محمد علي الدليمي
تصر أمريكا على استبدال قواتها المقاتلة في العراق بطاقم مدني ومدربين عسكريين مع الحفاظ على اكبر سفارتا لها في العالم في قلب العاصمة بغداد،وأمريكا المحتلة للعراق منذ عام 2003 وبشر عنة دولية لن تتخلى عن مكاسبها التي طالما حلمت بها بسهولة وتجازف بترك ارض العراق الغنية بالنفط والمعادن،و يبحث أعداء العراق وبكل الوسائل بإطالة بقائهم في العراق ، وتحت ذرائع متنوعة،و لها دلالاتها المتعددة،ومن أهمها هي محاولة لجر الشارع لقتال طائفي جديد ، ضمن عمليات أمريكية مدعومة من دول متطرفة محسوبة على الإسلام وهي التي أشعلت فتيل الفتنة الطائفية بتفجيرها مرقدين الإمامين العسكريين(ع) سابقا،في عام(2006) أذن هو تحالف جديد قديم أسمة (الخليج+أمريكا) والنتائج الخاسرة مفاده بقاء القوات الأمريكية في ارض العراق أو تعطيله بالكامل اقتصاديا وسياسيا للرضوخ لضرورة تمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق، ولعل هناك من يقول وما الذي سوف تستفيده دول الخليج من ذلك..؟ والحقيقة ان ثاني المستفيدين من ذلك بعد أمريكا، هم هذه الدول ،فتعطيل الاقتصاد العراقي وأضعاف قوته في المنطقة ينفعهم ويدر عليهم بالفوائد الكثيرة،في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم وأزمة الديون الأمريكية،وأقوى شركاء المعادلة هم الدول المصدرة للنفط وفي مقدمتهم دول الخليج العربي،من بعد ان يئست هذه الدول من تعطيل أنتاج النفط الإيراني وإيقاف مشروعها النووي ، وشبه الإطاحة بنظام ألقذافي وما تتمتعه (ليبيا )من مخزون نفطي كبير و هائل وإنتاج غزير للنفط والغاز،والذي سيصبح من نصيب قوات (الناتو)وحصة الأمريكان لن تكون حصة الأسد كسابقها بوجود المنافس الساخن مهم فرنسا وبريطانيا...وبالطبع فان موعد الانسحاب الأمريكي من العراق واحد من أهم المواضيع التي هي الشغل الشاغل (للخارجية الأمريكية)و (الكونغرس الأمريكي) وكيف ستخرج أمريكا بأكبر الفوائد والمحافظة على ما بقى من هيبتها المنهارة في ارض السواد ، والاحتمالات التي هي إمام المخرج من الظرف المعقد الذي تمر به المنطقة، والأزمة المفتعلة في هذا الوقت بالتحديد من الطرف الكويتي ضد العراق و أنشاهم لميناء مبارك وما سيترك من تداعيات وتطورات على المشهد السياسي وعلى امن المنطقة برمتها بعد الانسحاب الأمريكي المزعوم،والمخاوف من تجدد التدخل الخارجي وبقوة في الشأن الداخلي العراقي من قبل الدول المجاورة، من بعد انشغالها لفترة بمشاكلها الداخلية إبان الصحوة العربية والتي يعبر عنها(بالربيع العربي) ،والتي يبدو أنها لم تغير شيء في دول الخليج الغني بالنفط، قادة هذه الدول وبمساعدة أمريكية بامتياز لإعادة خططها بالمنطقة وخاص العراق ،والذي يعد استقراره خطرا يضر بدول الخليج العربي ذات الأنظمة الشمولية والمستفردة بالسلطة مع وجود حكم الأقلية على الأكثرية،مما دفعها الى شن حرب على العراق من عدة جهات، بعضها يبدأ من الداخل عبر إثارة الأجواء الطائفية وواحدة من أكثر الطرق تأثيرا باعتبار ان جذورها ما زالت موجودة هو القتال الطائفي الداخلي واستهداف الأبرياء،وهجوم خارجي يحاول سحب العراق الى حرب التصريحات لتخويف العالم منه وخطره على الدول المجاورة له لإبقائه تحت طائلة البند السابع من مواثيق الأمم المتحدة والتي مازال العراق يرزح تحتها مع كل الوعود بإخراجه من هذا البند...
https://telegram.me/buratha