المقالات

قانون لجنة النزاهة والخطوات الصحيحة

581 14:35:00 2011-09-27

عادل الجبوري

كانت خطوة مجلس النواب العراقي الموقر بأقرار قانون هيئة النزاهة خطوة مهمة وبالاتجاه الصحيح، فوجود قانون مقر ومصادق عليه من قبل الجهات التشريعية والرقابية العليا لمفصل حيوي مثل هيئة النزاهة العامة ينطوي على اهمية كبرى في سياق العمل والتوجه الجاد لملاحقة ومتابعة ظواهر ومظاهر الفساد الاداري والمالي المستشرية في شتى اجزاء جسد الدولة العراقية، واتخاذ الاجراءات الكفيلة لمعالجته واستئصاله من جذوره.ولايختلف اثنان في ان الفساد الاداري والمالي يعد احد اكبر واخطر عوامل الهدم والتخريب السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي، ولايمكن الحديث عن اية انجازات في أي جانب من الجوانب المشار اليها ببقاء الفساد قائما ومستفحلا.وبما انه العامل الاكبر والاخطر والمفتاح والمدخل لكثير من المشاكل والازمات فأنه من الطبيعي-بل من الواجب-تظافر الجهود والطاقات والامكانيات لمواجهته.والامر المهم في ذلك هو عدم تسييس قضايا الفساد وتجنب اقحامها في الصراعات والمماحكات والمناكفات السياسية، والنأي بها عن الاجندات والاهداف الخاصة، وتصفية الحسابات.وربما القت الكثير من الخلافات والتقاطعات السياسية خلال الاعوام الثمانية الماضية بظلالها على واقع مؤسسات الدولة لاسيما الحساسة منها، وبالتالي وفرت مناخا ملائما للارهاب والفساد الذين يقول ويؤكد الجميع انهما وجهان لعملة واحدة.ولعل من بين النقاط الاكثر اهمية في قانون هيئة النزاهة هو ان تعيين رئيس الهيئة يتم من قبل مجلس النواب وليس من قبل رئيس السلطة التنفيذية، وهذا من شأنه ان يكرس استقلالية الهيئات المستقلة، ويبعدها عن المؤثرات والتأثيرات السياسية السلبية.ان هيئة النزاهة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وديوان الرقابة المالية والبنك المركزي العراقي، وبقية الهيئات المستقلة، هي في الواقع مفاصل حساسة وتمتاز اعمالها ومهامهما بالطابع الفني المتخصص الذي ينبغي ان يكون متجردا من النزعات والاتجاهات السياسية والحزبية الضيقة، ومحددا بسياقات مهنية موضوعية، وخاضعا للرقابة والمتابعة والتدقيق من قبل الجهات الرقابية العليا وبالتحديد مجلس النواب العراقي. ولاشك ان عدم ابعاد الهيئات المستقلة عن الاجواء والمناخات السياسية المتشنجة سوف يؤدي الى المزيد من الاحتقان والتجاوز على الدستور والقفز على القانون، وظهور ازمات اخرى بدلا من حل ومعالجة القائم منها.ما نحتاجه فعلا هو هيئات مستقلة بكل معنى الكلمة.. لاخاضعة لهذا الطرف او ذاك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو كرار الساعدي
2011-09-29
السلام عليكم .. عن اي خطوه صحيحه سيدي الكاتب تتحدث !! سيجتمعون ويتشاورن ( الاحزاب ) لاشهر ويجب ان يحصل توافقيه حتى يختاروا رئيساً لهيئه النزاهه فأي نزاهة تبقى بعد التوافق المظلم الذي عصف بالبلاد سنين طوال .. والدكتاتورية بهكذا مواقف مطلوبه وبشده وسيطرة رئيس الوزراء او مجلس الوزراء على الهيئات المستقله اظمن وافضل بمئات المرات لكشف الحسابات والوزراء الفاسدين والكثير الكثير .. تحياتي
محمود سامي
2011-09-27
مع احترامنا لرأي الكاتب ... ان اختيار رئيس هيئة مستقلة من قبل مجلس النواب يعطي الحقيقة المرة الاتية: الكتلة التي تشكل الحكومة، وقد تكون من حزب واحد، هي من ستختار رؤساء الهيئات المستقلة وتصوت لهم بما تملكه من اغلبية مقاعد سواء وافقت الكتل والاحزاب الاخرى او لم توافق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك