باقر عبدالرزاق السعداوي
قد لا أضيف شيئا جديدا إلى ما قيل وسوف يقال عن الحادثة سيئة الصيت حادثة شهداء مجزرة النخيب ولكن آهات السيد احمد الصافي في خطبة اليوم وما قاله عن حقيقة الأوضاع في البلد تجعل الواحد يطرح بعض التساؤلات ، يا سيدي إن المتاجرة في الدم العراقي لا تكون لمرة واحدة ولكن لعدة مرات ، ففي الوقت الذي انشغل بعض المسؤولين والإعلام بأفعى سيد دخيل التي لدغت أو قتلت بضعة أشخاص على مدى قرن كامل ، وهذه الأفعى التي تعيش طبعا بشكل انفرادي والتي تتصف بهذه المعيشة كافة الأفاعي في العالم، قامت الدنيا ولم تقعد حولها قال البعض ( انها من فعل المحتل) وصرح الآخر إنها بسبب التصحر وشحة الماء وذكرت بعض القنوات الفضائية أنها بفعل الماء الإيراني المالح !! واجتمع آخرون ليرسلوا لجنة الى الهند لجلب مصل مضاد لسم هذه الأفعى المسكينة التي تريد ان تعيش حالها حال الكائنات الأخرى،ولو سمع شخص غربي لا يعرف عن بلدنا شيء بكل هذه التحوطات حول أفعى طولها لا يتجاوز النصف متر !! يقول ان العراق بلد متقدم ويتفوق على أوربا والأمريكان بكافة الأصعدة ، وأنا متأكد بعد جلب مصل الأفعى من الهند يكون أما غير فعال(مغشوش) أو منتهي الصلاحية حتى تنمو ضجة جديدة حول هذا المصل واتهامات هنا وهناك انها صفقة سياسية او صفقة ناتجة عن الفساد الإداري وغيرها ، حتى ينشغل المسؤولون والشعب وتترك مشاكل البلد على جانب ان حادثة النخيب ليست بجديدة وهذ هي المشكلة فعلى مدى سنوات سابقة كانت هذه المناطق مأوى للخنازير وذئاب النهار وثعالب الليل تقتل وتسلب وتهتك الأعراض دون تحريك ساكن من الساسة وعلى لسان السيد خطيب جمعة كربلاء منشغلون بالتراشق على شتى الأصعدة ، ولكن الغريب في الموضوع هو قفز بعض الأشخاص بقطع الأيادي إن لم ينقلوا المعتقلين إلى بغداد وفي نفس الوقت يصرح بأسمائهم وسيماهم ومكان تواجدهم وماذا يفضلون من الأكل!! ويؤكد أنهم إرهابيون ومطلوبون للدولة، وهذه ما نقرأه على جانب الأيمن لهذا المقال من أخبار عاجلة ( نقطع طريق كربلاء ـ سوريا) ، فلم تريد نقلهم إلى بغداد ، حجته خوفه من افتعال حرب أهلية (التي طبعا في الحقيقة يراهنون عليها) ، والحقيقة هو الحصول على سجن يضمن في المستقبل خروجهم عفوا هروبهم منه كون رمال الرمادي بحاجة ماسة إلى هذه الخنازير لتفتك بدمائنا من جديد ، كل هذا ولا يوجد رد من الحكومة ، المطلوب منها ان تقول لمن يجعل نفسه محاميا عن المجرمين ان تقول لهم ( من أنتم !!) هل مع الشعب أم مع الإرهاب، لقد تفنن الإرهاب على مدى أعوام عدة وأصبح يمتلك شتى الطرق والفنون في قتل أبناء الشعب وتطورت أفكاره وأساليبه ، أما الدولة فأنها في تراجع في الجانب الأمني والأستخباراتي اللذان هما أساس استتباب الأمن في كل بلدان العالم ، يتنقل الإرهابيون بين مدن العراق دون عارض حقيقي ، يمتلكون جواز سفر لك دوله يرغب بها ، يغادر البلد الى دولة مجاورة لجلب حزام ناسف ولدوله اخرى للحصول على الأموال لتمويل إرهابه ويسافر إلى أخري ليرى خنازيره الصغار! (لقد منعت من الحصول على جواز سفر لأجراء عملية تبديل الصمام الأكليلي في الهند كون هناك نقطة أمام رقم يوم ميلادي في سجلات الميلاد نتيجة حبر سقط من قلم موظف الصحة قبل 42 سنة ( رقم 3 شباط أصبح 30شباط ) ومنذ سنة المحكمة قائمة لإزالة هذه النقطة الزائدة دون إجابة من وزارة الصحة والداخلية! بينما يمتلك الإرهاب كل هذه الحركة الحرة من والى خارج البلد) بل الحرية في السجون والتحكم بها والخروج منها والاتصال بإذنابهم ورؤسائهم !صحيح إن الكثير منا يقشعر جلده من سماع كلمت الأمن أو الأستخبارات لما عاناه الشعب من ويلاتهم في زمن خنازير البعث ، ولكن يجب على الدولة ان تنشط هذان الجانبان لأهميتهما في حفظ الأمن في كل دول العالم ، وتزرع ثقافة جديدة بين المواطنين حول مفهوم الأمن والجانب الأستخباراتي ، (لقد قال احد ضباط الاستخبارات إلى أفراد خليته قبل أيام أني اسمع المعلومة من الشارع بل من المتسول وانتم عاجزون عن نقلها لي لأنكم منشغلون بتناسق بدلاتكم الأنيقة مع الأربطة الفاخرة!!) .فيجب حسم ملفات المجرمين وتنفيذ حكم الإعدام المعطل في الإرهابيين ،( حتى الإعدام معطل بحق قتلة الشعب) من أجل المحاصصة السياسية ، فأفعى سيد دخيل مغفلة كونها لم تنمي إلى الإرهاب أو تشكل حزب خاص بها أو أنها ترتبط بالبعثية لما افتعلت هذه الضجة حولها ولم يجلب لها المصل القاتل ، ولتبقى خنازير وذئاب الرمادي تسرح وتمرح!! وأعجبني قول أحد المغتربين في السويد أنه قال (سوف تقفز علينا الفضائيات المأجورة وتقول أن القتله جاءوا من ايران وأن الآخرين الذي يدافعون الآن عن الأرهاب هم الذين نقلوا المصابين الى المستشفى وقدموا كافة الخدمات لهم، ويصدق بهم الكثير)!!
https://telegram.me/buratha