المقالات

لأنهم شيعة.. هكذا هي البحرين

704 07:44:00 2011-09-25

• بقلم: علي لطيف الدراجي.

لم يعد لخلط الأوراق وتداخل الظروف مكان في خارطة عقولنا بعد ان اتضحت خيوط المؤامرة وطبيعة الفعل العدائي لمن لايروم ان يعطي لشعب البحرين الثائر حقه في العيش بحرية وسلام بعيداً عن قبضة الطاغوت وسنوات جوره وفجوره .في قضية البحرين وحريتها المؤودة اشتركت العديد من الدول والمنظمات والأقلام والمحطات الإعلامية ، فمنهم من تدخل دون حياء او خجل لقمع هذه الإنتفاضة وكبح جماح ثوارها وأحرارها الذين واجهوا ظلماً وإرهاباً عسكرياً من نوع جديد تمثل بالاحتلال المؤقت تحت مظلة مجلس الفجور الخليجي ودرع الجزيرة اللعين ، ومنهم من أبدى مخاوفه من التفوه بكلمة حق ضد سلطان جائر لأنه يؤمن بالدبلوماسية على حساب دماء الأبرياء ، والحكمة في تسيير شؤون علاقاته الخارجية إضافة الى الصداقة والمصالح المشتركة والتأريخ المشترك الذي شربنا من كأسه مراراً وتكراراً !! وهناك أقلام مأجورة نالت من أحقية هذا الشعب وخروجه العادل ضد حاكمه الفاسد وهم يرون كل يوم كيف تُسال الدماء على إسفلت الشوارع برصاص عناصر الأمن السعودي والبحريني وآخرين يعلمهم الله!!إضافة الى الحرب الإعلامية التي رسمت لها محطات فضائية عميلة تعمل وفق أجندات وأموال صهيونية _ غربية لغرض إخفاء الصورة وقتل الحقيقة في الوقت الذي كرست فيه هذه الفضائيات كل وقتها وجهدها لتغطية أحداث ثورات أخرى فوق جسد الأمة العربية الدامي.لم تكترث الدول العربية ذات الهوية الإسلامية بكل ماحصل ومايحصل في البحرين ولم تقم الجامعة العربية بدور يجعلنا نعيد النظر بها كمنظمة اقليمية من واجبها ان تتدخل في كل الأزمات والنكبات التي تشهدها المنطقة العربية ولم تتحرك منظمات حقوق الإنسان تجاه إجراءات القمع والقتل والتنكيل بحق شباب الثورة ومطاردتهم في شوارع ومدن البحرين ، أما الأمم المتحدة فهي الأخرى لم تكن بمستوى الموقف ولم تعطي لنفسها الحق في وضع حدٍ لما يحصل مثلما تدخلت في أزمات أخرى وأقحمت نفسها في معضلات سياسية عديدة كمنظمة دولية من شأنها بسط الأمن والسلم الدوليين.كل هذا وغيره هي مواقف عدائية من جانب المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية المزيفة كما هي مواقف مخجلة من البلدان الإسلامية ، فالسكوت وغض النظر عن هذه الصورة المأساوية يعني الشراكة في هذه الكارثة الإنسانية وتجاهل صريح لحقوق المظلومين الذين يرفضون العيش في كنف جبروت عائلة حاكمة تبغي الخلود والحكم على هواها والسير على جماجم وأجساد المحكومين لأنها دون غيرها لها الحق في حكم البلاد والسيطرة على مقدراته وموارده.قضية الشعب البحريني وخروجه على عائلة خليفة الحاكمة أفصحت عن انفراد محور الشر في المنطقة والمتمثل بــ(عائلة آل سعود) الجاثمة هي الأخرى على صدر الشعب السعودي وإدارته لسياسة دول الخليج وامتلاكه بوصلة الحكم ليس فقط لما تسمى بــ(المملكة) وإنما لبقية دول الخليج التي تنظر للسعودية على انها (الأرنب) الذي يتصدر السباق في كل بطولة ، كما أفصحت هذه القضية عن مآسي شعب البحرين الذي كان يتنفس تحت رماد نار الحيف التي أشعلها(خليفة) وأفراد عائلته لسنين طويلة سارقاً حقوق هذا الشعب ومستغلاً سكوته وصبره لتشييد قلاع حكمه المقيت رغماً عن إرادته التي سلبها عنوةً منهم وكل ذلك بمباركة مملكة آل سعود.وكما أسلفت في ما مضى بإن الصراخ لن يأتي بعده السكوت قطعاً ، والشعب الذي يحطم جدار الخوف ويزيل عن نفسه غبار الماضي بما فيه من انحسار وتقهقر لن يعود الى ماضيه وإنما سيضع قدماً في طريق الخلاص من هذا الواقع المرير بعد ان ارتوى هذا الطريق بدماء الشهداء الذي سيقصم ظهر الطاغية وعهده ويطوي صفحة سوداء من تاريخ البحرين ، أما هذه التضحيات التي تتلألأ بقوافل الشهداء فإنها بحاجة الى لحظة تأمل من قبل الطاغية وحاشيته ليس فقط في البحرين فحسب وإنما في السعودية وبقية دول الخليج ايضاً كي لايجدوا أنفسهم في مهب الريح وطالما ان السعودية هي التي أخذت على عاتقها مسؤولية الحفاظ على امن هذه الدول تجاه الإعتداءات الخارجية لشعوبها كما يزعمون كساسة وحكام !! فإنها ستكون بوابة انهيار جميع هذه الأنظمة بعوائلها ، وعندها فقط سنقف بإجلال لإرادة شباب الثورة في البحرين وأمام شهدائها الأبطال ، فالشهيد هو من يعطي للخلاص عنفوانه وللحرية سموها لأنه فتح صدره للرصاص دون ان يدير ظهره ولم يغلق آذانه من صوتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك