المقالات

زووووم يساري عراقي...

818 21:25:00 2011-09-21

مقال الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

انتَ على موعد لإجراء مقابلة تلفزيونية، وكي توصل رسالتك التي مؤداها انك يساري من طراز خاص، عليك ان تعد نفسك لهذه المقابلة ، فهي الاولى والاخيرة لان كثيرين غيرك على قائمة الانتظار، احفظ او استرجع ـ لا فرق ـ مفردات بعينها بعد ان تطيل شعر رأسك او لا تمشطه، وتحلق ذقنك وشاربك ، ارتدِ قميصا فضفاضا وبنطلونا من الكتان، فالجينز للاصغر منك عمرا. او اقول لك: يمكنك ارتداء (تي شيرت) فهو اقرب لليسار منه الى اليمين! شريطة ان يكون مكتوبا عليه كلمات بـ (الفلامينية) وقبل هذا عليك ان تختزن كمية مناسبة من الحسرات والآهات والزفرات التي ستحتاج ان تطلقها في تلك المقابلة. ابدأ ياسيدي مثل مابدأ الذي قبلك، بالوطن والناس وقل انهما مثل الورد والآس، لا تنس دجلة الخير "ام البساتين" والسمك المسكوف وحديقة الأمة وصعاليكها الذين يفترشون (الكرتون) ملتحفين السماء وبأيديهم قناني (المستكي). عد الى علاوي الحلة، فهناك باعة (الفشافيش) وبائعات القيمر وبساطيل الجنود الملتحقين الى المعسكرات، قريباً منك المحطة العالمية وفيها القطار قاسم الاحاديث المشترك، لاتسمه "القطار"، بل سمه (ريل)، عند ذاك تحدث عن الريل وحمد! اغمض عينيك...زوم..(عمر واتعده الثلاثين).. اطلق آهة فهذه ساعتها.. (احاه ياديرة هلي).. ارسل زفرة فهي من مستلزمات اليسار..أطبع قبلة على جبين أبي نواس وكبة فتاح ونفاضات السكائر المعدنية المسمرة على الموائد، فهي لزوم الصعلكة الملازمة لأدعياء اليسارية، احفظ السيرة الذاتية لكبار الشعراء والادباء والرسامين والمسرحيين.. اسماءهم في الاقل وكناهم افضل، حتى تبدو قريباً منهم فقد يسألك المذيع او المذيعة التي ستقترب الكاميرا من عينيها الدامعتين مثل عينيك اللتين اكتنزتا دمعا لهذه المقابلة..الجواهري وبلند وحسين مردان وعبد الامير الحصيري وعبد الستار ناصر، للمدح! رعد بندر وعبد الرزاق عبد الواحد وحميد سعيد للذم.!. تذكر جردل الماء الذي رشته امك خلفك يوم فارقتها راحلاً الى أستوكهولم كي تمتهن النضال! بث اشواقك لكاظم اسماعيل الكاطع، وتحدث بألم عن تمثال الام وحمامات فائق حسن وجندي نصب الحرية الذي قسم اللوحة الى قسمين.. الآن اضرب فخذك بيدك أسفا! واطلق اهة بعد ان تعبر جسر الاحرار من الكرخ الى الرصافة، تذكر الاذاعة وشعراء الاغنية وليالي الصفا، قبلها تحدث عن النوارس والبلم ومنائر بغداد.. زوم..على كتفيك حيث يسترسل شعرك الرمادي المنكوش ـ كم مضى من الوقت لم تغتسل فيه!؟ـ الامهات والمدارس وحقائب الاطفال ولفافات التبغ لحمال في الشورجة، وصلت الى الرصافي ادخل المتنبي واشرب شايا في الشابندر، صورة الكاري معلقة وبائعات اللبن، سر مرة اخرى في شارع الرشيد ، كعك السيد وشربت الحجي زبالة، هذا انت القاهر بالله العباسي وهذه يدك المعروقة ..زوم.. على عينيك المغمضتين، (ولك يصويحب استادي، وشرد اكلك لو كلتلك آنه احبك)...

كلام قبل السلام : تذكر عريان السيد خلف، وابو كاطع رحل من الدنيا ولم ينته فما زال زادا للموائد اليسارية. ويا حسرتاه على ماعون (باﭼـة) عند الحاتي.

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2011-09-24
بلشان إنك تؤذيني بإطرائك الزائد الذي لا أجدني لا أستحقه، وماذا يقول المتابع عن مقالتك التي حكيت فيها عن الحكواتي,,,أعتقد أن كتابة الألم والنقدات الصارخة واحد من أصعب الفنون الصحفية ، ولذا أطلب منك ومن باقي متابعي كتاباتي التوجيه والنصح والإقتراح والأفكارللمواضيع القادمشكرا لمرورك وأنت قلم كبير وواعد شريطة أن لا تتلاك الهم الوطني.ولا تجرح الآخرين وأترك لهم مساحة يفرون اليها..! شكرا لصدر براثا الرحب ولساحتها الوطنية المباركة وبراثا أسست لمنهج في النقد يخيف المتجبرين ويضع المتكبرين في مواقع إستحقم
قاسم بلشان التميمي
2011-09-24
ا\لا اقول شيئا ياسيدي واستاذي قاسم العجرش لا اقول الا شيء واحد انه فعلا مقالا عجرشيا خالصا لقد قراته اكثر من مرة وفي كل مرة اقرا فيها المقال اقول هذه اخر مرة لاجد نفسي اقرأ المقال مرة اخرى وانا اردد هذه اخر مرة , دمت وحفظك الله استاذنا وفخرنا السيد قاسم العجرش قاسم بلشان التميمي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك