احمد عبد الرحمن
خبر العراقيون على امتداد عقود من الزمن، وبحكم التجارب التي مروا بها، ومعظمها مؤلمة ومأساوية، مختلف مسالك ومسارات واتجاهات السياسات الصائبة والصحيحة، وتلك الخاطئة والكارثية. وبات بأمكانهم ان يقرأوا ما بين السطور فيما يقال ويكتب، واصبحوا يدركون الى حد كبير حقيقة ان لغة التهديد والابتزاز والتلويح بالقوة لم تجد ولن تجدي نفعا، بل على العكس من ذلك انها افضت الى اسوأ وافضع النتائج والتبعات والاستحقاقات.وسواء استخدمت لغة التهديد والابتزاز والتلويح بالقوة على الصعيد الخارجي فأن النتائج والتبعات والاستحقاقات لن تكون مختلفة واذا اختلفت فبمقدار قليل جدا.لانحتاج الى ان نذهب بعيدا جدا، فنظام البعث الصدامي، اما اختلق مشاكل وازمات مع جيرانه او ان هناك مشاكل وازمات كامنة بالاساس، وفي كلا الحالتين فأنه اختار، بقصد او من دون قصد، بأجتهاده هو ام بتوجيه ودفع وتشجيع من الاخرين السير في الطريق الخطأ واتباع المنهج السيء، لتندلع الحروب وتعم الفوضى، وتزهق الارواح وتدمر وتبدد الموارد والثروات، وتستباح الحرمات، ونعود نحن العراقيين تحديدا عقودا الى الوراء بدلا من ان نتقدم-حالنا حال باقي الشعوب والامم والمجتمعات-الى الامام، وليتحول البلد الى سجن كبير ومقبرة واسعة، يعمه الظلام والخوف والرعب والتخلف والحرمان واليأس.لم يكن -ولم يعد-ذلك خافيا على ملايين العراقيين، واليوم وفي ظل التجربة الديمقراطية الجديدة التي لم تتعد بعد عقدها الاول، استشعرنا الكثير من التغيير والاختلاف في شتى الجوانب والمجالات عن حقبة العهد الديكتاتوري الاستبدادي، ولكن هواجس ومخاوف غير قليلة مازالت تلقي بظلالها على نفوس وقلوب الكثيرين من ابناء هذا البلد،وهذا امر طبيعي مع مظاهر الارتباك والتخبط والفوضى وتقاطع الاجندات واختلاف الاولويات بين شركاء الوطن، وعدم ضبط وتقنين الاختلافات والخلافات في الحدود التي لاتنعكس سلبا على المواطن، ولاتخل بالثوابت الوطنية، ولاتسمح لاشباح وصور الماضي المؤلمة ان تطل وتظهر من جديد، سواء على الصعيد الداخلي، او في اطار التعاطي مع الخارج.التهديدات المتبادلة بين بعض الشركاء السياسيين، ومنهج التسقيط والتشهير ، وتوجهات الاقصاء والتهميش، ليست من الحكمة في شيء اذا اردنا ان ننهض ببلدنا، ونغادر دوامة المشاكل والازمات، وكذلك ليس من الحكمة في شيء ان ان نلجأ الى اسوأ الخيارات لحل ومعالجة المشاكل والقضايا العالقة مع الجيران والاصدقاء والاشقاء.. لايمكن معالجة المشاكل والازمات مع الاخرين بنفس المنهج الخاطيء الذي اوجدها.. التهدئة والاحتكام الى لغة الحوار والبحث عن نقاط الالتقاء والتمحور حول الثوابت، هو الطريق والافضل والسبيل الانجع على كل الصعد والمستويات والاتجاهات.
https://telegram.me/buratha