المقالات

الطغاة يشترون الذمم

754 15:28:00 2011-09-18

السيد حسين الصدر

الطغاة يشترون الذمم الجرائم التي يقترفها الطغاة بحقّ الانسانية رهيبة مُفزعة ،وهي متعددة الصور والأشكال حتى ليصعب على الباحث ان يحصرها في رقم معين وأفظع الجرائم على الاطلاق ازهاق الأرواح واتخاذ القرارات التي تملأ البلاد بالقبور الجماعية ، ناهيك عن جرائم الانتهاك للاعراض والاعتداء على الحرمات والممتلكات وتسليط الأقرباء على رقاب الناس يسومونهم سوء العذاب ويحرقون الحرث والنسل . . . . هذه هي سيرة الفراعنة والجبابرة جيلاً بعد جيلاً وما أيام الدكتاتورية الصدّاميه البائدة ببعيدة عنّا .انها أيام الحروب الغاشمة الظالمة .أيام اغتيال الأعلام البارزين وقمم العلم والفكر ومراجع الدين والحرائر والشرفاء من العراقيين . . . . . أيام القائد الضرورة ، والحزب الواحد ، الحاقد على كلّ الرافضين لقمعه ونهجه الدموي ..أيام مصادرة الحريات والحرمان من الحقوق السياسية .أيام الإغداق على المرتزقة وشراء ذمم الكُتّاب والصحف والمجلات وتجنيد أقلامهم لصالح الصنم الكبير .أيام كوبونات النفط التي توّزع على شذاّذ الآفاق ، لتنطلق الأبواق الاعلاميه مُسبحة بحمد الطاغوت ومهنئة الأمة بعظيم عبقريته وصفاته وملامحه الزاهرة ومناقبه العامره ....انّ من أهم الوسائل التي يتوسل بها الطغاة للتعتيم على أوضاعهم البائسة ، هو السيل المتدفق من الأموال على أشباه الرجال من اجل تلميع صورهم ، وطمس الحقائق وتزييف التاريخ .والمفارقه المحزنة ان تشتعل قلوب العراقيين بؤسا وحرمانا ، في حين تشق أموالهم طريقها ،الى جيوب الانتهازيين والمنافقين من الدجّالين والسياسيين المحترفين والاعلاميين الساقطين والمثقفين اللاهثين وراء المال الحرام لينعموا بها ويُشبعوا نهمهم وملذاتهم ولياليهم الداعرة الفاجرة وما يقال في قائد ( أم المهالك ) المقبور يقال في العقيد القذافي المتواري عن الأنظار ، صاحب الاصرار حتى هذه اللحظة ، على ايقاع أكبر حجم من الدمار في البلاد والعباد .لقد ظهرت بعض الوثائق والمستندات ، التي تشير الى ما كان ينفقه الطاغية العقيد المتواري عن الانظار ،على بعض من يسمون أنفسهم بالمثقفين وتبرأ الثقافة منهم ومن موالاتهم للطغيان والأستبداد والشذوذ .ان الفرسان لا يختبؤون ،وان المكابرة والعناد والاصرار على مواصلة العدوان والفتك انحدار الى البربرية بأي جحرٍ يختبي ( معمّرُ ) وخِسةُ الطغاة إرثٌ مُنكرُصحائف الطاغوت سُودٌ لُفِعّتْبظلمِهِ تُطْوى به وتُنشَرُوالأختباء ليس يُنجي غاشماًشيمتُه الطغيانُ والتجبّرُ إنَّ الشرور في ( العقيد ) كامنُ إبليسُ في أثوابه مُسْتَتِرُ لقد أصبح الربيع العربي بداية لمرحلة جديدة يقودها الشباب المتطلع الى الحرية والكرامة بحراكه الجماهيري ولن تُوقف مسيرة الشعوب الصاعدة كل فصول الهمجية والأرهاب التي يلجأ اليها الجلاّدون الطغاة والملاحظ اليوم ان مواقف بعض الكتّاب والاعلاميين سرعان ما تتغير من القدح الى المدح ، والسر معلوم :انها الاوراق الخضراء التي تصلهم من هذا الحاكم أو ذاك ليمنحوا ضمائرهم اجازة طويلة ويغمضوا أعينهم عن الحقائق لتبدأ مرحلة التزوير والتضليل والسباحة في مستنقعات النفاق والدجل ، بعيداً عن آهات المظلومين وعذابات المستضعفين .وهؤلاء المرتزقة موجودون في كل الأقطار ، خصوصاً في منطقنا التعبى من فرط الترهل والفساد ناهيك عن الاستهانة بمعاناة المواطنين وهمومهم وحين يدور القلم مدار المال ، ويدور صاحبه مدار الطغاة فأقرأ الفاتحة على الانسانية المذبوحة بسيف الحكام وأقلام الأقزام . . .وقد وقفتُ على حكاية تنقلها كتب الأدب ، تصوّر هذه الحالة المزرية ، حالة التحّول من خندق التعريض بالحاكم الى خندق الاصطفاف معه ، والتصديق بكل مدعياته الباطلة بأول دفعة من المال قالوا { ان زياداً ،مرّ وهو والي البصرة بأبي العُريان العَدَويّ - وكان شيخاً مكفوفاً ذا لسن وعارضة شديدة - فقال أبو العُريان :ما هذه الجَلَبة ؟ ، قالوا :زياد بن ابي سفيان ، قال :والله ما ترك أبو سفيان الاّ يزيد ومعاوية وعتبه وعنسبه وحنظله ومحمداً ، فمن أين جاء زياد ؟فبلغ الكلام زياداً ، وقال قائل :لو سددت عنك فم هذا الكلب !فأرسل اليه بمائتي دينار ، فقال له رسولُ زياد :ان ابن عمّك زياداً الأمير قد أرسل اليك مائتي دينار لتنفقها ، فقال :وصلته رحم !أي والله ، ابن عمي حقّاً .ثم مرّ زياد من الغد في موكبه فوقف عليه فسلم ، وبكى ابو العُريان فقيل له :ما يبكيك ؟ قال :عرفتُ صوت أبي سفيان في صوت زياد .فبلع ذلك معاوية فكتب الى أبي العُريان :ما ألبثتك الدنانير التي بُعٍثتْ أنْ لوّنتْك أبا العريان ألوانا أمسى اليك زيادٌ في أرومتِه نُكراً فأصبحَ ما أنكرتَ عِرفانالله درُّ زيادٍ لو تعجّلها كانت له دون ما يخشاه قُربانا !فلما قُرِئ كتاب معاوية على أبي العريان قال :أكتب جوابه ياغلام :أحدثْ لنا صلةً تحيا النفوس بها قد كدتَ يا بن ابي سفيان تنسانا أما زيادٌ فقد صحّتْ مناسبُه عندي فلا أبتغي في الحق بهتانا مَنْ يُسدِ خيراً يُصِبْهُ حين يفعله أو يُسد شراً يصِبْه حيثما كانا }ان انكار بنوة زياد لأبي سفيان سرعان ما يتحوّل الى بكاء ،لتشابه صوت زياد مع صوت ابي سفيان !!وتحوّل نسبه المطعون فيه الى نسب صحيح كل ذلك بفعل مائتي دينار أرسلت الى الأعمى الدجال واذا كان الله قد أعمى بصر أبي العريان فكم هناك بَيْننا ممن أعمى الدولار بصائرهم ، وجعلهم يهزجون بأناشيد الولاء للطواغيت وهم يعلمون انهم جلاَّدون سفاحون مجرمون ملعونون على لسان الله وأنبيائه وملائكته وعباده الصالحينوشيء آخر لابُدَّ أنْ نشير اليه ، وهو الجو المملوء بالعيون والجواسيس الذين يسارعون لنقل الأخبار الى السلطة كما ُنقل كلام أبي العريان الى زياد ، وكلام ابي العريان مع زياد الى معاوية .....!!!ان أجهزة الامن والمخابرات ، وأرتال المخبرين السريين اليوم ، ينقلون الى أسيادهم كل شاردة وواردة ، لأنهم يحصون على الناس أنفاسهم ، ويرصدون تحركاتهم ، ويدونون أقوالهم ، ويدعون أنهم حماة الحريات وفرسان صيانة الحقوق . . . .!!تتبدّل الوجوه ولكّن النهج الطاغوتي باقٍ لا يتبدل ولا يتغير . . ! ! ونحمد الله سبحانه الذي جعلنا نشهد مصارع الطغاة ،وحراك الشعوب الناهضة للتحرر من الأغلال

حســـين الصـــدر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
غيور لا غير
2011-09-19
سيدنا الجليل سلام عليكم أن أزمة البلاد اليوم هي الأخلاق التي فقدها العديد من المؤتمنين على مسؤوليات الشعب وأضافوا لها عدم تقى الباري واستحلال الحرام وأكل السحت حتى تجرأ البعض على بيع الذمم والضمائر والجرائم بكل عواهرها وأدناسها من رشوات وتهجير رغالي وسلب وجعل الطواغيت شهداء والتسخر بالدولار النجس وبيع الوطن لمن هب ودب وهدم صروح الاباء والعفة والخلق الكريم ياحبذا لو تشكلت هيئات اجتماعية مخططه غايتهافضح المرتشين الخونه ومعقدي الروتين لغايات عفنه والتساهل مع منفذي المشاريع والعقود برشوات نجس
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك