المقالات

الظروف السياسية التي عاصرها الإمام الصادق (ع) وانعكاسها على العصر الحديث (الحلقة الثانية)

695 12:02:00 2011-09-21

الحاج طارق السعدي

فقد ولد الإمام الصادق (ع)في عهد عبد الملك بن مروان بن الحكم ثم عايش الوليد بن عبد الملك,وعمر بن عبد العزيز,ويزيد بن عبد الملك,وهشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد,ويزيد بن الوليد,وإبراهيم بن الوليد,ومروان الحمار,حتى سقوط الحكم الأموي(سنة 132ه),ثم ألت الخلافة الى بني العباس فعاصر من خلفائهم أبا العباس السفاح,وشطرا من خلافة أبي جعفر المنصور تقدر بعشر سنوات تقريبا,عاصر الإمام الصادق(ع)كل هذه الأدوار وشاهد بنفسه محنة إل البيت (ع) وإلام الأمة وآهاتها وشكواها وتململها, إلا انه لم يكن ليملك القدرة على التحرك,ولم يستطع المواجهة لأسباب عديدة أهمها:1 ـ انه كان على قمة الهرم العلمي والاجتماعي وعميد إل البيت(ع)ومحط أنظار المسلمين,لذا فقد كان تحت الرقابة الأموية والعباسية وملاحقة جواسيس الحكام,يحصون عليه حركاته واتصالاته, مما هدد حركته وحال بينه وبين الإعداد لعمل سياسي ضد الحكام المتعاقبين في عصره.2 ـ التجربة التاريخية المرة لقيادة إل البيت(ع)مع جمهور الأمة ,وتيارات الثورات ضد الحكام الأمويين بقيادة الإمام علي(ع),وولده الإمام الحسن(ع)ومن بعدها ثورة الإمام الحسين السبط(ع),وزيد ابن علي,ابن الإمام الحسين,نظرا لتخلف الناس عن الرقي الى المقام السامي والأسلوب الرفيع الذي كان يمارسه أهل البيت(ع)في الوصول الى الحكم والخلافة,فهم يترفعون عن الغدر والمخاتلة والرشوة...الخ,وكان خصومهم لا يتركون أسلوبا من الأساليب الموصلة الى الحكم إلا اتبعوه,لذلك كان هذا الفاصل في الفهم وغياب التجانس في الوعي والاستيعاب بين أهل البيت (ع)وجمهور إتباعهم,له الأثر الكبير على المعارك والثورات التي قادها أهل البيت (ع).ولهذه الأسباب ولغيرها,كان الإمام الصادق(ع)منصرفا عن الصراع السياسي المكشوف الى بناء المقاومة بناءا علميا وفكريا وسلوكيا يحمل روح الثورة,ويتضمن بذورها,لتنمو بعيدة عن الأنظار وتولد قوة راسخة.وبهذه الطريقة راح يربي العلماء والمبلغين والدعاة وجماهير الأمة على مقاطعة الحكام الظلمة, ومقاومتهم عن طريق نشر الوعي العقائدي والسياسي,والتفقه في إحكام الشريعة ومفاهيمها,ويثبت لهم المعالم والأسس الشرعية الواضحة,كقوله(ع).(من عذر ظالما,بظلمه سلط الله عليه من يظلمه,فان دعا لم يستحب له ولم يأجره الله على ظلامته).و(العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم)..وفي حياة الإمام الصادق وقعت أحداث سياسية مهمة وخطيرة في حياة الأمة الإسلامية،أستطيع ان اعتبرها مشابه في الدلالات مختلفة في الأزمنة مع ما يحدث ألان وفي تاريخنا المعاصر ولاسيما في بلاد السواد(العراق)...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك