بقلم : اشرف العراقي
كل العراقيين يعرفون جيدا أن الإرهاب موجود في العراق منذ عقود من الزمن وله عدة أوجه حيث أن نظام صدام كان إرهابيا دمويا ولكن بطرق مختلفة والأنظمة التي كانت قبله وبعده لها نمطية خاصة في الإرهاب في العراق وتتعامل به لأجل مصالحها الخاصة والشخصية والانقلابات السياسية التي حصلت منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد ألان خير دليل على وجود الإرهاب . فالإرهاب وجد في العراق وعلى وجه الخصوص بعد التغيير عند دخول جماعات دينية متطرفة لها أجنداتها الخاصة ومدعومة من دول الجوار والكل يعرف هذا حيث أننا لا نريد الخوض في تفاصيل تلك الدول , بدأت عملياتها بضرب طائفة من أبناء الشعب العراقي تحت مسمى طائفي أرادت من خلاله إشعال الفتنة بين أبناء الشعب العراقي لقيام حرب أهلية بوجود أرضية مناسبة في ذاك الوقت بسبب عدم وجود حكومة قوية تحكم السيطرة وبسبب الانفلات الأمني المفتعل من قبل أمريكا وحلفاءها وقد أخذت تلك الظاهرة أرواح الآلاف من أبناء الشعب ليعرف ساعتها اغلب مكونات الشعب وان كان الأمر متأخر أن الإرهاب أراد أن يطيح بأبناء الشعب الواحد والمصير الواحد وهذا هو الهدف الحقيقي من وراء عملياتهم . تراجعت صولة الإرهاب مؤخرا بسبب تيقن العناصر الإرهابية بان ليس هناك جدوى من عملياتهم الجبانة بسبب وضوح الصورة لدى أبناء الشعب العراقي وأصبحوا على يقين تام بان أعمالهم لا تؤدي إلى انقسام الشعب بل على العكس , توحدهم أكثر وتجعل من مكوناته الخيرة يدا واحدة في مواجهة الصعاب .أما بخصوص الحديث عن الحكومات التي جاءت بعد السقوط فلها خاصية عجيبة وتحمل غرابة أكيدة في تعاملها مع الواقع السياسي العراقي باستخدامها شتى وسائل الإرهاب في سبيل أثبات الوجود واعتلاء المناصب الحكومية , حيث وصل الأمر بهم بسبب خلافهم السياسي ويعتبر غالبا هو اختلاف في أوجه النظر حول أدارة الدولة وقد يحل عبر التحاور وتبادل الآراء بمنهج حضاري , ولكن لعدم وجود الخلفية السياسية المناسبة والرؤية والتصور الواضحين يدفع ثمن هذا الشي المئات من أرواح ألابرياء الذين لا حول لهم ولا قوة .جريمة النخيب التي حصلت قبل أيام والتي راح ضحيتها أكثر من 23 ثلاثة وعشرون مواطنا كانوا متوجهين إلى سوريا لتأدية مناسك الزيارة حيث تعرض لهم بعضا من النفر الضال وهم من تجار الدم وقتلة الأبرياء وأردوهم قتلى , عملية إجرامية غريبة بعض الشيء حيث أن العمليات الإجرامية المماثلة التي كانت تحدث في السنوات الماضية وتحديدا في الـــ 2006 - 2007 قد انتهت ولا مجال لها من العودة مرة أخرى وقد ذكرت في بداية المقال الأسباب والدوافع وهو تظافر جهود الخيرين من جميع أطياف الشعب العراقي لتذليل الصعاب وتجاوز المحن والتطلع لبناء العراق الجديد والتخلص من الماضي البغيض بكل ما يحمله من الآلام وقتل وتشريد . أن الذي أود الإشارة إليه في تلك المقالة أن إرهاب الدولة أصبح أكثر فعالية من الإرهاب الخارجي المدعوم من دول الجوار في عراقنا الديمقراطي الجديد ,حيث آن التصفية والعراك السياسي واختلاف أوجه النظر أصبح له ثمنا , أرواح تزهق لكي تستمر العملية السياسية على دماء وأشلاء الأبرياء , من يستطيع أن يبرهن لنا أن جريمة النخيب لم تقف وراءها أيدي سياسية معينة تريد من خلالها تأجيج الفتنة وتأويلها ليعود ألينا زمن القتل والتشريد والتهجير وخاصة أن هناك قنوات فضائية للأسف الشديد تسمى قنوات عراقية تسخر قنواتها كمؤسسات خيرية للتبرع والمساعدة لكن عند حصولها على تلك الأخبار أخذت تهلهل وتصفق وتفتعل المانشيتات الرنانة خدمة للطائفية ومن يقف معها كأنها تنتظر اللحظة المناسبة لكي تمرر سمومها وأفكارها الهدامة وتوجهها السيء وذلك كله لمصلحة أصحاب الإثمان الكبيرة والأرقام القياسية الذين يستمتعون عندما يشاهدون أو يسمعون أن هناك في العراق اقتتال طائفي .على الشعب العراقي أن يتفهم حقيقة واحدة فقط , أن وحدة الوطن وبناء البلد ورفعة وكرامة المواطن تأتي من خلال التلاحم والتكاتف وليس التناحر والاقتتال وعليكم أن تعلموا أن الحكومات والشخوص السياسية زائلون وتبقى الشعوب هي القادرة على صنع المستحيل واغناء التاريخ بالملاحم والبطولات ودعونا ننظر إلى العالم المتطور والمتحضر كنموذج حي يجب الاقتداء به والتواصل معه حتى نكتسب الأمور الايجابية لنعمل بها خدمة لبلدنا وشعبنا .
https://telegram.me/buratha