علي حسين غلام
لكل أمة كبوة وبلاشك إن هذه الكبوة بسبب ظروف وعوامل ذاتية وخارجية تتفاوت في إرتفاع وإنخفاض مستوياتها بإختلاف الزمان ومعطيات الواقع والأحداث، وآثارها قد تعمق الجراح وتكون سبباً في إنهيار هذه الأمة لتتفاقم الأزمات والمعاناة التي تؤدي الى نكوصها معنوياً والى سبات عميق بالرغم من الأرث التاريخي المجيد لها ومقومات المبادئ والقيم الإنسانية فيها وتحتاج الى زمن طويل لتداوي الجراحات وفترة نقاهة ليتعافى الجسد ومن ثم الشروع بخطوات للنهوض والوصول الى المكانة الحقيقة من جديد، أو تكون هذه الكبوة عابرة تمر كالسحاب التي تحجب الشمس لفترة قصيرة ومن ثم تشرق هذه الأمة بنورها وتأخذ دورها التأريخي في الحضارة والتقدم، ان عدم وجود تمثيل للكورد الفيليين في البرلمان هي كبوة للأمة الفيلية في هذه المرحلة الصعبة التي جسدت وحددت كل المكونات العراقية وثقلها السياسي والإجتماعي والمناطقي، مما وضع الأمة على مفترق طرق ومتاهات وما يترتب عليه من عواقب سلبية سياسية وإجتماعية كفيلة بان تعمق الجراح والشتات والإقصاء، فضلاً عن إعطاء الذرائع لمن يصطاد في الماء العكر ولا يريد الخير للمكون لإبعاده عن العملية السياسية والإستحقاق الوطني، كذلك وضع الأمة الفيلية في حرج كبير وفي محك حقيقي وأمام أسئلة كثيرة تحتاج الى أجوبة شافية تعيد لها ماء الوجه والكرامة وتضعها في المكان الحقيقي اللائق بها وتبين قوتها وثقلها السياسي والإجتماعي وتبديل المشهد الحالي الطارئ الناجم عن سحابة حجبت الشمس الفيلية خلال الفترة الماضية ليشع نورها من جديد أرجاء الوطن الغالي ليصح الصحيح ويكم فاه من يقول قد أفلت الحالة الفيلية، لقد بادر المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين الى أتخاذ خطوات مهمة في سبيل النهوض بالواقع الفيلي والتطلع الى مستقبل مشرق ويضع لهذا المشروع الإطار الفلسفي والرؤى الفكرية ذات طابع منهجي علمي وعملي بحيث تكون الخطوات مدروسة ومحسوبة وفق سياقات زمنية تتناسق مع معطيات كل مرحلة ومقتضيات الظروف والأحداث السياسية والإجتماعية للوصول الى الأهداف والغايات التي أصبحت ملحة وضرورة لإثبات الذات والهوية والتواجد السياسي الملحوظ، لقد أستطاع المؤتمر وبنجاح أفتتاح المركز الثقافي للبحوث والدراسات الفيلي وهي سابقة متفردة تحسب لهذا المؤتمر حيث لم يكن يخطر ببال أي من الحركات والقوى الفيلية وحتى بعض القوى العراقية الأخرى بالقيام بمثل هذا المشروع الذي سوف يؤسس لبحوث ودراسات وقواعد بيانات تعنى بالشأن الفيلي يمكن الأستفادة منها في وضع الخطط ورسم السياسات التي تسهم في الوصول الى النتائج المرجوة التي تلبي طموحات الفيلية، وكذلك فتح مكاتب فرعية للمؤتمر في محافظة واسط لغرض التواصل مع الكورد الفيليين المتواجدين في مركز المحافظة وأقضيتها والمشاركة الفعالة على الصعيد السياسي والإجتماعي في كل ما يتعلق بالمكون الفيلي، بالإضافة الى النية الصادقة لفتح مكاتب فرعية في كل المحافظات التي يتواجد فيها أبناء المكون لتوسيع البيت الفيلي ليضم كل المشارب والأتجاهات والميولات، والخبر الأهم والخطوة الجبارة والعظيمة التي من خلالها سوف يصل الصوت الفيلي وهو يحمل الأمل والطموح الى جميع البيوتات الفيلية وتحقيق حلم وأمنية طال إنتظارها وكانت بعيدة المنال ومن المستحيلات لتصبح واقعية وحقيقية ألا وهي الفضائية الفيلية بأسم ( الإشراق) لما يحمل هذا الأسم من مساحة وآفاق واسعة من المعاني والمصطلحات فضلاً عن دلالة على تواجد الكورد الفيليين في المناطق التي تشرق منها الشمس على وطننا الحبيب، والكل يعلم مدى أهمية الفضائية في رص الصفوف وتوحيد الكلمة ولملمة الشتات ومشاركة القريب والبعيد دون إستثناء في دعم المسيرة الفيلية التي كان يدعمها الفيليون في مناطق محددة ومعروفة في بغداد والمحافظات وضمن إمكانيات لا ترتقي وحجم التحديات التي تواجه المكون، ومن خلال هذه الفضائية سيتم إطلاع الفيليين على كل الأمور والتحركات والنشاطات التي يقوم به المؤتمر، وسيكون باكورة أعمال هذه الفضائية هو النقل المباشر لوقائع الإحتفالية الجماهيرية التي يقوم بها المؤتمر في قاعة شهيد المحراب في مجمع جامعة بغداد في الجادرية بتاريخ 1/10/2011 بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيس المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين والذي سيحضر هذه الأحتفالية معالي دولة رئيس الوزراء وبعض السادة نواب البرلمان ومعالي وزير الهجرة ووزراء آخرين ورؤساء الهيئات المستقلة ونخبة من الشخصيات الاكاديمية والنخبوية السياسية والإجتماعية والعشائرية فضلاً عن الجماهير الغفيرة من المكون الفيلي ... لذا نسترعي الإنتباه والحضور بقوة وفعالية في هذه الإحتفالية كما حدث في المؤتمرات والإحتفاليات والندوات السابقة لإظهار مدى شعبية وجماهيرية المكون الفيلي وقوته وكثافته السكانية في المجتمع العراقي ودرجات تأثيره الملموس والواضح الآن وفي المستقبل على مجمل الأحداث السياسية والإجتماعية وأن عدم ترشيح فيلي الى البرلمان كبوة عابرة لا تدل على حقيقة الحجم الفيلي وأن الإشكاليات والميولات المتشعبة وتشابك المصالح الذاتية والفئوية السبب الرئيسي وراء هذه الكبوة، لذا لابد من إعداد العدة وتحشيد الجهود والطاقات وتذليل المشاكل والمعوقات لتجاوز هذه المرحلة من الآن... ومن الله التوفيق.
https://telegram.me/buratha