بقلم: علي لطيف الدراجي.
حروب ضروس هذه التي يقودها التافهون من اصحاب الأقلام المأجورة ضد أتباع الإمام الحسين(عليه السلام) ورموز منبره الشريف ، حرب بشعة تقودها أوكار الشر وينفذها أصحاب النفوس الرخيصة الذين يلعبون في كل مرة دور الأم الحنون التي تتلوع الماً على ابنها(العراق) التي تراه هي دون سواها تائه في لجة المصائب وضائع بين صراخ وعويل الثكالى ، ويبكون على تأريخه وموروثه الحضاري الذي صنعه المنصور واللارشيد والمأمون بأياديهم الملطخة بدماء المستضعفين يوم كانت قصورهم تتمايل على موسيقى الفجور ويقضون ليالي الملاح غرقى في برك الخمور.لقد نسي اصحاب الأقلام المأجورة هؤلاء ممن اكلوا وشربوا من اواني اولياء نعمتهم في دوائر الصهيونية والوهابية ان رموزهم واسوتهم في الحياة الدنيا كالمنصور واللارشيد والمأمون هم من شيد البنى الطاغوتية ومن استباح دماء الضعفاء وهم من جرد حقده وبغضه على أئمة اهل البيت(ع) فحاربوا دعواهم ورسالتهم وانسانيتهم ومارسوا بحقهم كل أساليب الحقد والعداء ولم يهدأ بالهم ولم تغمض لهم عين الا بمقتل الهداة من آل محمد(عليهم السلام).بالأمس تشوهت ليالي شهر رمضان وساعاته العطرة بمسخ جلبته اللعينة(البغدادية) من قمامات ضواحي المعدمين في لندن ، واليوم يظهر لنا شخصين اخرين تمادا كثيراً في تفكيرهما التهجمي وسخريتهما من بركات الأئمة(عليهم السلام) وآلائهم التي ليس لها حدود ، فما تفوه به النكرة(فائق الشيخ علي) يكمله (الشاهبندر) و (البصري) ولكن بأسلوب تحف به شعوذة الشيطان بعد وقفوا جميعاً على مِشربته يروون قلوبهم بحب ابليس عسى ان يقطع لهما (فيزا) الولوج الى قعر جهنم.دعاة الفكر والحضارة واصحاب الثقافة والحياة والحرية من امثال(دعبل وداود البصري وغالب الشاهبندر) يعتقدون متوهمين بأنهم يدركون هذه المعاني قبل غيرهم لأنهم فقط من نسل الحضارات القديمة التي شيدت على ظهور الفقراء كي يتبجحوا بها كما تبجح الشاعر حافظ ابراهيم عندما قال:وقف الخلق ينظرون كيف ابني قواعد المجد وحدي وكان من الاحرى به ان يصف تلك القواعد بـ ( قواعد الظلم) لأنها تعبير صريح عن ظلم الحاكم الذي يبني لروحه المتعطشة صروحاً من المجد العائم على بحور الدماء.اضافة الى ان اقلام هؤلاء المثقفين تدر حليباً لاحبراً !! فعمدوا بطريقة او بأخرى الى تشويه صورة رموز المنبر الحسيني وهم سماحة الشيخ عبد الحميد المهاجر والسيد جاسم الطويرجاوي والسيد محمد باقر الفالي لأنهم فقط يوجهون الناس للتي هي اقوم في مجالس غنية بالعظة والإرشاد والحكمة ويلفظون آيات الله البينات واقوال وحكم أئمتنا الأطهار(عليهم السلام) ، وكل ذلك يدعو الى قيام مجتمع قوامه الصدق والمعرفة والمودة والتحابب وهذا الامر لايروق لثلة الأُنس التي تهوى ليالي المجون وتدعو للمجتمعات المنحلة والبعيدة عن البارئ عز وجل وتسعى الى تفتيت العائلة العراقية وتحطيم كل ما من شأنه ان يعطي لمجتمعنا قوة ورصانة في وقت يتعرض فيه الأسلام لأكبر هجمة ثقافية فاسدة.هؤلاء يجدون انفسهم عاجزين عن إقناع الناس لو تحدثوا اياماً وليالي واذا افلحوا في كتابة بعض الأسطر فهي لاتجد ترحاباً إلا لدى السذج والمعتوهين ممن يتسكعون بخواطرهم بين اسطر الورق ، واذا سعوا الى جمع الناس في أضيق مكان في العالم لكي يلقوا ما تحت لسانهم من عيوب فلن يقدروا حتى لو صرفوا كل مافي جيوبهم وجيوب الأخرين.ولكن فلننظر ولينظر الآخرون الى مجالس الشيخ المهاجر والسيد الطويرجاوي والفالي التي تموج بالحاضرين من يعرفوا أهمية مجالس الإمام الحسين(ع) وماذا يعني الجلوس تحت منبر يقف شامخاً أمام العالم كله متحدياً كل جبار عنيد ممن تركهم المنصور واللارشيد كاليتامى ينتظرون طاغية جديد كي يرضعهم من ثديه اللعين.اما قضية الجكليت والحلوى فهذه موضوعات لايدركها الا من اكرمه الله سبحانه بعقل راجح وبقلب حفر على وتينه حب أبي الشهداء(ع) وهذه الكرامات لايعيها الا من ولد عارفاً حق هذا الإمام العظيم وولد معه اليقين المطلق الذي لايشوبه الشك وأجناس الجنون ، وفي مجالسه العظيمة لامكان للخرافات والطقوس الكاذبة وانما هي دروس وعبر مستلهمة من فاجعة الطف الأليمة التي نلمس فيها الإباء والكبرياء ومن رسالة اهل البيت(عليهم السلام) أجمعين في تحرير الإنسان من العبودية وحفظ كرامته وإنسانيته التي وهبها البارئ له وفي حقه في العيش الكريم بعيداً عن طوق الذل والهوان لأن الإنسان كيان الله وملعون من هدمه.في هذه المجالس لايدعو خطباء المنبر الحسيني للتفرقة ولا للتمايز العنصري ولاحتى لإثارة الفتنة وانما يدعون الى الصلاح والفلاح ونبذ التفرقة والعداء وهذه هي سمات مشتركة لجميع مجالس الشيخ المهاجر والسيد الطويرجاوي والفالي ، فالشيخ المهاجر هو صرخة الحق في زمن الرضوخ ، والكلمة الصادقة في عصر السكوت ، عرفناه مجاهداً ومعارضاً وخطيباً وأديباً وبارعاً في اسلوبه الرفيع في الطرح ، يقول الحق وينبذ الباطل وان علا وسما لأنه باطل وليس له مكان بيننا ، شهرته القلوب المؤمنة التي تواظب على ان تنهل من معين منبر الأمام الحسين(عليه السلام) ومكانه في نفوس التائقين لسماعه في كل حين.اما السيد جاسم الطويرجاوي ذلك الرجل العظيم في كل شئ فهو رمز أخر من رموز الفكر الحسيني بفكره وبساطة طرحه التي تفطر القلوب وتُبكي حتى محجر الحجر.اما السيد الفالي فهو قلعة من عزيمة الطف وجدار متين يصد ويرد كل تخاريف العقول الفاسدة ممن مضى على صلاحيتها الوقت الكثير.اذن من يكون الدعبل والبصري والشاهبندر امام هذه الأطواد وماقيمة كتاباتهم وأقلامهم النحيلة بعد ان وصلت الفئات البسيطة التي يقولون انها من ترتاد المجالس الحسينية الى مستوى ادراك عميق لما يحدث حولها وماترسم اليه أنامل الشر من دسائس ومؤامرات.الإرهاب اليوم في العراق ليس ارهاب السلاح والإبتزاز فحسب وانما هناك ارهاب الفكر والقلم الذي تقوده زمر تقبع في درك المثقفين من بؤساء فيكتور هيجو ومن صعاليك ماوراء الأبنية التي لاتصل اليها أشعة الشمس ، فمثل هؤلاء لاصوت لهم أمام صوت الحق وليست لهم أية قيمة تذكر لأنهم ليسوا إلا فقاعات من مساحيق التنظيف تنتفخ في(فلتو ثانية) وتنتهي بأقل من ذلك وهذا هو مصير التافهين من دعاة ثقافة التحلل وحضارة الميني جوب.
https://telegram.me/buratha