حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الرائع جدا أن يدخل شخصا ما او بلدا ما في كتاب ( غينيس ) للأرقام القياسية . ومن الأفضل والأجمل إذا كان هذا الدخول بشكل مستحق وقانوني وبعد الاجتهاد في تحصيل مثل هكذا مشاركة . فهناك في هذا الكتاب ( الموسوعة ) الكثير من الغرائب التي أدخلت أصحابها بشكل ربما عفوي وغير مسبوق إلى عالم الشهرة ، وهناك الكثير ممن دخلوا هذه الموسوعة كانوا يريدون أن يقدموا شيئا للآخرين ( سواءا كان هذا الشيء خيرا أم غير ذلك ) وإذا بأعمالهم تكون من النوادر التي تدخل ضمن هذا الكتاب . وهناك أيضا في هذا الكتاب من الأرقام القياسية لأناس او حكومات او بلدان كانوا سببا في جلب التعاسة إلى بلدانهم وزيادة حجم الماسي التي تعرضت لها تلك البلدان ، كما هو الحال في عراقنا اليوم الذي سيدخل إلى موسوعة ( غينيس ) بشكل ربما يختلف كثيرا عما دخلت إليه بلدان او حكومات أخرى . فالعراق سيدخل إلى هذه الموسوعة برقم قياسي عالمي في ( عدد الأزمات ) التي حدثت في مشهده السياسي خلال فترة زمنية قياسية هي الأخرى . فالعلاقات بين معظم الكتل السياسية العراقية تشهد خلافات وتقاطعات حادة ولا وجود لبوادر لحل تلك الأزمات مما أدى بالنتيجة إلى زيادة حجم تلك الأزمات وتأثيرها المباشر على الشارع العراقي ككل . فتسبب ذلك بخلق أزمات أخرى تولدت من تلك الأزمات السياسية ، مثل الأزمة الأمنية التي كانت من أكثر الأزمات تأثرا بالأزمة السياسية . وهناك أزمات أخرى لا تقل ( بلاءً ) من الأزمة الأمنية . فالنتيجة التي يمكن الخروج بها من كل ذلك إن معدل الأزمات في العراق بات يتزايد يوما بعد أخر ، وحجم التقاطعات والخلافات بين الكتل السياسية العراقية بات هو الأخر يشكل ناقوس خطر أمام العمل الحكومي ككل . وعليه فان دخول العراق إلى موسوعة غنيس للأرقام القاسية بات هو الأخر يقترب أكثر ، لأني وحسب ما سمعت وقرأت لم يشهد بلدا في العالم هذا الحجم وهذه الكثرة من الأزمات ..؟! ، نعم هناك بلدان عصفت فيها الأزمات بشكل كبير ولكن ليس بعدد أزمات العراق الذي لا يكاد يخرج من أزمة إلا ويقع في أخرى اكبر منها ، على كل حال فمن يدخل إلى هذه الموسوعة يعتبر من المشاهير ، ونحن في واقع الأمر كـ( عراقيون ) نفرح كثيرا عندما نرى العراق دخل في تلك الموسوعة الشهيرة .
https://telegram.me/buratha