حمزة الدفان
تحقيقات الشرطة في بغداد كشفت النقاب عن حقائق جديدة وخطيرة تم تسريبها اهمها ان العمليات الارهابية التي تنفذ هذه الايام في مناطق عديدة من العراق وابرزها جريمة اغتيال الزوار في النخيب وحريق مصفى الرميلة وحريق سجن التسفيرات في بغداد والتفجيرات الانتحارية في الرمادي وغيرها من عشرات عمليات الاغتيال اليومية وخطف مسيحيين في كركوك هي من تدبير اطراف سياسية منضوية تحت مضلة القائمة العراقية التي تضم قتلة معروفين تم تمريرهم بصفقات مكشوفة واغلاق ملفاتهم الاجرامية ليكونوا من كبار المسؤولين في الدولة ، العمليات الاجرامية تنفذ لابتزاز الحكومة والضغط لتحقيق مكاسب سياسية ، هذه الجماعة لاتؤمن بالعملية السياسية ولا بالديمقراطية والانتخاب وتريد عودة بقايا النظام السابق الى السلطة . والتحالف الكردستاني مرتاح لهذا الانهيار الامني ليعزز دعوته المتواصلة لبقاء القوات الامريكية في العراق وهو من اقوى دعاة بقاءهم ، الشيعة حسب المسمى الطائفي الشائع بكل احزابهم يعانون من التمزق والانكفاء والتخبط وفقدان الرؤية الموحدة ولديهم استعداد للانقسام في ولاءهم ومشروعهم وتبعيتهم الاقليمية ايضا . الامريكيون يدفعون باتجاه تقسيم العراق وهو مطلب استراتيجي لا يستهدف العراق وحده ، الاجندة تبدأ بانفصال كردستان بتشجيع وحماية وتمويل امريكي وسيكون البارزاني رجل المرحلة لخلق دويلة عرقية تشبه اسرائيل حارسة للمصالح الامريكية في المنطقة تعيش نزاعا حول المناطق الجيوب الكردية الاستيطانية في كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين وواسط ، وستخلق مشاكل في ايران وتركيا وسورية بسبب الثقل الكردي في تلك البلدان وما يترتب له من استحقاقات مماثلة وجديدة ، أما دولة السنة في العراق فستضم محافظات صلاح الدين والانبار والموصل وتضل في نزاع دائم غير قابل للحل حول الجيوب السنية في ديالى وكركوك والحلة وسامراء وبغداد ، و ربما ستكون للشيعة دولتان الى الجنوب من بغداد احداهما خاضعة للنفوذ الامريكي والاخرى تميل نحو ايران وسيدخلان نزاعا بينهما ولديهما نزاع آخر دائم حول الجيوب الشيعية في ديالى وبغداد والحلة وصلاح الدين ، فهذه مناطق للتماس المذهبي والعرقي المختلق وتساعد على بقاء الدويلات الاربع في نزاع حول ضمها الى هذه الدويلة او تلك ، وستبقى هذه المناطق بدون حسم لكي يتطلب الامر حضور الامريكيين دائما في المنطقة لفض النزاع وهي دوائر فتنة مثل كشمير بين الباكستان والهند وشط العرب بين العراق وايران والاسكندرون بين سورية وتركيا وحلايب بين السودان ومصر ، والصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب ، وغيرها من بقاع التنازع الحدودي التي تستخدم كبؤر لاثارة حرب عند الحاجة التي تقتضيها مصالح الدول الكبرى ، واشنطن تنظر الى المنطقة الممتدة من ساحل الاطلسي غربا الى جبال الهملايا شرقا على انها منطقة مخصصة للامم التابعة وفق التقسيم الروماني القديم ، وهي بالتعبير الحديث الشرق الاوسط الكبير الذي تقوده اسرائيل ، وتتصرف بها كيف تشاء والجسم الغريب الوحيد فيها هو ايران اليمالة الى الاستقلال وبناء عناصر القوة الذاتية وتشكيل المجال الحيوي الجغروسياسي لها في المنطقة ، امريكا تنصب وتعزل حكام هذه المنطقة ، وآخر اختراع سترعاه هو تقسيم المنطقة الى دول صغيرة ، بدأت اللعبة بالسودان ولن تنتهي بالعراق ، وستمر باليمن وسورية ومصر وليبيا وغيرها من الدول ، ويتطلب الامر احياء النعرات الطائفية والدينية والعشائرية والعرقية والعودة الى التاريخ لتأجيج قصص دفينة وقديمة بين شعوب المنطقة ، السياق الثقافي في المنطقة سيسير بالمقلوب مخالفا ثقافة العالم الحديثة التي تريد بناء المجتمع المدني العالمي غير المؤدلج او المستقطب حزبيا او طائفيا او عرقيا ، ستبقى الدولة المدنية المتجانسة في هذه المنطقة مجرد حلم لا يتحقق ، ستظهر رؤى موغلة في التخلف بين النخب السياسية اما الشعوب فسوف يجري اغراقها في التغريب والفساد الاخلاقي والبطالة والانفصال عن الهوية التأريخية ، وسيتراجع الاسلام المعتدل المتحضر أمام تصدير تصدير رؤى دينية غريبة عجيبة برعاية المخابرات الغربية ، لعبة التفتيت ستأخذ وقتا طويلا ولا توجد ادلة على احتمال فشلها ، البعض يقول ان هناك مسؤولية شرعية تتحملها الشعوب والقيادات اما التحول الذي سيجري ، والجميع يواجهون هذا التحذير بالسخرية .
https://telegram.me/buratha