وتلك الخاطئة والكارثية. وبات بأمكانهم ان يقرأوا ما بين السطور فيما يقال ويكتب، واصبحوا يدركون الى حد كبير حقيقة ان لغة التهديد والابتزاز والتلويح بالقوة لم تجد ولن تجدي نفعا، بل على العكس من ذلك انها افضت الى اسوأ وافضع النتائج والتبعات والاستحقاقات.وسواء استخدمت لغة التهديد والابتزاز والتلويح بالقوة على الصعيد الخارجي فأن النتائج والتبعات والاستحقاقات لن تكون مختلفة واذا اختلفت فبمقدار قليل جدا.لانحتاج الى ان نذهب بعيدا جدا، فنظام البعث الصدامي، اما اختلق مشاكل وازمات مع جيرانه او ان هناك مشاكل وازمات كامنة بالاساس، وفي كلا الحالتين فأنه اختار، بقصد او من دون قصد، بأجتهاده هو ام بتوجيه ودفع وتشجيع من الاخرين السير في الطريق الخطأ واتباع المنهج السيء، لتندلع الحروب وتعم الفوضى، وتزهق الارواح وتدمر وتبدد الموارد والثروات، وتستباح الحرمات، ونعود نحن العراقيين تحديدا عقودا الى الوراء بدلا من ان نتقدم-حالنا حال باقي الشعوب والامم والمجتمعات-الى الامام، وليتحول البلد الى سجن كبير ومقبرة واسعة، يعمه الظلام والخوف والرعب والتخلف والحرمان واليأس.لم يكن -ولم يعد-ذلك خافيا على ملايين العراقيين، واليوم وفي ظل التجربة الديمقراطية الجديدة التي لم تتعد بعد عقدها الاول، استشعرنا الكثير من التغيير والاختلاف في شتى الجوانب والمجالات عن حقبة العهد الديكتاتوري الاستبدادي، ولكن هواجس ومخاوف غير قليلة مازالت تلقي بظلالها على نفوس وقلوب الكثيرين من ابناء هذا البلد،وهذا امر طبيعي مع مظاهر الارتباك والتخبط والفوضى وتقاطع الاجندات واختلاف الاولويات بين شركاء الوطن، وعدم ضبط وتقنين الاختلافات والخلافات في الحدود التي لاتنعكس سلبا على المواطن، ولاتخل بالثوابت الوطنية، ولاتسمح لاشباح وصور الماضي المؤلمة ان تطل وتظهر من جديد، سواء على الصعيد الداخلي، او في اطار التعاطي مع الخارج.التهديدات المتبادلة بين بعض الشركاء السياسيين، ومنهج التسقيط والتشهير ، وتوجهات الاقصاء والتهميش، ليست من الحكمة في شيء اذا اردنا ان ننهض ببلدنا، ونغادر دوامة المشاكل والازمات، وكذلك ليس من الحكمة في شيء ان ان نلجأ الى اسوأ الخيارات لحل ومعالجة المشاكل والقضايا العالقة مع الجيران والاصدقاء والاشقاء.. لايمكن معالجة المشاكل والازمات مع الاخرين بنفس المنهج الخاطيء الذي اوجدها.. التهدئة والاحتكام الى لغة الحوار والبحث عن نقاط الالتقاء والتمحور حول الثوابت، هو الطريق والافضل والسبيل الانجع على كل الصعد والمستويات والاتجاهات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك