المقالات

الفساد الإداري وباء وبلاء

743 14:00:00 2011-09-26

سعد البصري

لا يقتصر الوباء الذي يصيب البلدان والشعوب على الأمراض البدنية فقط ، وإنما هناك نوع أخر من الأوبئة يصيب نفسية الإنسان وضميره بحيث تصبح هذه النفسية وهذا الضمير سجينا أمراض ضعف الإنسان أمام هذه الأوبئة . فتراها تسيطر عليه وبالتالي بات عنصرا مريضا معديا فتاكا خطرا جدا على المجتمع . ومن هذه الأمراض هو مرض الفساد . ولست اقصد هنا الفساد الأخلاقي بمعناه المتداول ، ولكن اقصد الفساد الحكومي ( المالي والإداري ) فان هذا الوباء والعياذ بالله بات مستشريا ومنتشرا بشكل كبير جدا في مفاصل الحكومة العراقية ومؤسساتها ودوائرها الخدمية وغير الخدمية . فقد سرى هذا الوباء في كل شيء من أركان الدولة العراقية ولا توجد هناك بوادر او لقاحات يمكنها أن تقلل من تأثير هذا الوباء ، وراح أكثر المصابين بهذا المرض يبحثون عن طرق جديدة لزيادة حجم منافعهم من خلال توظيف هذا الوباء لمصلحتهم الشخصية . وألان وفي نوع جديد من أنواع هذا ( البلاء ) وحتى يتم الحصول على شهادات عليا بدأ قسم من المسؤولين والبرلمانيين وممن هم مصابون بهذا الوباء بممارسة الضغط تارة او الرشوة أخرى او المساومة تارة ثالثة في سبيل الحصول على مقعد في الدراسات العليا في الجامعات العراقية . فقد اعتبر طلبة متقدمون للدراسات العليا في جامعة بغداد ، أن رسوبهم أمر حتمي بعدما حصل لهم خلال امتحان المفاضلة الذي قاموا بتأديته ، مؤكدين أن كل الأدلة تشير إلى إمكانية التلاعب بدرجاتهم بعد رفض المشرفين على الامتحانات أن يكتب اسم الطالب على الدفتر ألامتحاني، فضلا عن طبيعة الأسئلة التي فوجئوا بها، فيما شددت وزارة التعليم العالي على أن الكليات غير ملزمة بوضع أسئلة محددة المواصفات . وان ذلك معناه التلاعب بالأسماء من خلال رفع هذه الورقة فيما بعد وتحويلها إلى أي دفتر آخر، لاسيما أن عددا من البرلمانيين والمسؤولين في الحكومة كانوا ضمن المتقدمين للامتحانات وحضروا معا لتأديته . إذا فهناك نوع من ( الفبركة ) في الموضوع ..؟ وهذا بعينه هو نوع من أنواع الفساد الإداري الذي نتكلم عنه . والغريب بالأمر انك عندما تسأل احد المسؤولين القائمين على مثل تلك الامتحانات على موضوع يخص طبيعة الإجابة او استفهام واستيضاح لحالة معينة فانه يتذمر ولا يسمح لك بمناقشته ، وبالتالي يعتبر ذلك من الخروقات المهنية وهو بذلك يكون اقرب إلى الممثل الذي يتقمص الأدوار في سبيل إبراز دور معين . على كل حال فملف الفساد المالي والإداري في الحكومة العراقية كبير جدا ومتشعب ولكن ما لا يقبل الشك انه بات وباءً وبلاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك