بقلم .. رضا السيد
من المضحكات المبكيات في زمننا الحاضر ، وفي عراقنا الجديد .. عراق الديمقراطية والتحرر نحو الإبداع والتطور .؟ وخصوصا في الملف الأمني الذي بات من أشهر الملفات العراقية ركاكة وهشاشة ويعاني من أمراض مزمنة أطاحت به وأوصلته إلى حال ربما لا يمكن معها أن يستعيد عافيته ، والأسباب كثيرة ومتنوعة تناولنا قسما منها في محطات سابقة . فمن المضحك والمبكي في العراق الجديد إن المجرم يصبح طليقا بفضل الضغوطات والمساومات و ( الأوراق الأمريكية الخضر ) والبريء يصير مجرما ، ويعامل بشتى أنواع المعاملات القاسية . فالاعتقال في العراق بات مصير كل من ينادي بضرورة أن تعمل القوات الأمنية العراقية وفق الضوابط والقوانين التي وضعها الدستور العراقي وتضطلع بعملها بشكل صحيح ، وتكفل بذلك سلامة المواطنين الأبرياء وتقضي على الإجرام والمجرمين مهما كان نوعه ومهما تعددت مناشئه وأسبابه . لكن الذي يحدث في الكثير من الأحيان إن القوات الأمنية عندما تريد أن تلملم إخفاقاتها بسبب الوهن الذي دب في مفاصلها فإنها تقوم بالتخبط في كل الاتجاهات وتحاول أن تخلق لنفسها أعذارا حتى لو تم ذلك على حساب المواطن البريء ..؟! فاستمرار الدعاوي الكيدية والاعتقالات العشوائية لمن حارب الإرهابيين وإلصاق التهم الباطلة بالناس الأبرياء من الأسباب الرئيسية في الأزمة الأمنية العراقية . وإن الكثير من أبطال البلد الذي وقفوا بوجه الإرهاب والإرهابيين وحاربوه بكل قوة نراهم اليوم خلف القضبان إما بسبب الدعاوي الكيدية والمخبر السري او بسبب ما تقوم به الحكومة من اعتقالات عشوائية . فان ما نراه الان من تخبط واضح في عمل الأجهزة الأمنية والذي يدفع المواطن البريء ثمنه هو بسبب المحسوبية والمنسوبية في شغل المناصب المهمة والتي تتطلب رجالا ذو خبرة ودراية بأوضاع البلاد ، وليس وضع شخصيات ورجال لا علم ولا خبرة لهم وإنما شغلوا المناصب وفق المحاصصة المقيتة . ومما يزيد من حجم هذا الوهن في الملف الأمني إن معضلة مرشحي الوزارات الأمنية لازالت تراوح مكانها بانتظار ما تتمخض عليه اجتماعات قادة الكتل السياسية . فالملف الأمني بات يعاني من مشكلة الشيخوخة والوهن ، وهذا بالتالي يجعل القوات الأمنية العراقية او من هم قائمين على الملف الأمني لا يعرفون ماذا يفعلون .
https://telegram.me/buratha