حيدر محمد الوائلي
رغم كبر مساحة الوطن ولكن يصعب أو يستصعب من بيده القرار والأمر والشورى والتأثير أن ينقذ المواطنين من الشباب وبعض الشياب بتوزيع قطع أراضي ليبنوا على أديمها بيوتاً يستقروا بها قبل أن يُدفنوا تحتها، خصوصاً وأن أسعار البيوت وقطع الأراضي في المحافظات العراقية (والناصرية سيتي) قاربت تلك الموجودة في نيويورك سيتي وباريس سيتي، من حيث السعر أكيداً فلا يوجد شبه بين الاثنين إلا في هذا فقط...تم توزيع قطع أراضي ولكن رغم قلتها فهي بعيدة وفي مناطق لا توجد فيها أي خدمات (كهرباء، ماء، مجاري) وبالرغم من ذلك فيبني المساكين فيها بيوتاً بديون وقروض لا طائل لموظف ولا غير موظف بتسديدها الا بعد سنوات طويلة.أرض العراق التي أتخمت (بعض) البطون (اليوم) حتى تكرشت وأنست العلماني علمانيته والإسلامي إسلامه والمعارض سنين معارضته، ونُسيت دماء الشهداء والتضحيات ليشتغل (بعض) المسؤولين بعوائد التغيير والمال والأعمال... طبعاً هنالك مشكلتان فقط!! في الناصرية ككل مدن العراق:1- الزواج وتعقيداته وتكاليفه. 2- أزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات والإيجارات.3- قلة التعيينات وكثرة الخريجين من حملة الشهادات. 4- ارتفاع مستوى البطالة، وعدم كفاية الراتب للكثير من الموظفين في توفير متطلبات دون المتوسطة من المعيشة.5- ارتفاع مستوى الفقر وهنالك (30%) من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر وفقاً لإحصائية رسمية لوزارة التخطيط العراقية أجرتها قبل عدة سنوات. (الله العالم بما نسبته الآن في (2011) وبما هو غير رسمي وهؤلاء الـ30% تحت خط الفقر وليس فقر!!)6- الفساد الإداري والرشوة مستشري مع ضعف هيئة النزاهة وتغطية بعض ملفات الفساد الكبيرة، والانشغال بملفات فساد صغيرة.7- عدم إبلاغ أو إطلاع المسؤولين والقيادات وقراءتهم ما يكتب كتّاب المقالات والتحقيقات حول هموم ومشاكل الكثير منها (ليس كلها) كُتِبَت للصالح العام لأن (بعضها مسيسة تكتب لإثارة الفتنة ولنوايا خبيثة ظاهرها مليح وباطنها قبيح انطلت على البعض ولم تنطلي على الواعي النبيه)، فلا يطلع المسؤولون ولا مستشاريهم على ما يكتب الكثير من الصالحين والواعين وعدم إعارة الأهمية لها والتغاضي عنها... أي (تغليسة). وبعضهم يتحجج أن بعض الكتابات مسيّسة وفيها نوايا مبيتة، فيتركون الكل بحجة سوء جزء. 8- كثرة المظاهر العسكرية في المدن والطرق وبصورة غير مرتبة، ومن دون نقاط تفتيش نظامية، مع رداءة في أسلوب كلام (بعض) منتسبي الشرطة والجيش، وتصرفات البعض الاستفزازية. 9- عدم توزيع حاويات نفايات لجميع المناطق السكنية وعدم تخصيص حصة من أكياس النفايات لكل بيت بأن توزع مثلاً ضمن البطاقة التموينية لنشر روح النظافة ووضع الأوساخ في الأكياس ومن ثم في حاويات وبذلك يسهل عمل عمال البلدية...وكذلك وساخة الشوارع والمرفقات العامة وقلة التشجير والمساحات الخضراء حتى صارت نادرة أن تراها إلا في محافظة أغلب أصول ساكنيها من الفلاحين، ولا تجد التشجير إلا في مناطق بعينها (مميزة) في حي واحد وترك بقية الأحياء، وكذلك عدم كفاية شبكات المجاري وسوءها وقدمها، وتلك المجاري القديمة أفضل بكثير من بعض المجاري المنفذة في مشاريع اليوم. رغم أن المجاري القديمة بنتها وصممتها شركات هندية منذ عشرات السنين، وللأسف لم تصل هندسة وتخطيط وبناء اليوم في عام (2011) ما يعادلها.10- تكبر (شيلة خشم) (بعض) المدراء والمسؤولين وتعقيدات الوصول إليهم كبيرة وعرقلة مقابلتهم والتكلم معهم بصراحة إلا لذو (واسطة) و(حظ عظيم)، فالكثير منها يرموه على عاتق موظف فرعي أو سكرتير ليتولى الأمور.11- عدم الاكتراث لهموم المواطنين فلا يؤلم الجرح إلا من به (مصايب يا بو مصايب).12- الكذب وتغطية المشاكل وهموم الناس بأعذار واهية، وإنشغال بعض المسؤولين بسفرات للخارج وإيفادات على نفقة الشعب، وغيابات عن حضور العمل الوظيفي الذي إنتخبه الشعب لأن يؤديه، وياليتهم تعلموا من إيفاداتهم للدول التي يحكمها (مسيحيين ويهود وسيخ وبوذيين) وطريقة تعاملهم مع الشعب والاجتهاد في تنظيم حياته وخدمته، ولكن بعضهم مشغول في إيفاده بالتسوق وشراء الهدايا التذكارية والسياحة والراحة على ما يبدو أكثر من الإطلاع على المشاريع والخدمات واليات العمل وتطبيقها على واقعنا.13- قلة ساعات تشغيل الكهرباء بسبب فساد ولا مسؤولية وتقاعس وزراء الكهرباء على التوالي منذ 2004 ولغاية 2011، لتمنح الوزارة الشعب (ساعتين) تشغيل متقطعة على الأكثر مع أربع ساعات من القطع المستمر على الأقل. 14- قلة الطرق الداخلية وكثرة السيارات، وبدلاً من إنشاء أنفاق وجسور واستحداث طرق جديدة وعصرية وبسرعة تنفيذ، فعلى العكس يتم إغلاق الشوارع.15- إعطاء المسؤولية والإدارة لأشخاص غير كفوئين وغير مهنيين والداعي لوضعهم بمكانهم هو محاصصة حزبية على الأغلب. 16- (بعض) الموظفين لا يؤدون عملهم بالوجه الصحيح ويحس من يراجعهم بأنهم متثاقلين بتأدية واجباتهم وتشعر بالمهانة أحياناً لدى مراجعتهم. (كل ذلك بسبب ضعف الرقابة، والإدارة).17- يتحكم بالسوق وأسعاره (التجار) وذلك لعجز الدولة على معادلة الكفة بين القطاع الخاص والقطاع العام، فالسوق رهن جشع وطمع ورداءة السلع وإحتكار بعض التجار، مما يؤدي لأن يكون أحد الأسباب الرئيسية لغلاء الأسعار. 18- عدم وجود مؤسسات صحية والمستشفى الأكمل والأفضل هو يكبرني سناً والذي تم تشييده قبل عشرات السنين ولا يزال أفضل ما لدينا في الناصرية لأن من بناه كوريون نزيهين، وأن سعة هذه المستشفى (450) سرير فقط... وتخيلوا أن من المفترض أن تكون لكل مائة ألف نسمة مستشفى تخصصي للقلب (وفق ما قال لي أحد منتسبي مركز الناصرية للقلب)، وتخيلوا أيضاً أن لا يوجد في الناصرية إلا مركز واحد للقلب لم يكتمل بناءه لحد الآن ولم يفتتح بعد لاستمرار العمل فيه عدة سنوات قاربت الأربعة وبجهود مشكورة للسيد نائب رئيس الجمهورية السابق (عادل عبد المهدي)، وفي عموم العراق لا يوجد إلا ثلاثة مراكز للقلب واحد لمحافظات الشمال في أربيل وواحد لمحافظات الوسط في بغداد وواحد لمحافظات الجنوب في الناصرية لم يكتمل بعد...وبما أن عدد سكان الناصرية يقارب المليون نسمة، ولكل مائة الف مفترض أن يكون مركز قلب، فنحتاج في الناصرية فقط الى حوالي (9-10) مراكز للقلب على الأقل...!!تخيلوا أن في العراق كله ثلاثة مراكز...!! وبالنسبة لمراكز علاج وتأهيل والكشف المبكر عن السرطان، ومستشفيات المتخصصة في الحروق ومستشفيات الطوارئ فدعها لعدم وجودها إلا ما ندر...19- عدم الاعتراف بالخطأ والتنازل والإقرار بوجود تقصير، لا بل يتم الدفاع عن المقصر والفاسد والمتقاعس لكي لا تحسب نقطة ضعف على كتلته الانتخابية أو جهته الحزبية ويرمون من يتحدث عن التقصير والفساد بأنه مسيّس ومغرض... 20- مشاكل وتعقيدات تحتاج لمقالات كثيرة لسبر أغوارها.
ألم أقل لكم أننا نعاني من مشكلتين فقط...!!
طبعاً هذه التقصيرات ناتجة عن: (قلة خبرة بعض المسؤولين) أو (تقاعسهم) أو (لا مسؤوليتهم في إدارة دفة الحكم) أو (عدم الشعور بمعاناة الناس) أو (عدم الاكتراث بها) أو (عدم فسح المجال لذوي المهنية والكفاءة لإدارة مؤسسات ودوائر الدولة حتى لو كانوا مستقلين أو من كتل لم تفز بالانتخابات) أو(عدم إيجاد الحلول الفورية والناجحة لحل مشاكل الناس، لعدم معرفتهم بها أصلاً)...هنالك من المسؤولين ممن لم يصدّقوا لحد الآن أن بيدهم سلطة ومسؤولية فلم يتحركوا ولن يتحركوا فهم موجهين من قبل أحزابهم وقياداتهم السياسية والسبب فيمن إنتخبهم...هذا درس كي ينتخب الشعب في الانتخابات القادمة من يعرفه من مسؤولين جيدين حاليين أو ممن يعرفهم شخصياً بأنهم من ذوي الكفاءة والفهم والوعي أو ممن هو معروف بذلك وانتخبوا من تعرفونه أنه جيد وصاحب خبرة في العمل وبغض النظر عن توجهه الحزبي والديني والطائفي.وتذكروا أن (الكافر العادل خير من المسلم الجائر)، والمسلم العادل خير منهما، فالعدل أساس الملك.إنقذونا يا مسؤولين يرحمكم الله... والله كريم و(تخلص) و(تفرج)... والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه...
https://telegram.me/buratha