المقالات

لا للعسكرة.. نعم للتمدين

732 15:24:00 2011-09-25

عادل الجبوري

هناك فرق كبير وشاسع بين عسكرة المجتمع، وتسليح الدولة وفق مقتضيات ومتطلبات الامن الوطني للبلاد.الاول ينطوي على ابعاد ودلالات واثار ونتائج سلبية، وهو يتقاطع تماما مع الاتجاه نحو بناء مجتمع مدني يسوده القانون والنظام، وتكون اولوياته القائمين عليه هو البناء والاعمار والرفاهية والازدهار في شتى الجوانب والمجالات، وخلق الانسان الفعال والمبدع والايجابي الذي يشكل عنصرا مهما ومحوري في مجمل المنظومة الاجتماعية.ويمكن بيسر وسهولة تلمس الفوارق بين المجتمعات المدنية المتحضرة، والمجتمعات التي تدار وتوجه من قبل حكامها بعقليات ديكتاتورية استبدادية، تفرض مظاهر العسكر وثقافة الثكنات على جميع افراد المجتمع وفي كل المفاصل العملية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وفي كافة المستويات.والعسكرة تعني نشوب الحروب والصراعات الدموية، وتعني تسطيح الوعي ومصادرة الحريات، وتحويل المدرسة والجامعة والمؤسسة الحكومية وحتى الكيان العائلي الى ثكنة عسكرية تستفحل فيها الممارسات والسلوكيات الاستبدادية والاقصائية والتهميشية.والعسكرة تعني التخلف بأجلى واوضح وابشع صوره. وقد عاش العراقيون كل مظاهر العسكرة طيلة عهد الحكم الصدامي البائد، وكانت تجربة مأساوية ومؤلمة بحق، وخلفت اثار ونتائج كارثية مازال الجميع يدفعون استحقاقاتها واثمانها وتبعاتها الباهضة معنويا ونفسيا وماديا.واذا كان المجتمع-أي مجتم-يحتاج الى الجيش والشرطة والامن والاستخبارات للمحافظة على امنه الداخلي وامنه الخارجي على حد سواء، فأنه من دون شك ليس بحاجة الى ان يتحول كل افراده الى جنود يرتدون اللباس العسكري، ويتسلحون بأدوات القتل والفتك والتدمير، وليس بحاجة الى ان تتحول الشوارع والمدن الى ميادين وثكنات عسكرية تنتشر فيها الدبابات والمدرعات في كل زاوية، وليس بحاجة الى فرض قوانين الطواريء والاحكام العرفية تحت ذريعة فرض الامن وحفظ النظام. الامن والنظام والسلم الاجتماعي لاتفرضه مظاهر العسكر واجواء الثكنات، وانما تفرضه وتضمنه الخطط والاجراءات المهنية والسليمة، مقترنا معها تسليح للدولة وفق مقتضيات ومتطلبات الامن الوطني للبلاد، دون ان يكون على حساب رفاهية وازدهار وتقدم وتنمية المجتمع علميا وثقافيا واقتصاديا. اذا غاب التوازن والتوفيق بين متطلبات الامن وضروراته، وبين رفاهية وازدهار وتقدم المجتمع، وتحقق احدهما على حساب الاخر، ستكون النتائج غير سارة بالتأكيد، فالامن مثلما قلنا في مناسبات سابقة يتداخل ويرتبط مع السياسة والاقتصاد والخدمات والصحة والتربية والتعليم وغيرها من مفاصل وعناوين الحراك الاجتماعي العام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك