وسام الجابري
الخلاف وليس الاختلاف هنا مكمن المصيبة فالاختلاف كما يقول عنه رسول الله محمد ( صلى ) اختلاف امتي رحمة وكم نتمنى ان يكون الذي يمر في العراق اختلاف في وجهات النظر حول قضية تهم البلد وترفع من مستوى ابناءه ولكن ما طغى على العراق بعد التغيير عام 2003 والى يومنا هذا هو عبارة عن خلافات بين كبار السياسيين المتصدين لاهم مرحلة من المراحل التي يمر بها البلد والتي هي مرحلة بناء الذات الانسانية واعادة الاوضاع الى سابق عهدها بعد ان تعرض البلد الى دمار بفعل رعونة النظام البائد ومعاداته لابناء شعبه ففرض عليه حروب افقدته الكثير مما كان يمتلكه , لم يكن ما آل عليه الوضع العراقي رحمة بل فاق حتى النقمة بعدما وصلت الامور الى طرق لا مجال لتكون مفتوحة , فلم نجد معالجات تنبئ بتفاؤل لقادم الايام بل قد تكون الايام المقبلة حبلى بالمزيد من التراجع والتلكوء السياسي وقد يكون بداية لازمة جديدة قد تعصف اذا ما استمرت بالعملية السياسية وقد تنسفها وربما تعود بنا الايام الى ما قبل اتفاق اربيل الذي حسم امر تشكيل الحكومة وساعد على الاسراع بتولي السيد المالكي رئاسة مجلس الوزراء للمرة الثانية ولكن هذا الاتفاق لم يكتب له ان ينهي جميع الاشكالات التي بقيت معلقة الى يومنا هذت مسببة ازمة جديدة فبعد ان تم الاتفاق على تنفيذ جميع ما تم اقراره والموافقة على شروط التحالف الكردستاني عاد السيد المالكي ليتنصل من وعوده كما تنصل من موضوع حسم مجلس السياسات الاستراتيجة الذي يعتبر لوحده محل خلاف كبير ومع دخول الاكراد على خط الخلاف يصبح من الصعب التكهن بمستقبل المالكي ومدى صلابته للصمود بوجه العراقية اذا ما اتفقت مع الاكراد منذرين بتشكيل حكومة اغلبية سياسية قد تبعد السيد المالكي , المالكي فتح جبهات خلافية مع اطراف مهمة في العملية السياسية قد يكون امر انسحابها من الحكومة خطير خصوصا وان للتيار الصدري ثقله في الحكومة والبرلمان وللعراقية وجودها كما للكرد وقد يتم تحالفهم المرتقب في حال استمر المالكي بالاستفراد بالسلطة كما يزعمون اذ انهم يعتبرون انفسهم مشاركين في الحكومة غير مشتركين بها .
https://telegram.me/buratha