سعد البصري
إن ما حدث في منطقة النخيب من جريمة مروعة بحق الناس الأبرياء العزل ، وقتلهم بهذه الطريقة البشعة يعيد للأذهان الأحداث المأساوية التي عصفت في البلاد خلال عامي 2005 ــ 2006 تلك الأحداث التي أعقبت تفجير الإرهابيين الجبناء لقبة الإمامين العسكريين ( عليهم السلام ) ، وما تلا هذا الفعل الشنيع من تأجيج للفتنة الطائفية التي بفضل الله ( تبارك وتعالى ) تدارك خطرها مراجعنا العظام في النجف الأشرف وفوتوا الفرصة على من كانوا يريدون أن يشعلوا نار الفتنة بين المكونات الكبيرة في الشعب العراقي . فأراد هؤلاء المجرمين أن يعيدوا الكرة مرة أخرى بقتلهم هذه الثلة المظلومة من زوار العتبات المقدسة . ولكن محاولتهم هذه باءت كمثيلاتها بالفشل ، لحجم اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد رغم ما حدث من تداعيات بعد حدوث تلك الجريمة . فما أراده الإرهابيون الجبناء أللعناء سقط في بئر الروح الوطنية العراقية العميق . ولكن ما يجب أن يذكر وهو بلا شك أمر لابد من طرحه على طاولة المناقشات ، هو الدور البسيط والضعيف للقوات الأمنية الموجودة في المنطقة . إذ لم يكن هناك أي دور للقوات الأمنية في وضع نقاط للتفتيش والمرابطة بين منطقة وأخرى حتى لا يتم حدوث مثل تلك الخروقات التي أدت إلى ما أثار في نفوس البعض الضغينة والعتاب . فالقوات الأمنية العراقية والمسؤولين العراقيين هم من عليه تحمل مسؤولية ما حدث كما صرح بذلك خطيب الصحن الحسيني المقدس السيد احمد الصافي خلال صلاة الجمعة التي أقيمت في الروضة الحسينية المطهرة حيث انتقد سماحته طريقة تعامل الساسة العراقيين مع عدد من الملفات المتعلقة بإدارة البلد وأهمها الملف الأمني مطالبا من السياسيين العراقيين أن يخرجوا ويتكلموا بصريح العبارات عن الأسباب التي أدت إلى مقتل عدد من الزائرين للسيدة زينب ( عليها السلام) من محافظة كربلاء المقدسة ، ومن يقف ورائها ولماذا بهذا التوقيت بالذات !!؟؟ في إشارة إلى حادثة النخيب الإرهابية . فمنذ سقوط النظام البائد والى الان لا زال الدم العراقي غير مُصان ولا زالت هناك مجاميع تحاول أن تتاجر بهذا الدم لمجرد أن يُقال لها صنعت ِ أفضل ! او لتقبض بعض الأموال او لحقد دفين من مدارس فكرية مريضة لا تعرف إلا منطق القتل والإرهاب ..ومن حقنا هنا إن نتساءل فالمسألة ليست انجرار مع عواطف بقدر ما هي تساؤلات لمن له آذان صاغية او لمن يعتقد انه مسؤول عن هذا البلد ..فعندما يتحمل الإنسان مسؤولية لابد إن ينهض بها وبالنتيجة الناس لابد أن تشعر بالاطمئنان ..ما حدث قطعاً زُهقت فيه أرواح بطريقة مفجعة ! وهذا الحادث لعله من الحوادث القليلة الذي ليس فيه جرحى .. وإنما فيه قتل فقط . وبالنتيجة فقد أزهقت أرواح بريئة واثكلت عوائل وأمهات لا لسبب !! السبب الحقيقي وراء هذا يحتاج المسؤول السياسي أن يخرج وبصريح العبارة ويتكلم عن السبب !! ولابد على المسؤول أن يملك الجرأة ليتكلم !!وستبقى مجموعة أمور ستخضع لخانة التحليل ..؟ لماذا قُتلوا.. ولماذا في هذا الوقت.. وما هي الدوافع ؟؟!! فجريمة النخيب تحوي على دلالات كبيرة وأبعاد اكبر مما نتصور نحن الناس البسطاء , إذ إن هناك أيادي خفية لا تريد لهذا البلد أن يستقر وينعم بالأمن . وهذه الأيادي تسعى أيضا لزيادة حجم الخلافات بين بعض الكتل السياسية حتى تبقى هذه الكتل تدور في حلقة مفرغة وتبتعد عن المصلحة الوطنية العراقية .
https://telegram.me/buratha