حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من المعروف في القانون إن ( المتهم بريء حتى تثبت إدانته ) . وفي حالة عدم ثبوت إدانة المتهم فانه يخلى سبيله . أما إذا ما ثبت العكس فلابد أن يأخذ جزاءه العادل حتى لا يكرر فعلته او يكون عبرة لغيره باعتبار إن السجن ( إصلاح وتهذيب ) قبل كل شيء . ولكننا في العراق ربما تختلف سجوننا عن باقي السجون العالمية ويختلف معها نزلاء تلك السجون .؟ فاغلب المودعين في السجون العراقية هم من المتهمين بجرائم إرهاب وقتل ومساندة مجاميع إرهابية او غير ذلك من القضايا المتعددة التي شهدها العراق منذ 2003 ولا يختلف معي احد إن السجون بكافة أنواعها وأمكنتها تضم أناس أبرياء ليس لهم ذنب في الكثير من القضايا ، ولكنهم أودعوا بالسجون ربما لسوء حضهم او مكائد من بعض المجرمين . وما يثير الاستغراب في القضية إن ما يقدم للسجناء في السجون العراقية يمكن له أن يكون أفضل مما يقدم للمواطن العراقي نفسه ، فنوعية الأكل والامتيازات التي يحصل عليها السجين قد لا تتوفر للكثير من العراقيين خارج السجون وخصوصا من الذين يعيشون تحت خط الفقر . وفوق كل هذا فان هناك من يطالب أن تكون هناك مستلزمات أفضل وأكثر توفر للسجناء بحجة تطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان . أي بمعنى أخر لابد أن يتم توفير أقصى درجات الراحة والاستقرار والرفاه للسجين حتى لا يتحسس من وضعه فيها ، وكان السجين في منتجع استجمام او في احد المصايف السياحية في شمال العراق .. حقا ( إن شر البلية ما يضحك ) . فقد أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن العراق لايزال حتى الآن بعيدا عن تطبيق المعايير الدولية في ملف حقوق الإنسان . وان السجون وجدت للإصلاح والتهذيب، لكنها في العراق تجعل حتى البريء يخرج منها مشبعا بروح الثأر والحقد والانتقام، وهذا يمثل أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعاني منها ملف حقوق الإنسان في البلاد متسائلا ..كم من المسجونين اليوم تجاوزوا الفترة التي يسمح بها الدستور، ولا وجود لدور الادعاء العام في ذلك؟ . ودعا السيد الهاشمي إلى توفير حياة كريمة داخل السجون تليق بالإنسان، معربا عن استغرابه من إن بعض الأبرياء يقضون سنوات خلف القضبان وفي نهاية المطاف يفرج عنهم دون أي اعتذار أو تعويض يخفف عنهم معاناتهم طيلة فترة الاعتقال . أنا هنا لست ضد ما يريده السيد طارق الهاشمي من توفير ما تقره جمعيات حقوق الإنسان للسجناء ، ولكني اعتقد إن السجين إذا ما وجد من توفير مستلزمات الراحة والترف ( وهو على ما اعتقد موجود في السجون العراقية ) بسبب الفساد الإداري والمالي المستشري فيها فان المسجون او المجرم لن يتوانى في أن يكرر فعلته لأنه سيجد بانتظاره حياة ربما أفضل من حياته بالخارج
https://telegram.me/buratha