عادل الجبوري
تذكر العملية الارهابية التي وقعت في منطقة النخيب بين محافظتي الانبار وكربلاء وتسببت بأستشهاد اكثر من عشرين مواطنا عراقيا كانوا عادين من اداء العمرة وزيارة مرقد السيد زينب عليه السلام، بألاجواء التي كانت سائدة ومهيمنة على مجمل المشهد العام في البلاد خلال عامي 2005 و 2006 والى حد ما عام 2007، حيث جرائم القتل الجماعي بشتى الوسائل والاساليب الهمجية، في مختلف مناطق العاصمة بغداد ومحافظات اخرى، وكان العمليات تجري بطريقة منظمة ومخطط لها بدقة واحكام لتعطي انطباعا لدى الرأي العام المحلي والعالمي ان هناك صراعا طائفيا ومذهبيا في العراق، تتجلى مظاهره بالقتل والذبح والتهجير على الهوية.ما حصل هو قيام مجموعة ارهابية تذهب مجمل المؤشرات الى انها تنتمي لتنظيم القاعدة بأعتراض حافلة كانت تقل اكثر من عشرين مواطنا عراقيا معظمهم من مدينة كربلاء المقدسة في منطقة الوادي القذر ضمن الحدود الادارية لقضاء النخيب التابع لمحافظة الانبار، واقتياد من كان فيها من الرجال الى مكان اخر وقتلهم بدم بارد، كما حصل في عشرات العمليات الارهابية السابقة. وواحدة من الناجين، وكان زوجها من الضحايا قالت "كنا متوجهين الى سوريا فاوقفنا افراد يرتدون زي الجيش في منطقة نائية عند الساعة التاسعة مساءً من مساء يوم الاثنين الماضي، ودخل عدد من الرجال المسلحين، وقالوا لنا نحن من الجيش، ونحن بخدمتكم ونريد ان تتعاونوا معنا، ونريد منكم تسليمنا هواتفكم المحمولة، لتعرضنا الى هجوم ونريد التحقيق به، وقمنا بتسليم هواتفنا لهم، لكنهم طلبوا نزول جميع الرجال بحجة تفتيشهم، وبعد دقائق ، سمعنا اطلاق نار كثيف، فنزلت بعض النساء من الحافلة وبدأن بالصراخ ، فعرفنا انهم قاموا بقتلهم"، واشارت تلك السيدة التي تدعى ام ثائر الى "ان خطة المسلحين كانت تتضمن سرقة الحافلة ايضا، لكن الوقت لم يسمح لهم، وقامت القوات الامنية باعادتنا الى كربلاء بعد ان جمعت جثث الرجال".قد لاتحتاج هذه العملية الارهابية البشعة الى استغراق كثير في تحليل ابعادها وخلفياتها، لانها واضحة وجلية بما فيه الكفاية. بيد ان ماينبغي الاشارة اليه هو ان الفتنة التي سعى تنظيم القاعدة الارهابي ومن كان-ومازال-يدعمه ويسانده ويوافقه في التوجهات، الى خلقها في العراق خلفت اثارا سلبية وخطيرة للغاية، ومن حسن الحظ، انه بفضل جهود ونوايا ومساعي الخيرين والشرفاء من ابناء هذا البلد فشلت مخططات ومؤامرات الاعداء، وعادت الامور تسير شيئا فشيئا بالاتجاه الصحيح، وعاد العراقيون من مختلف الوان الطيف الواسع ليتنفسوا الصعداء ويستعيدون الامن والهدوء الذي افتقدوه لفترة من الزمن.عملية النخيب بالصورة التي تمت فيها تثير من جديد هواجس الخوف والقلق في نفوس الكثيرين، ويزداد مقدار هذه الهواجس اذا عرفنا ان بعض المناطق في بغداد ومحافظات اخرى شهدت في الاسابيع -او الشهور-القلائل الماضية عودة بعض مظاهر الارهاب السابقة من توزيع المنشورات التهديديه الى الخطف الى السطو الى القتل المنظم بهدوء.ومن حق المواطن ان يتساءل اين الدولة، واين الحكومة، واين الاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية حيال مايحصل من تداعيات لانبالغ اذا قلنا انها خطيرة على صعيد الاوضاع الامنية؟.وقعت عملية النخيب الارهابية وازهقت ارواح وسفكت دماء مواطنين ابرياء عزل في وقت ينشغل فيه الشركاء السياسيون بصراعات ونزاعات ومماحكات سياسية تسببت بقدر كبير جدا من الاحباط والاستياء للمواطن العراقي، لانه بات على يقين ان تلك الصراعات والنزاعات والمماحكات السياسية هي ليست من اجله ولا في صالحه ، بل العكس تماما عادت وتعود عليه بمزيد من المعاناة الامنية والحياتية.عملية النخيب جرس انذار ينبغي الاصغاء اليه والتنبه له لا صم الاذان عنه وكأن شيئا لم يحصل، او ان ما حصل غير ذات اهمية ولاقيمة.
https://telegram.me/buratha