المقالات

تيار شهيد الوطن عز الدين سليم ما بين حكومة الإنسان والهوية العراقية

1754 19:47:00 2011-09-15

مرتضى العبودي

ليس غريباً أن يتأسس تيار عراقي سياسي جديد يحمل إسم عز الدين سليم ليكون منقذاً للوضع المأساوي العراقي الذي ساهم به وبشكل كبير حزب الدعوة المقر العام ، كذلك هو منقذاً لتاريخ الدعوة الإسلامية الذي شوهته ممارسات الحزب الحاكم حزب الدعوة المقر العام أيضاً.لا يخفى على الجميع بأن عز الدين سليم هو الأبن البار للدعوة الإسلامية ، سليل شهدائها الأكرمون ، زعيم حركة الدعوة الإسلامية التي لم تتشوه أو تتلطخ بألوان الفساد الحكومي ، وهو المفكر الإسلامي الكبير صاحب المؤلفات الهامة في تاريخ الدعوة الإسلامية منذ تأسيسها حتى آخر كتاب ألفه الشهيد عز الدين سليم ناهيك عن كتب التاريخ الإسلامي والسياسي ، لكنه تميز أيضاً بعبوره المرحلة ، فهو القافز على الواقع في طرحه نظرية حكومة الإنسان الواقيعة ، لا الإفلاطونية المثالية ، فقد شخص عز الدين سليم الواقع المر الذي رزح تحته العراقييون من قمع وإرهاب قام به أعضاء حزب البعث العفلقي المقبور وأجهزة حكومته من أجل إجهاض أي نهوض لأي حركة معارضة فكانت السجون تعج بالمفكرين الإسلاميين وبكل أنصارهم كذلك هو الحال مع اليسارين من الشيوعيين العراقيين بدون إستثناء ، فهو قارىء ممتاز لذلك الواقع مرحلة بمرلحة ، فماذا حدث للعراقيين في ظل حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس دامت ثمانية سنوات؟ كم من الدماء سفكت على جبهات القتال وفي السجون والأمكنة التي أعدم فيها المعارضون لسلطة المجرم المقبور صدام وكم هي عدد المقابر الجماعية والمجازر التي أرتكبت في المدن بحق المدنيين العزل الأبرياء؟ وما صاحب ذلك الجو المليء برائحة البارود والجثث من دمار نفسي للمواطن العراقي وهدر لخزينة الدولة وتأخر في التنمية والبناء وتدني في المستوى العلمي والحضاري ، فبينما الدول النفطية كانت تبني بلدانها في سنوات الثمانينات كان الشعب تحت رحمة جلاد مجرم يخوض حرباً قتل فيها أكثر من مليون شاب عراقي ، وما إن حطت الحرب أوزارها حتى قام المجرم الدكتاتور بمغامرة غزوه الكويت فاتحاً الباب الواسع أمام من دخلوا الكويت للسرقة فكانت مدرسة مفتوحة لأخلاقيات وقيم ساقطة حاول زرعها في نفوس الكثير من العراقيين، والمضحك إن هناك من يصدق إن صدام قد قرر ذلك لوحده!!! ولوحده أيضاً قرر مواجه جيش أكبر تحالف دولي!!! ثم لوحده قرر الموافقة على وقف الحرب والتصدي لقرارات مجلس الأمن الدولي التعسفية ، لكننا خسرنا في مغامرته الرعناء مرتين ، الأولى حدودنا ، والثانية مئات الآلاف من الجنود العراقيين ، ثم حصدنا جوع لمدة ثلاثة عشر عاماً في أكبر وأطول حصار إقتصادي عالمي على دولة العراق ، حصار جوع الملايين ، تشوهت روح المواطن العراقي فيه وتآكلت قيمه العراقية الأصيلة ، وبعد أن حررنا الغزاة الأمريكان من الدكتاتور صدام وذلك بضرب العراق بما تبقى من ذخيرة حرب 1991 مستخدمين الأسلحة المشععة المميتة سيطر الجنود الأميركان على المنشآت النفطية بحجة حمايتها تاركين الجموع تنهب الوزارات الأخرى وكل والمتاحف العراقية ، أي تكملة لحلقة غزو الكويت!!!إذا ليس غريباً أن يشيع فساد إداري ليس له مثيل من قبل في مؤسسات حكومات ما بعد التغيير ، فالمواطن ضربت قيمه وتهدمت أركان روحه العراقية النبيلة ، فجاء طرح الشهيد عز الدين سليم تماماً في جوهر الواقعية والحاجة العراقية الملحة فكان تنبؤاً بما حصل ومحاولة للتسريع بالحل ، فقد تعامل مع الأمر بكل واقعية وعلمية مفكر أصيل ، أنه بناء الإنسان أولاً ثم تأتي حكومة الإنسان المنتخبة من قبل إنسان واع بناء وهذه الحكومة هي التي ستبني دولة الإنسان ، الإنسان بل إنتماءاته الفكرية وخلفياته العرقية ودياناته التي يعتقد بها.وليس غريباً أن يقتلوا عز الدين سليم وهو في أعلى هرم السلطة ((رئيس مجلس الحكم أنذاك بمثابة رئيس دولة وصاحب القرار الأعلى)) ، والسؤال هو من قرر ونفذ هذه الجريمة؟ بكل تأكيد هم المجرمون أيضاً!!! أن يقتل عز الدين سليم يقتل بناء المواطن ، وتهمش حركة الدعوة التي كان يتزعمها ، وهو القافز على أفكارها التقليدية ، ومصححاً المسار بالواقعية العراقية.هذا هو فهمي الأولي لأطروحة حكومة الإنسان ، لكن ماذا عن تيار عز الدين سليم الذي أخذ بالنمو السريع كزرع الموسم في دول المهجر أو في داخل المحافظات العراقية على السواء؟تيار عز الدين سليم هو القافز فكرياً وسياسياً أيضاً ، فهو من جه مشروع لتطبيق مبادىء حكومة الإنسان التي نظر لها الشهيد عز الدين سليم كما وضحناها أعلاه ، ومن جه ثانية مشروع سياسي يتجوهر في البحث عن الهوية العراقية المطمورة جغرافياً وتاريخياً. فهو يريد إعادة بناء المواطن وإرجاع قيمه التي نقول إنها تضررت ولم تضيع بعد ، ومواكبة التطور الإنساني ، وبناء حكومته المنشودة حالها حال حكومات الدول التي تنعم شعوبها بالحرية والأمان والرفاهية والسعادة ، على الأقل لا يموت الإنسان فيها حزين ، على الأقل هناك فرصة وهناك أمل وهناك تطور وبناء ، وتفكير وخطط للمستقبل ، فلمذا لا يحق لنا نحن العراقيون يا من علمنا العالم وأخترعنا الكتابة الأولى وأسسنا العلوم وأول من بنى المدارس والجامعات ، ألا يحق لنا أن نكون؟ لماذا أراضينا أكلها التصحر ومدننا متأخرة في البناء وينخر مؤسساتنا الفساد؟هذا ما يريده التيار الجديد من حكومة الإنسان ، أما سياسياً فهو الدفاع عن جغرافية هذا البلد الذي إعتدت عليه البلدان الأخرى فأقتطعوا أجزاء كبيرة منه ، أليس لهذا البلد القديم جغرافيا واضحة المعالم أنه بلد الحضارات الأولى بلد ما بين النهرين ، بحدوده ومياه نهريه العظيمين تتوضح معالمه وحقوقه التي سيدافع عنا أبناء الرافدين.إذاً ليس بالغريب أيضاً أن يكون هذا الكيان الجديد فكري يبحث في نفسه وهويته ويسعى لبناء إنسانه الداخل ويبني دولته المنشودة بلاد ما بين النهرين العظيمة دولة العراق وعاصمتها بغداد شمس المشرق وبوابة الضوء. وليس غريباً أن ينضم في لواءه مئات الآلاف في المستقبل القريب ويحصد ملايين الأصوات في الإنتخابات القادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ناصر العبادي
2012-09-25
شكرا لكم وابارك لكم اعلان حركة الشهيد عزالدين سليم التي تحمل الفكر المتنور وتعمل بروح الانفتاح الذي يجعلها محبوبة مرغوبة من جميع الاطراف .. دعوة لكل المخلصين للوقوف الى جنب هذا التحرك ونحن معكم ايها الشرفاء
عبدالامير حسن
2012-05-03
نبارك سعي الداعين لحركة تحذو حذو الشهيد عز الدين سليم في الفكر والمنهج التي تدعو الى حكومة الانسان بعيدا عن التعصب والطائفية وانا ادعو كل المخلصين والوطنيين العراقيين الذين يبحثون عن خدمة الانسان العراقي ان يصطفوا الى جانب هذه الدعوة ويوسعوا رقعتها الاجتماعية نصرة للمظلومين والمحرومين واعلاءا لكلمة الله
عبدالحق الحجاج
2012-03-20
نشكر لك هذا المقال الرائع .. ونشد على ايديكم ايها الشرفاء الاوفياء ... ونحن معكم حتى اخر رمق من حياتنا لنعمل سويا لاظهار فكر وتاريخ شهيد الوطن عزالدين سليم الذي بسسب اراءه حورب ممن يتسلمون القيادة الان في حزب الدعوه ... نعم ان المالكي لا يستذكر شهيدنا الا عند اقتراب الانتخابات وكذلك عمار الحكيم وكذلك الجعفري الذي سرق اطروحته حكومة الانسان وكذلك علي الاديب وخيرالله البصري الذي يحاول الصعود باسم هذا المفكر وكذلك محمد سعدون العبادي وغيرهم كثير... نحن معكم ان شاء الله
إحسان الجابري
2011-11-02
أسكنك العلي في علين يا أبا ياسين ودامت توفيقاتك يا أخي مرتضى نعم نحن ننتظركم بفارغ الصبر
ابو حسن البصري
2011-10-26
شكرا لكاتب هذا المقال الاكثر من رائع ونحن ننتظركم بفارغ الصبر
ابو احمد المختار
2011-10-26
لاشيء اليوم يشغل بال العراقيين غير افكار التغيير وهو قادم ان شاء الله وسوف تقام حكومة الانسان لتبني الانسان لاان شاء الله تعالى
محمد الحيدر
2011-10-11
أهنىء الكاتب على هذا المقال الرائع والجريء الشهيد السعيد عز الدين سليم علماً فكرياً ومن الطبيعي أن يلتحق الشرفاء بتياره المجدد. أبارك لكم المقال والتوفيق من عند الله
عقيل علي جابر الرفاعي
2011-09-29
شكرا لكم على هذا المقال ونحن من الناس الذين الذين تاثرو بشيد الوطن الاستاذ عز الدين سليم الذي فقدناه في اصعب فتره يمر بها العراق وكم كانت حاجتنا له ولكن الله تعالى اختاره .رحمك الله يا شهيد الوطن
عقيل علي جابر الرفاعي
2011-09-29
شكرا لجهودكم واعلموا ان الشهيد عز الدين سليم خسره العراق والعالم العربي والاسلامي خسرناك علما ومفكرا وكاتبا وقائدا قريب الى قلوبنا
علي السماوي
2011-09-19
شكرا للاخ الكاتب و اعتقد انه اصبح الوقت مواتيا لان ياخذ هذا التيار موقعه الحقيقي لتحقيق اطروحات الشهيد السعيد عزالدين سليم فانا ادعو كل من عرف الشهيد وتاريخه للوقوف مع التيار , وادعو التشكيلات الشريفة للوقوف لتحقيق اطروحات الشهيد
صباح الحجاج
2011-09-18
مهما قدم هذا الوطن الى رجل الوطنيه والانسانيه فلا يجزيه حقه في التضحيه باغلى ما لديه وهي حياته ...لقدعاش الشهيدالسعيد حياته ومن ايام شبابه في محاربة الظلم والطغيان وكان هدفه الانسان وما اطروحته (دولة الانسان) التي يحاول البعض اقتباسها وسرقتها دون الاشاره الى فقيد العراق عبدالزهره عثمان الحجاج (عز الدين سليم) هي الان هدف كل الشعوب العربيه الثائره التي تريد الحريه ودولة الانسان التي تنبأ بها هذا المفكر والاديب منذ وقت بعيد.......فالى جنات الخلد ياابا ياسين وستبقى خالدا مع العظماء والمفكرين ,,,,.
عبدالله سلمان
2011-09-18
السلام عليكم لابد لنا نحن من فهم او اطلع على فكر الشهيد ابا ياسين رحمه الله ان ننتصر للعراق الذي احبه ننتصر للعراق بفكر الشهيد الذي وضع لبنات بناء دولته الديمقراطية بفكر ثاقب واعيا عارفا بالعراق تحياتي لك من يخطو هذه الخطوات ونشد على ايديهم
واثق الحجاج
2011-09-18
اشكر الاخ العزيز كاتب هذه السطور على نشر التاريخ المشرق لشهيد الوطن وادعو جميع الاخوة الى قراءة متانية لسيرة هذا الرجل العظيم ودراسة افكاره ومشاريعه التي حالت العصابات الاجرامية دون تحقيقها وان افضل الحلول لواقعنا المرير هو تبني حكومة الانسان والرجوع الى ماكان يطرحه من افكار وطنية تمس حياة المواطن في الصميم واشد على كل يد تبارك هذا المشروع خدمة للمحرومين من ابناء هذا الوطن النازف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك