مهند العادلي
منذ الوهلة الاولى لانطلاق الحملات الانتخابية البرلمانية الاخيرة دعا تيار شهيد المحراب الى ان تكون حكومة العراق المقبلة حكومة شراكة وطنية لا حكومة محاصصة او حكومة اغلبية لان العراق ووضعها الجغرافي والسكاني لا يسمح بغير مثل هذه الحكومة لقيادته والا فان البلد سوف يدخل دوامة من الصراعات التي لها اول وليس لها اخر وفسر البعض ممن ينقصه الخبرة السياسية ان تلك الافكار والرؤى تصدر من باب قلة او ضعف الموقف الجماهيري ولذا كانت تلك الاصوات من اكثر الاصوات اعتراضا على تلك الرؤى في حينها وبعد الاعلان عن النتائج اعتبر البعض تلك الافكار انما تأتي من باب محاولة الكسب في مراكز الحكومة التنفيذية ولذلك علت بعض الاصوات على ان تلك الافكار تأتي من باب محاولات التعويض لما فات اصحاب تلك الافكار و مع كل ذلك بقى تيار شهيد المحراب متواصلا في محاولاته لا من اجل مصلحة خاصة او محاولة كسب ما وإنما من باب المصلحة الوطنية والحرص على سلامة البلد من الانشقاقات فيما بين الكتل ولذلك اطلق مبادرته الهامة في حينها وهي ( الطاولة المستديرة ) والتي لم يعرها احدا من الكتل ادنى اهتمام واعتبروها محاولات من اجل التقرب من الكتل الفائزة ومع ذلك اصر القادة في هذا التيار على مواقفهم الداعية تلك المبادرة من اجل لملمة الوضع المتأزم في حينها حتى تبنى رئيس اقليم كردستان تلك المبادرة والتي سرعان ما استجاب لها كل قادة الكتل السياسية لانها جاءت من غير تيار شهيد المحراب .ولم يتوقف نهر الافكار والرؤى الوطنية لدى قادة هذا التيار بل ظلت المصلحة والوحدة الوطنية هي الهدف الاسمى لهم ولذلك عندما اطلقت المرجعية نداءها بضرورة الترشيق الحكومي كان اول المستجيبين لذلك النداء هو تيار شهيد المحراب وعبر اعلان السيد الدكتور عادل عبد المهدي استقالته من منصبه وعلى الرغم من انه المنصب الوحيد لهذا التيار ومع الحاح رئيس الجمهورية بضرورة العدول عن هذا القرار الا ان الدكتور اصر على ذاك الموقف امتثالا لرأي المرجعية الرشيدة ولرؤيتها الاوسع لمصلحة العراق ولذلك آخذت قيادة هذا التيار قرارا بالابتعاد عن التشكيل الحكومي وعلى ان تبقى الكتلة داعمة لها من اجل الحفاظ على العملية السياسية ولكن مع الاحتفاظ بموقف النقد لاي اداء سيء يصدر منها و لا يخدم مصلحة البلد و لايقدم الخدمة للمواطن الذي ينتظر الكثير من هذه الحكومة ,ولو ان باقي الكتل اتخذت نفس المواقف والرؤى التي طرحت في حينها لما كان حال العراق وصل الى ما هو فيه اليوم ...
https://telegram.me/buratha