احمد عبد الرحمن
صحيح جدا ما يقوله بعض كبار ساسة البلد والمسؤولين وعموم الناس من ان التجاذبات والخلافات والتقاطعات السياسية اثر وانعكست سلبا على مفصلين مهمين وحساسين للغاية وهما الامن والخدمات.وهذه حقيقة كانت واضحة وجلية للعيان الى حد كبير ومنذ وقت مبكر، وتأكيدها اليوم لايمثل اكتشافا نادرا ، بل هو تحصيل حاصل واقرار بواقع سلبي وخطير قائم يلقي بظلاله الثقيلة على الملايين من ابناء الشعب العراقي، ومصاديق ذلك الواقع كثيرة جدا ولانحتاج الى بذل جهد استثنائي للعثور عليها وتشخيصها.وفرق كبير حينما يتحدث المواطن العادي عن تلك الحقيقة المؤلمة وهو يعاني الحرمان من ابسط الخدمات الاساسية التي تقف في مقدمتها الكهرباء في ظل فصل الصيف اللاهب، وهو يواجه الارهاب الهمجي الدموي بشكل مستمر، مخلفا دماء زكية وارواح طاهرة ترتفع ارقامها ومعدلاتها يوما بعد اخر..فرق كبير بين المواطن العادي وهو يتحدث عن ذلك والسياسي الذي بيده مقاليد الامور بصورة كبيرة، والذي ينتظر منه المواطن الى جانب تشخيص وتوضيح الاشكاليات القائمة ، حلولا ومعالجات عملية وواقعية وسريعة.ساسة البلد الذين هم في مواقع السلطة والقرار، سواء في السلطة التنفيذية او في السلطة التشريعية، او الميدان السياسي العام، مطلوب منهم ان يطرحوا مبادرات ويصيغوا حلولا، من شأنها تخفيف الاحتقانات والتشنجات والتقاطعات السياسية بين الشركاء، خصوصا وانهم يقرون بوضوح ان تلك الاحتقانات والتشنجات والتقاطعات هي احد ابرز الاسباب وراء الاوضاع الامنية السيئة، والاوضاع الخدمية والحياتية المتردية.لذا فأنه من غيير المعقول ولا المقبول ولا المنطقي ان يعرف ويدرك قادة البلد وساسته السبب الحقيقي وراء ما يعانيه المواطن العراقي على صعيد الامن والخدمات ولايتخذون الخطوات المطلوبة لوضع حد لتلك المعاناة.المفتاح الحقيقي هو تقديم التنازلات، وتجاوز الانا، ووضع المصالح الفئوية والشخصية الخاصة جانبا، ووضع المصالح الوطنية العامة نصب الاعين.هذا الكلام لانقوله هنا للمرة الاولى، بل قلناه مرات ومرات، ولكن لان مواقف ومتغيرات حقيقية لم تظهر عدا مبادرة الدكتور عادل عبد المهدي، فأننا نجد انه لابد من التكرار والتذكير عسى ان تنفع الذكرى.
https://telegram.me/buratha