مـــــهدي زايــــر جـــــاسم
البطالة ذلك المارد المستبد الذي يفتك بشبابنا ، ويسحق الكرامة والأمل ،تلك الأيدي الخفية التي تقتل الأمل والتفاؤل والطموح لدى شبابنا تقتل العزة بالنفس وتذل الإنسان ، إنها البطالة : أحد أكبر مشكلات وأخطر التحديات التي تواجه عالمنا اليوم وتعيق الأمن والاستقرار والتنمية فيها ، وذلك لآثارها السيئة على الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فتعطيل الإنسان ا القادر على العمل المحتاج إليه ،وإحساسه بأنه عالة على مجتمعه وليس إنسان لديه كيان وقادر على العطاء ،وحرمانه من المشاركة يحط من قيمته،ويهدم أركان الثقة الإيجابية داخله .فلا أذل ولاأثقل على الذات من الفاقه والحاجة والإنسان في قمة عنفوانه ، وليس هناك أمر من العجز عن توفير ملتطلبات الحياة الأساسية العيش الكريم له ولعائلته،مما يلقي بانعكاساته السلبية على النفس فيصيبها بالكابة والتوتر والعصبية المفرطة فيولد عللاً نفسية كثيرةلا حصر لها .وقد ينعكس ذلك على علاقته بأسرته وأصدقائه ومجتمعه ،فتتأثر العلاقات الزوجية والعائلية ،وينشأ لدى العاطل شعور بالسخط والغضب اتجاه مجتمعه ومحيطه الخارجي،وتوجه عدائي للسلطة الحاكمة والطبقة الثرية الحاكمة ويسهم ذلك في وقوع مخاطر عدة في حال غياب الوازع الديني لدى الشخص العاطل فيدفعه نحو عالم الجريمة والانحراف انتقاما لنفسه من المجتمع الذ ي لم ينصفه مقارنة بأقرانه الذين يشغلون وظائف في الدولة ،ويكون متمرداً على النظم والقوانين العامة .وقد أكدت التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة الدولية ومنها مؤسسة(ديلويت) المالية استشارية في الشرق الاوسط ،ارتفاع نسبة البطالة في العالم العربي،حيث تمثل أعلى معدلات البطالة في العالم ،وخاصة الدول التي عاشت في ظروف صعبة مثل الاحتلال كالعراق وفلسطين لأسباب معروفة للقاصي والداني،والدول الفقيرة كالسودان والصومال وفي هذه الدول قديكون هناك مايبرر ارتفارع نسبة البطالة فيها باعتبارها بلداناً فقيرة مقارنة بدول الخليج العربي .
وهنا يحذر الكثير من المهتمين والمراقبين للشأن الاقتصادي من مخاطر البطالة وخطرها المتفاقم وآثاره على الشخص بالدرجة الأولى ،وعلى المجتمع بدرجة ثا نية ،وضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وسريعة وحقيقة في هذا الشأن ،وأن تعمل الدولة على إحلال العدالة الاجتماعية وتوزيع الوظائف بصورة عادلة بعيداً عن المحسوبيةوالمنسوبية ،ومحاربة الفساد بكل أشكاله ،واعتماد استراتيجية واضحة في تشغيل العاطلين .وهنا تبرز ضرورة بناء الإنسان وإعداده فكرياً وأخلاقيا وتاهيله نفسيا وعلماً وتنمية المحفز القيمي للإ نتاج ،وتطوير النظام التعليمي والتركيز على التعليم المهني والحرفي وإنشاء معاهد للتدريب وحسب متطلبات سوق العمل ،وزيادة التمويل الحكومي في مشاريع تخلق فرص عمل كثيرة ومتنوعة للشباب ،وعمل قاعدة معلومات لتوظيف الشباب وأعتقد هي موجودة في وزراة العمل والشؤون الاجتماعية، لكنها غير مفعلة ، والاتجاه الاستثمارت طويلة الأمد؛ لأنها تخلق فرص عمل كثيرة، وأعتقد أن الكلام يطول حول موضوع البطالة فمتى نجد من حكوماتنا حلولاً سريعة وناجعة لمشكلة البطالة المزمنة في مجتمعنا .
https://telegram.me/buratha