حسين الاعرجي
بالصدفة وانا جالس امام التلفاز شاهدت وعبر احدى القنوات الفضائية العراقية موقفا انسانيا مؤلما حيث اظهرت الشاشة لقاءا مع احد اطفال ضحايا مجزرة النخيب المؤلمة وهو يتحدث عن والده واحاديثه الاخيرة معه وكيف كان الطفل يروي كلماته وعيونه غارقة بالدموع وهو يستذكر كلام والده ولحظاته الاخيرة التي شاهده فيها ومن هنا آخذت التساؤلات تدور في الذهن ومشاعر الالم تعتصر القلب وكلها كانت تدور من يمكنه ان يوقف سيل دموع الاطفال وهم يفقدون اباءهم لا لسبب مشين سوى انهم ولدوا وعاشوا في العراق وهم يفقدوهم على ايدي اناس ظلمة لا دين لهم ينفذون ما يراد منهم مقابل اموال تدفع لهم وهم بذلك لا يختلفون شيئا البتة عن المرتزقة الذين جاء بهم القذافي من افريقيا من اجل قتل ابناء شعبه . وكم من الاطفال فقدوا اولياء امورهم في جرائم الارهاب وعلى يدي القتلة وتحت اسباب اعذار شتى ومنهم من شاهد تلك الحوادث بأم عينيه وكيف لا يكون مصير ومستقبل اولئك الاطفال مجهولا وحتى يكون مخيفا وهم يرون حقوقهم تضيع مقابل المجاملات السياسية والمحاباة وعلى حساب الضحايا و بإسم الوحدة الوطنية والمصالحة .ويا ترى الم تؤثر تلك الدموع في قلوب المسؤولين الساعين خلف المصالحة وعلى حساب دماء الابرياء ولو كانت الحالة بالعكس هل كان المسؤولين سيرضون بالمصالحة والوحدة الوطنية بديلا عن دماء ابناءهم وفلذات اكبادهم ام ان من يديه في الماء وعائلته في خارج العراق ليس كمن يديه في النار وهو يعيش في العراق وجحيم الارهاب الذي لا يرحم لا طفلا ولا كبيرا , نقولها وبحرقة وألم يكفي استهتارا بدماء الشعب من اجل المحافظة على مكاسب زائلة بمرور الوقت ويكفي استخفافا بكرامة الشعب من اجل الكراسي والمناصب ولتعلن علنا نتائج التحقيقات في هذه المجزرة الاليمة ولتكن وقفتنا جميعا وطنية مخلصة للوطن والشعب و ندع مجالا لإصحاب النفوس الضعيفة للاستفادة من تلك الامور
https://telegram.me/buratha