• بقلم: علي لطيف الدراجي.
لم يعد لخلط الأوراق وتداخل الظروف مكان في خارطة عقولنا بعد ان اتضحت خيوط المؤامرة وطبيعة الفعل العدائي لمن لايروم ان يعطي لشعب البحرين الثائر حقه في العيش بحرية وسلام بعيداً عن قبضة الطاغوت وسنوات جوره وفجوره .في قضية البحرين وحريتها المؤودة اشتركت العديد من الدول والمنظمات والأقلام والمحطات الإعلامية ، فمنهم من تدخل دون حياء او خجل لقمع هذه الإنتفاضة وكبح جماح ثوارها وأحرارها الذين واجهوا ظلماً وإرهاباً عسكرياً من نوع جديد تمثل بالاحتلال المؤقت تحت مظلة مجلس الفجور الخليجي ودرع الجزيرة اللعين ، ومنهم من أبدى مخاوفه من التفوه بكلمة حق ضد سلطان جائر لأنه يؤمن بالدبلوماسية على حساب دماء الأبرياء ، والحكمة في تسيير شؤون علاقاته الخارجية إضافة الى الصداقة والمصالح المشتركة والتأريخ المشترك الذي شربنا من كأسه مراراً وتكراراً !! وهناك أقلام مأجورة نالت من أحقية هذا الشعب وخروجه العادل ضد حاكمه الفاسد وهم يرون كل يوم كيف تُسال الدماء على إسفلت الشوارع برصاص عناصر الأمن السعودي والبحريني وآخرين يعلمهم الله!!إضافة الى الحرب الإعلامية التي رسمت لها محطات فضائية عميلة تعمل وفق أجندات وأموال صهيونية _ غربية لغرض إخفاء الصورة وقتل الحقيقة في الوقت الذي كرست فيه هذه الفضائيات كل وقتها وجهدها لتغطية أحداث ثورات أخرى فوق جسد الأمة العربية الدامي.لم تكترث الدول العربية ذات الهوية الإسلامية بكل ماحصل ومايحصل في البحرين ولم تقم الجامعة العربية بدور يجعلنا نعيد النظر بها كمنظمة اقليمية من واجبها ان تتدخل في كل الأزمات والنكبات التي تشهدها المنطقة العربية ولم تتحرك منظمات حقوق الإنسان تجاه إجراءات القمع والقتل والتنكيل بحق شباب الثورة ومطاردتهم في شوارع ومدن البحرين ، أما الأمم المتحدة فهي الأخرى لم تكن بمستوى الموقف ولم تعطي لنفسها الحق في وضع حدٍ لما يحصل مثلما تدخلت في أزمات أخرى وأقحمت نفسها في معضلات سياسية عديدة كمنظمة دولية من شأنها بسط الأمن والسلم الدوليين.كل هذا وغيره هي مواقف عدائية من جانب المجتمع الدولي الذي يدعي الإنسانية المزيفة كما هي مواقف مخجلة من البلدان الإسلامية ، فالسكوت وغض النظر عن هذه الصورة المأساوية يعني الشراكة في هذه الكارثة الإنسانية وتجاهل صريح لحقوق المظلومين الذين يرفضون العيش في كنف جبروت عائلة حاكمة تبغي الخلود والحكم على هواها والسير على جماجم وأجساد المحكومين لأنها دون غيرها لها الحق في حكم البلاد والسيطرة على مقدراته وموارده.قضية الشعب البحريني وخروجه على عائلة خليفة الحاكمة أفصحت عن انفراد محور الشر في المنطقة والمتمثل بــ(عائلة آل سعود) الجاثمة هي الأخرى على صدر الشعب السعودي وإدارته لسياسة دول الخليج وامتلاكه بوصلة الحكم ليس فقط لما تسمى بــ(المملكة) وإنما لبقية دول الخليج التي تنظر للسعودية على انها (الأرنب) الذي يتصدر السباق في كل بطولة ، كما أفصحت هذه القضية عن مآسي شعب البحرين الذي كان يتنفس تحت رماد نار الحيف التي أشعلها(خليفة) وأفراد عائلته لسنين طويلة سارقاً حقوق هذا الشعب ومستغلاً سكوته وصبره لتشييد قلاع حكمه المقيت رغماً عن إرادته التي سلبها عنوةً منهم وكل ذلك بمباركة مملكة آل سعود.وكما أسلفت في ما مضى بإن الصراخ لن يأتي بعده السكوت قطعاً ، والشعب الذي يحطم جدار الخوف ويزيل عن نفسه غبار الماضي بما فيه من انحسار وتقهقر لن يعود الى ماضيه وإنما سيضع قدماً في طريق الخلاص من هذا الواقع المرير بعد ان ارتوى هذا الطريق بدماء الشهداء الذي سيقصم ظهر الطاغية وعهده ويطوي صفحة سوداء من تاريخ البحرين ، أما هذه التضحيات التي تتلألأ بقوافل الشهداء فإنها بحاجة الى لحظة تأمل من قبل الطاغية وحاشيته ليس فقط في البحرين فحسب وإنما في السعودية وبقية دول الخليج ايضاً كي لايجدوا أنفسهم في مهب الريح وطالما ان السعودية هي التي أخذت على عاتقها مسؤولية الحفاظ على امن هذه الدول تجاه الإعتداءات الخارجية لشعوبها كما يزعمون كساسة وحكام !! فإنها ستكون بوابة انهيار جميع هذه الأنظمة بعوائلها ، وعندها فقط سنقف بإجلال لإرادة شباب الثورة في البحرين وأمام شهدائها الأبطال ، فالشهيد هو من يعطي للخلاص عنفوانه وللحرية سموها لأنه فتح صدره للرصاص دون ان يدير ظهره ولم يغلق آذانه من صوتها.
https://telegram.me/buratha