المقالات

كبوة فيلية عابرة

852 13:08:00 2011-09-19

علي حسين غلام

لكل أمة كبوة وبلاشك إن هذه الكبوة بسبب ظروف وعوامل ذاتية وخارجية تتفاوت في إرتفاع وإنخفاض مستوياتها بإختلاف الزمان ومعطيات الواقع والأحداث، وآثارها قد تعمق الجراح وتكون سبباً في إنهيار هذه الأمة لتتفاقم الأزمات والمعاناة التي تؤدي الى نكوصها معنوياً والى سبات عميق بالرغم من الأرث التاريخي المجيد لها ومقومات المبادئ والقيم الإنسانية فيها وتحتاج الى زمن طويل لتداوي الجراحات وفترة نقاهة ليتعافى الجسد ومن ثم الشروع بخطوات للنهوض والوصول الى المكانة الحقيقة من جديد، أو تكون هذه الكبوة عابرة تمر كالسحاب التي تحجب الشمس لفترة قصيرة ومن ثم تشرق هذه الأمة بنورها وتأخذ دورها التأريخي في الحضارة والتقدم، ان عدم وجود تمثيل للكورد الفيليين في البرلمان هي كبوة للأمة الفيلية في هذه المرحلة الصعبة التي جسدت وحددت كل المكونات العراقية وثقلها السياسي والإجتماعي والمناطقي، مما وضع الأمة على مفترق طرق ومتاهات وما يترتب عليه من عواقب سلبية سياسية وإجتماعية كفيلة بان تعمق الجراح والشتات والإقصاء، فضلاً عن إعطاء الذرائع لمن يصطاد في الماء العكر ولا يريد الخير للمكون لإبعاده عن العملية السياسية والإستحقاق الوطني، كذلك وضع الأمة الفيلية في حرج كبير وفي محك حقيقي وأمام أسئلة كثيرة تحتاج الى أجوبة شافية تعيد لها ماء الوجه والكرامة وتضعها في المكان الحقيقي اللائق بها وتبين قوتها وثقلها السياسي والإجتماعي وتبديل المشهد الحالي الطارئ الناجم عن سحابة حجبت الشمس الفيلية خلال الفترة الماضية ليشع نورها من جديد أرجاء الوطن الغالي ليصح الصحيح ويكم فاه من يقول قد أفلت الحالة الفيلية، لقد بادر المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين الى أتخاذ خطوات مهمة في سبيل النهوض بالواقع الفيلي والتطلع الى مستقبل مشرق ويضع لهذا المشروع الإطار الفلسفي والرؤى الفكرية ذات طابع منهجي علمي وعملي بحيث تكون الخطوات مدروسة ومحسوبة وفق سياقات زمنية تتناسق مع معطيات كل مرحلة ومقتضيات الظروف والأحداث السياسية والإجتماعية للوصول الى الأهداف والغايات التي أصبحت ملحة وضرورة لإثبات الذات والهوية والتواجد السياسي الملحوظ، لقد أستطاع المؤتمر وبنجاح أفتتاح المركز الثقافي للبحوث والدراسات الفيلي وهي سابقة متفردة تحسب لهذا المؤتمر حيث لم يكن يخطر ببال أي من الحركات والقوى الفيلية وحتى بعض القوى العراقية الأخرى بالقيام بمثل هذا المشروع الذي سوف يؤسس لبحوث ودراسات وقواعد بيانات تعنى بالشأن الفيلي يمكن الأستفادة منها في وضع الخطط ورسم السياسات التي تسهم في الوصول الى النتائج المرجوة التي تلبي طموحات الفيلية، وكذلك فتح مكاتب فرعية للمؤتمر في محافظة واسط لغرض التواصل مع الكورد الفيليين المتواجدين في مركز المحافظة وأقضيتها والمشاركة الفعالة على الصعيد السياسي والإجتماعي في كل ما يتعلق بالمكون الفيلي، بالإضافة الى النية الصادقة لفتح مكاتب فرعية في كل المحافظات التي يتواجد فيها أبناء المكون لتوسيع البيت الفيلي ليضم كل المشارب والأتجاهات والميولات، والخبر الأهم والخطوة الجبارة والعظيمة التي من خلالها سوف يصل الصوت الفيلي وهو يحمل الأمل والطموح الى جميع البيوتات الفيلية وتحقيق حلم وأمنية طال إنتظارها وكانت بعيدة المنال ومن المستحيلات لتصبح واقعية وحقيقية ألا وهي الفضائية الفيلية بأسم ( الإشراق) لما يحمل هذا الأسم من مساحة وآفاق واسعة من المعاني والمصطلحات فضلاً عن دلالة على تواجد الكورد الفيليين في المناطق التي تشرق منها الشمس على وطننا الحبيب، والكل يعلم مدى أهمية الفضائية في رص الصفوف وتوحيد الكلمة ولملمة الشتات ومشاركة القريب والبعيد دون إستثناء في دعم المسيرة الفيلية التي كان يدعمها الفيليون في مناطق محددة ومعروفة في بغداد والمحافظات وضمن إمكانيات لا ترتقي وحجم التحديات التي تواجه المكون، ومن خلال هذه الفضائية سيتم إطلاع الفيليين على كل الأمور والتحركات والنشاطات التي يقوم به المؤتمر، وسيكون باكورة أعمال هذه الفضائية هو النقل المباشر لوقائع الإحتفالية الجماهيرية التي يقوم بها المؤتمر في قاعة شهيد المحراب في مجمع جامعة بغداد في الجادرية بتاريخ 1/10/2011 بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيس المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين والذي سيحضر هذه الأحتفالية معالي دولة رئيس الوزراء وبعض السادة نواب البرلمان ومعالي وزير الهجرة ووزراء آخرين ورؤساء الهيئات المستقلة ونخبة من الشخصيات الاكاديمية والنخبوية السياسية والإجتماعية والعشائرية فضلاً عن الجماهير الغفيرة من المكون الفيلي ... لذا نسترعي الإنتباه والحضور بقوة وفعالية في هذه الإحتفالية كما حدث في المؤتمرات والإحتفاليات والندوات السابقة لإظهار مدى شعبية وجماهيرية المكون الفيلي وقوته وكثافته السكانية في المجتمع العراقي ودرجات تأثيره الملموس والواضح الآن وفي المستقبل على مجمل الأحداث السياسية والإجتماعية وأن عدم ترشيح فيلي الى البرلمان كبوة عابرة لا تدل على حقيقة الحجم الفيلي وأن الإشكاليات والميولات المتشعبة وتشابك المصالح الذاتية والفئوية السبب الرئيسي وراء هذه الكبوة، لذا لابد من إعداد العدة وتحشيد الجهود والطاقات وتذليل المشاكل والمعوقات لتجاوز هذه المرحلة من الآن... ومن الله التوفيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي حسين غلام
2011-09-21
أختي العزيزه زهراء... تكملت للتعليق... وسوف أنقل كل التوصيات أو المقترحات التي تصلني منكم الى المؤتمر علماً أني عضو الهيئة العليا في المؤتمر ويمكن مراسلتي على الإيمل ali_g1955@yahoo.com .. أن كنت ترغبين في ذلك وارجو من الله أن يديم في عمرك خدمة المحرومين والمظلومين ومن الله التوفيق
علي حسين غلام
2011-09-21
الى الأخت العزيزه زهراء محمد... شكراً جزيلاً لمتابعتك المقالة ووافر التقدير لتعليقاتك وأن حرصك وألمك ناتج عن معاناة نشترك معاً فيها وفي إعتقادي من خلال تجربيتي مع كل الأحزاب والحركات والقوى على الساحة السياسية في العراق أجد أن المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين يسير بخطوات مدروسة لإنشاء مؤسسة فيلية إجتماعية وإعلامية تجعل للمكون الفيلي حضور واضحومؤثر في المجتمع العراقي وسيكون لهذا المؤتمر تواصل مع الخارج ... وأذا شئت الإتصال فلي الشرف أن أنقل كل ما يدور في خلدك وما موجود لديك من دراسات وبحوث .
زهراء محمد
2011-09-20
تحية طيبة ياأخ علي غلام: البارحة كتبت بعض تعليقات بسرعة..الكرد الفيلية اليوم بحاجه الى اعلام .. واعلم لنا الكثير من الاعلامين الفيلية داخل العراق.. وطلب مساعدة مادية مالية لبناء مؤوسة اعلامية من الحكومة العراقية اسوة بالاخرين فهذا حقا مشروع.. ويجب ان يكون هناك تواصل بين داخل العراق وخارجه ..شيئان لاغير هما الاعلام والاقتصاد ...والفيلية فقدوا الاثنان
زهراء محمد
2011-09-20
انا اعرف هناك الكثير من الكفاأت العلمية في بلدان العالم ترفض الرجوع الى العراق بسبب فساد والظلم والكثير من المعوقات.الانسان عندما يتربى على القيم في حياته من الصعب جدا ان ينحرف..لنعود الى هذا المؤتمر اليتيم والاحتفالية التي سوف يتشرف بحضوره السيد المالكي ونواب (ووزير هجرة ومهجرين؟)الوزارة الخرسة والعمية اتجاه الكرد الفيليةلم اسمع من تلك الوزارة اية مساعدة للفيلية؟! شكلت هذه الوزارة باسم الفيلية لكنها بعديدةعنهم! انما هي للبعثية في مصر والاردن وارجعتهم وخصصت لهم الاموال والبيوت وان لم يكن يمتلكو؟
زهراء محمد
2011-09-20
لو نظرنا الى محكمة المنازعات الملكية ترى العجب.املاكنا سرقت بزمن الطاغية واليوم ايضا تسرق؟؟ لم اسمع في قوانين الدنيا الذي يسرق بيتك يجب عليك انت ان تعوضه؟؟!اي تكافأه علي سرقته لبيتك؟؟ اي قانون هذا؟؟ ومن الذي سن هذا القانون؟! وعند المطالبة بالتعويض عن ملك او بيتك المغتصب تعوض بأقل سعر؟! او هناك حجة آخرى المالية ليس عندها ميزانية!! يعني ظلم اشلونه احمر اسود..فياأخ علي تلك الموتمرات نتمنى ان تصب لمصلحة الفيلية لرفع هذا الحيف الكبير علينا..انا لااحب اضواء وتصريحات فقط وانما يجب تعاون من الداخل معنا
زهراء محمد
2011-09-20
عندما هجرت كنت ارى الكرد الفيلية في حالة يرثي لهم خصوصا في ايران.. لولا مرضي لكتبت كتب وقصص عن مارايته.. جرائم البعث لن تنمحي من ذاكرتنا ابدا..محنتنا اكثر من ثلاثون سنه لكن الألم لم يختفي او حتى يرحل قليل رايت الكرد الفيلية في العديد من البلدان قصصهم تمزقك.هناك ام لشهداء ثلاثة تتكلم مع ابنائها ولا تأكل تنتظر رجوع ابنائها؟انظر لليوم لازال ظلم وانكاربحقنا؟! لو ننظر الي مكونات الشعب العراقي هناك مكونات صغيرة لكن لهم وزراء ونواب ويتكلمون عن مكونهم وترى الحكومة عونا وسندا لهم؟ الا الكرد الفيلية؟! 
زهراء محمد
2011-09-20
تحية طيبة ياأخ علي غلام: المقبور بتخطيط طائفي دميغرافي اجرامي والغرض منه ضربنا (اقتصاديا)وحرك تلك الاجندة الخبيثة بتهجيرنا قسرا وبقتل اخوتنا واحبتناومن ثم سرقت كل ممتلكاتنا واموالنا واعمالنا .عند تهجيرهم لم يكن في جيبهم درهما خوفا من ترميم انفسهم في المهجر..شبابنا اكثرهم ذوكفاأت علمية كبيرة وهولاء شهداء اختفوا بطرق غامضة وبقيت طي كتمان ولحد هذه اللحظة؟ ورغم تغير الحكم البعثي لكن القانون البعثي لازال ساريا على قضايانا؟! منها مسألة الجنسية الملعونه الدموية،ومسئلة ممتلكاتناواعمالنا واموالنا البنكية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك