الحاج طارق السعدي
لشهيد المحراب(قدس سره)منهج إصلاحي للمجتمع حدد من خلاله مواطن الخلل في المجتمع,وبدأ بوضع سبل عملية لإصلاحها,ونظرا لخطورة موضوع (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)فقد جعله من أول الموضوعات التي فصل الحديث فيها,محددا تفريعاتها,ومعطيا الحلول المناسبة للمشكلات المطروحة، وقد أفاد كثيرا تأثيره الكبير في نفوس المسلمين من محبيه ومريديه, في ترسيخ أفكاره السديدة,وتحويلها الى منهج حياة متخذا من لقاءاته بهم في خطب الجمعة وصلواتها,ولقاءاته الأخرى,ومحاضراته القيمة وسيلة لبيان وجهة نظره وأفكاره التي تمثل وجهة نظر الشارع المقدس في قضايا مهمة,تمس حياة الناس بشكل مباشر.لقد تناول شهيد المحراب (قدس سره)موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خطب الجمعة الأولى والثالثة والرابعة والخامسة,بالتفصيل ويقول عن سبب تركيزه لهذه الشعيرة:(ان فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أهميتها أصبحت ـ وللأسف ـ من الفرائض المعطلة في مجتمعنا الإسلامي بصورة عامة, وحتى في مجتمع المتدينين).إذ ان هذا المجتمع له خصوصية في نظر السيد الشهيد نظرا لدوره التوجيهي والإصلاحي في المجتمع.(فالمتدينون والملتزمون يؤدون الشعائر الدينية من صلاة, وصوم ,وزكاة, وخمس,وحج الى غير ذلك من الالتزامات الشرعية المعروفة,ولكن حينما يصلون الى فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي من أهم الفرائض واسماها يقفون عندها,ولا يؤدونها بصورة مناسبة).وهو يأسف لما يشاهده من مرور الناس على الذنوب والآثام والمخالفات مرور الرضا والسكوت عنها، وهذا الرضا يتحول الى رضا جماعي يمثل إثما عظيما من الآثام التي تحدث عنها الشارع المقدس .لذا تناول شهيد المحراب (قدس سره) هذه الفريضة بشيء من التفصيل والإيضاح,وتحدث عن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة نظر الإسلام , إذ أكد القران الكريم هذه الفريضة ـ كما أسلفت في المبحث الأول ـ وقرنها بأهم الفرائض,كالصلاة ,والزكاة,وقدمها عليها أحيانا,لذا أشار (قدس سره)الى أهم نتائجها , وأهدافها الرئيسية في المجتمع , وهي:أولا:حفظ الفرائض والشرائع الإسلامية.ثانيا:حفظ الأمن العام,وهو ما يسمى في الحديث الشريف بـ (تأمين المذاهب).ثالثا:حل المكاسب ورد المظالم.رابعا:دفع الأعداء الخارجيين الذين يهددون مجتمعاتنا الإسلامية.خامسا:المساعدة على التنمية والتطوير أو ما يصطلح عليه بـ(أعمار الأرض).سادسا:دورها في استقرار الوضع العام ,وما يعبر عنه:باستقامة الأمر,وقد أشار الى ان النظرية الإسلامية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرية,وجعلها الخصوصية الأولى في هذه النظرية ,آذ ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي حدد مدى هذه الحرية ,وقسمها على:1 ـ حرية الفرد.2 ـ الحرية الاجتماعية ذات العلاقة بحرية الرأي وحرية الموقف السياسي .وتحدث عن الحرية في المفهوم الغربي,ثم تطرق الى الرؤية الإسلامية للحرية,مبينا اختلاف الفكر الإسلامي في هذه النقطة اختلافا رئيسيا وأساسيا عن الفكر الغربي الذي يعد الحرية عنصرا مهما في حركته , ولا يوجد الى جانب هذه الحرية غير القانون (فليس هناك مشروع اجتماعي له تأثير في ضبط هذه الحرية)(فالفكر الإسلامي قائم على أساس حكومة الحق والعدل,وليس على أساس الرأي والهوى والميول والرغبات,ومن ثم فالسياسة الإسلامية والموقف والحكم الإسلامي وكل ما يرتبط بقضية(الحق والعدل)فما يكون حقا وما يكون عدلا يكون هو الحاكم في نظر الإسلام حتى وان كان هذا الحق مما ينكره جميع الناس).
https://telegram.me/buratha