بقلم .. رضا السيد
من المعلوم إن الأمثال الشعبية العراقية هي واحدة من أجمل الأمثال ، كونها ناتجة عن تجربة حقيقية مرت بالمجتمع العراقي خلال تاريخه الطويل ، وبذلك تكونت لدى هذا المجتمع القابلية والقدرة على تحويل التجارب العامة والخاصة إلى أمثال يمكن الاستفادة منها وقت الحاجة . بالإضافة إلى إن ما يميز المثل العراقي عن غيره من الأمثال هو وجود ( الحسجة ) العراقية الأصيلة مما تعطي طعما خاصا بالأمثال العراقية . وأنا هنا لست في بحث عن تاريخ وجمالية الأمثال العراقية لان هذا ربما من اختصاص المؤرخين والأدباء المختصين لكن وكما يقال ( إن الأمثال تضرب ولا تقاس ) إلا في مثلنا الذي هو عنوان المقال ( الحمة تجي من الرجلين ) فلابد لنا أن نضرب المثل ونقيسه أيضا على احد البرلمانيين الذين اخذ منهم كبر السن مأخذه ، وراحوا يدلون بتصريحات بعيدة عن روح المواطنة والمصالح المشتركة وهي اقرب ما نقول ( أي تصريحات هذا النائب ) إلى الضرب على وتر التقسيم ..؟! وكأنه مصاب بحمى جديدة اسمها ( الربيع العربي ) ألا يعلم إن إقليم كردستان الذي يريده أن يعلن استقلاله كدولة منفصلة هو مكون عراقي أصيل ، ويقع على ارض عراقية منذ الآلاف السنين ويرتبط مع باقي القوميات والأديان والمذاهب والطوائف العراقي بعلاقات متينة وأصيلة ومتجذرة . ففي تصريح خطير جدا للنائب في البرلمان العراقي حسن العلوي الذي يعتبر من المفكرين السياسيين المعروفين .. إن الوقت حان للإعلان عن تشكيل الكيان القومي للأكراد وإعلان دولتهم ، مؤكدا حدوث تغييرات في المنطقة بعد الربيع العربي . وان الأكراد ضيعوا الكثير من الفرص عبر التاريخ ويجب ألا يضعوها هذه المرة . كما إن الأكراد أعطوا فرصة لم تعط لشعوب أخرى لكنهم لم يضيعوها إنما لم يفكروا بها والسبب هو افتقارهم للوحدة القومية ، ولىنهم مثل (الشيعة ) أدركوا معنى السلطة مؤخرا . أنا في الواقع كعراقي لا أتعجب من تصريحات العلوي الذي طالما عودنا على مثل هذه التصريحات النارية ، وأنا لا أخفيكم ربما أشبه السيد العلوي بـ( العربة ) الذي يدفعها كل من هب ودب حسب ما ترتئيه المصلحة ؟؟ فما علاقة العلوي بالموضوع أصلا ، ولماذا يثير مثل تلك الأمور ، وما هي مصلحته في ذلك ، وكيف يؤيد مثل تلك الفكرة إذا كان يؤمن بالوطنية .؟؟ كل تلك الأسئلة لابد أن يجيب عليها ( حسن العلوي ) الذي ربما يساهم تصريحه ( الغير محسوب ) هذا بفتح أبواب أغلقها العراقيون ، وهو بذلك يكون مصداقا للمثل الشعبي الذي ابتدأنا به المقال .
https://telegram.me/buratha