احمد عبد الرحمن
بين مجزرة النخيب الدامية التي حصدت ارواح اكثر من عشرين مواطنا عراقيا بريئا، والمجزرة اتلدموية التي شهدتها محافظة كربلاء المقدسة صباح يوم امس الاحد والتي تسببت باستشهاد وجرح عشرات المواطنين الابرياء، بين هذه وتلك اثنى عشر يوما فقط.لم تجف بعد دماء ضحايا مجزرة النخيب، ولم تنقطع دموع ذويهم عن الانهمار، ولم تتوقف اهات وحسرات الشرفاء والخيرين والطيبين من ابناء شعبنا العراقي بعد، حتى وقعت مجزرة مروعة بسيارات مفخخة وعبوات واحزمة ناسفة امام واحدة من اهم المؤسسات الحكومية في كربلاء.واضحة وجلية الى اقصى وابعد الحدود الاهداف الكامنة وراء مجزرة النخيب ومجزرة العباسية الشرقية، انهم يريدون اشعال نار الفتنة الطائفية من جديد، ويريدون خلط الحابل بالنابل، ويريدون اعادة صور ومشاهد اعوام 2005 و 2006 المأساوية من قتل وذبح وتهجير وترويع.انهم لايروق لهم ان يعيش ابناء هذا الشعب الواحد بأمن وامان ووئام وسلام، لان ذلك لايصب في مصالحهم ولاينسجم مع توجهاتهم ولايعبر عن اهدافهم، ولايحقق اجنداتهم واجندات من يقف ورائهم ويدعمهم ويساندهم.قسم منهم يفجر ليسفك الدماء الطاهرة ويزهق الارواح البريئة، وقسم اخر يحرض ويؤلب عبر وسائل الاعلام والمنابر السياسية، ويشحن النفوس بالكراهية والبغضاء ويعبأها بالخوف والتخويف من الاخر.هل من مخلص وشريف وحريص على هذا البلد الطيب وابنائه من كل الاطياف يقبل بأغراق البلد بحمامات دم من جديد تحت عناوين طائفية مقيتة؟..وهل من مخلص وشريف وحريص على هذا البلد الطيب وابنائه من كل الاطياف يقبل تستفحل الكراهية ويستشري الحقد وتسود الضغينة بين ناس مايجمعهم اكثر بكثير مما يفرقهم.لابد من ان يعي الجميع حجم المؤامرة والفتنة التي يراد احيائها مرة اخرى، من اجل ان يدفعوا بالبلاد الى حافة الهاوية.الدولة، وتحديدا الحكومة تتحمل-مثلما قلنا في مرات سابقة-القسط الاكبر من المسؤولية ، مسؤولية الحفاظ على ارواح الناس ودمائهم وممتلكاتهم.وقوع الاعمال الارهابية في فترات زمنية متقاربة لايعني الا امرا واحدا يضاف الى مخططات واهداف الجماعات الارهابية، الا وهو ضعف الشعور بالمسؤولية الوطنية، وقل-او انعدام الحرص-وضعف الاداء المهني وغياب التخطيط والمنهجيات الصحيحة والواضحة، وكل واحدة من هذه النقاط تعد كارثة حقيقية وخطر كبير على امن الدولة والمجتمع.وطبيعي ان نسأل ماذا ننتظر اكثر من ذلك؟.
https://telegram.me/buratha