صفي الدين الحلفي
عندما يختار السياسي الحصون المنيعة والاسوار العالية ليختبيء ورائها فقط فانه يؤكد فشله وعزلته عن الجماهير فأساس عمل السياسي هو في النزول الى الشارع والاختلاط بالجماهير وتلمس معاناتها وهمومها وهو ما نفرد به السيد عمار الحكيم الذي تخطى التحذيرات الأمنية وأصر على النزول إلى الشارع بنفسه والتواصل مع العراقيين في كل مناسبة وغير مناسبة ,حيث وجدناه في مختلف المناطق في العاصمة بغداد وسائر المحافظات يحمل هموم اهلها الذين يعانون من إهمال الدولة لهم وإدارتها لظهرها لهم ,حيث انعدام واضح وكبير في خدمات الماء والكهرباء والمجاري رغم موارد البلاد الضخمة وميزانياتها المليارية . امام هذا الواقع الخدمي الصعب نجد أن السيد عمار الحكيم يحمل هموم هؤلاء المواطنين على يديه ويتقدم بها الى السادة المسؤولين في الحكومة يدعوهم الى ضرورة الالتفات الى معاناة هؤلاء المواطنين الذين قدموا أغلى التضحيات طوال سنوات حكم الأنظمة الشمولية وكانوا عنونا مشرفا في المواطنة والتمسك بعناوين الصمود والتحدي لتلك الأنظمة المستبدة ,حيث يستحقون اليوم من الحكومة المنتخبة أن ترعاهم وتؤمن احتياجاتهم لا ان تتركهم يعانون الأمرين وعلى يديها هذه المرة رغم وفرة الموارد المالية وضخامة الموازنات . السيد عمار الحكيم لم يختبيء خلف اسوار مكاتبه وحراسه كما يصفه مختار الاسدي ولم يقيم لنفسه محميات أمنية مغلقة لا يعرف أي احد ما يدور ورائها كما يقول ذلك مختار الاسدي الذي عرفناه شخصا متقلبا وغير مستقر من الناحية النفسية بدليل انتماءاته المتعددة لعدة جهات سياسية وفي غضون فترة زمنية قليلة حتى استقر به المطاف أخيرا في أحضان حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون ,حيت اخذ يشحذ قلمه المسموم ليهاجم خصوم الدعوة بطريقته التي عرفناها بها ايام مؤلفه الخطير والمسموم (شاهد وشهيد ) والذي أطلقه في وقت متعمد ومقصود وتسبب في إثارة الشارع العراقي وقدم خدمة ثمينة لنظام الطاغية صدام عندما تعمد طرح حقائق ومعلومات مزيفة ومسيئة للمرجعيات الدينية في النجف الاشرف والمساس بمكانتهم المقدسة ,بل تسبب في إثارة مقلدي السيد محمد صادق الصدر ضد أسرة الخوئي حين زعم في كتابه المدسوس بان احد أولاد الإمام ابو القاسم الخوئي قد حضر بنفسه الى داخل السجن الذي أودع فيه السيد الشهيد محمد باقر الصدر متشفيا به ومطالبا مدير امن النجف الذي يؤكد فيها مختار الاسدي بانه كان صديقا له باعدام السيد محمد باقر الصدر باسرع وقت وتخليص البلد منه . لقد تسببت الروايات التي زيفها الاسدي في مقتل مجيد الخوئي لاحقا بعد يوم واحد من دخوله الى النجف الاشرف بعد سقوط النظام عندما استحضر المهاجمون تلك الروايات المسمومة والتي تحولت الى سواطير فتكت بجسد السيد عبد المجيد الخوئي انتقاما من اسرة الخوئي . هذه الحصون والمحميات السرية والغامضة لا توجد الا في ذهن الاسدي والتي يصفها بالمحميات غير الشرعية ويدعوا الحكومة الى تقويضها ,اذ ان وجودها برأيه يشكل خطرا عليها في وقت يتناسى فيه الاسدي بان مكتب السيد عمار الحكيم ليس حصنا امنيا مغلقا ,بل هو مكتب مفتوح يدخله المواطنون والزائرون ببساطة ويسر ويستقبل فيه السفراء الاجانب وكبار الشخصيات السياسية الممثلة للقوى السياسية والعشائرية والاجتماعية , فضلا عن المواطنين من مختلف المشارب والاتجاهات وعقد اللقاءات مع مختلف فئات الشعب العراقي مستمعا الى همومهم وحاملا معاناتهم ومتصديا معهم لها وداعيا الى حلها ,بعكس محميات حزب الدعوة في المنطقة الخضراء التي تحولت الى حصون منيعة جدا فاقت حتى اجراءات الامن المتبعة في زمن الطاغية صدام ,بل إنها احتوت على سجن خاص بداخلها يدعى بسجن الشرف ارتكبت فيه عمليات تعذيب وانتهاكات لحقوق الانسان وهو امر لم يذكره الاسدي الذي لم يذكر لنا ان قادة حزب الدعوة المختبئين خلف اسوار المنطقة الخضراء قد تخلوا بالفعل عن ناخبيهم الذين حملوهم الى قلب المنطقة الخضراء من جديد ,حين اهتموا بصفقات الزيت الفاسد وشراء حاويات لعب الاطفال على انها مولدات كهربائية في وقت يغرق فيه المواطنون العراقيون في مستنقعات الفقر والاهمال والفساد بينما نجد ان السيد عمار الحكيم من دون باقي السياسيين يحرص على النزول الى الشارع بنفسه فكان السياسي الوحيد الذي التقى بالمواطنين وقدم التهاني لهم بنفسه صبيحة يوم عيد الفطر المبارك وكان السياسي الوحيد الذي ذهب بنفسه الى مناطق الشعلة ومدينة الصدر والكمالية والشعب وقاسم العوائل خبزهم وطعامهم وشاركهم في جلساتهم وامسياتهم . مكتب السيد عمار الحكيم لم يكن ولن يكون محمية امنية خاصة ,بل هو بيت لكل العراقيين الذين يزورونه في أي وقت من دون ان يطردهم احد او يشهر السلاح بوجههم .
https://telegram.me/buratha