همام عبد الحسين الكرخي
نسمع يوميا"عبر الفضائيات واللقاءات والصحف تلك التصريحات النارية والشعارات الرنانة(التي تفلق الصخر.وتغرق البحر)من قبل أكثر المسئولين وهم يصرحون وبلا خجل (نحن في خدمة العراق وشعب العراق ولكن الحقيقة التي لتحتاج إلى دليل أوبرهان العراق المنهوب وشعبه المسكين في خدمة هؤلاء المسئولين )(ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)ولايمكن أن تغطي شعاع الشمس في السموات بغربال النفاق المتهرئ!ففي أول يوم تطأ رجل المسئول سجاده المنصب ويعتلي على كرسي الوظيفة ؛تنهال عليه المخصصات والإكراميات والهدايا وقطع الأراضي الراقية ودفاتر الجوازات المتعددة؛ثم يبدأ باختيار أفخم السيارات ألحديثه واستخدام أفخر الأثاث المنزلي .ومن ثم يطالب بسلفه مستعجلة وعلى الفور لترتيب الأمور وتسديد ديون الحملة الانتخابية حتى يتفرغ لخدمة العراق العظيم !!لقد صار منصب المسئولية في بلادنا ليس منصبا لخدمه الوطن والمواطن .. بل صار هذا المنصب لنهب الوطن واستعباد المواطن 1والا ماهو التفسير المنطقي لهذا الثراء الفاحش عند المسئولين منذ سقوط النظام إلى يوم الناس هذا .وكيف إننا إن نهتدي إلى حجم هذه الثروات الطائله التي بات يمتلكها المسئولين بهذه السرعة الصاروخية العجيبة ؟ولو رجعنا إلى الأيام القليلة التي سبقت تسلم المسئول للمنصب الذهبي ؛لوجدنا ثمة رجل لايمتلك شيئا .وهو منكسر نحيف يرتدي السفاري القديم أو القميص البسيط جدا والعنق الخالي من الرباط واللحية الوقورة التي تتم عن التدين والالتزام أضافه إلى كل ذالك تراه يلتقي بالناس يوميا ويستأنس بآرائهم وهو كثير النقد للمسئولين الذين انغلقوا على شعبهم وتحولوا إلى إلهه تحوم حولها جنود الله .فلا يصل أليهم احد إلا بشق الأنفس وبذل ماء الوجه وتراه صاحب حرقه وغصة على الوضع الخدمي المتدهور !!ولكن بمجرد إن يتذوق حلاوة المنصب الجديد ؛تبدأ عمليه الانسلاخ العجيب في شخصيته ابتدأا من لبس القاط اللماعي والرباط الحريري إلى لبس الحذاء الايطالي ثم يبدأ بتخفيف اللحية تدريجا حتى يتخلص منها في أخر المطاف لان المنصب يحتاج إلى التغيير .وباليت الأمور تنتهي إلى هذا الحد من الطغيان وخدمة الذات فيتعدى ذالك إلى نفسية المسئول فيرى نفسه (والعياذ بالله )قد أصبح رقما مهما في سماء هذا الوطن وانه قد صار له شائننا كبيرا وجاها عظيما في المجتمع .فقاعة الكبرياء وعدم احترام الناس البسطاء اللذين يفدون عليه لقضاء حوائجهم فينظر اليم نظره الاستخفاف وانتعالي .فيفقد كل رغبه في قضاء حوائجهم .وتمشيه أمرهم التي جعلها قدرهم الأسود بين يديه.. ونحن نسمع يوميا العشرات بل المئات من المواطنين الذين أغضهم عدم المبالاة والاهتمام الذي يعانونه في حضره المسئولين .والترفع الضيق من بعض هؤلاء المسئولين اتجاه الذين أوصولهم إلى دفه المناصب والتي ماكانت عندهم إلا حلما كبيرا ليحلم بيه (أجداد أجدادهم ) حيث تراهم أي المسئولين يتهربون من المواطنين تحت رزمه حقيرة من الأعذار الكاذبة وأسباب ليقيمون وزننا لمجيء هولاء أليهم ولاالى تحقيق بعض الامنيات التي يحملونها وذالك بقضاء حوائجهم والاهتمام بشؤونهم !نعم لقد أصبح الوطن بكل ثرواته وأرضه وسماءه وشعبه وحتى كرامته في خدمه المسئول .. وما على المواطن المتعب المقدوح إلا يتعلم كيف ينزلق ويتقرب وينضح ماء الوجه في حضرة المسئول حتى يصير بشهادته مواطن صالح يستحق الحياة .وترى السيد المسئول ما إن يحل فصل الصيف وقبل ان تبدأ الحرارة اللاهبه يشوي وجهه المتورد النظر . يبدأ برحله استحمام إلى أكثر من دوله للتخلص من الحر ومشاكل الصيف ولان الراتب تكبل والحمد لله التقاعد مضمون وبعضهم يعمل له مأموريه خارج العراق فتكون تكاليف السفر الميمونة للمسئول على خزينة ألدوله .ولا ادري متى شعر السيد المسئول بالحر وشدته هل في سيارته المبردة التي تنقله من مكتبه إلى داره المعمورة بالوطنية والتقوى الزائفة . أم في داره التي فيها خطوط الوطني وخط الطوارئ المستمر 24 ساعة أم المولدة الخاصة أم المولدة ألعامه أم ماذا ...فعلينا في هذه الأجواء إن نسقط هذه الامتيازات ألخياليه الظالمة للمسئولين ونقول لهم : إن الامتيازات التي لاتزالون تعملون وتحرقون الاخظر واليابس حتى تبقى لكم لم تستطع إن تبني لكم بلدا .ولم تستطع ان تحقق لكم أمننا ولن تثبت الأرض تحت إقدامكم ولن تستطع ذالك مهما امتدت الامتيازات وسوف يأتي وقت تسقط فيه كل هذه الامتيازات والعلاوات والإكراميات التي لانهاية لها
https://telegram.me/buratha