حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
لا ادري وهذا ليس شأني وحدي بل هو شأن الملايين من العراقيين الذين هم كحالي لا يعلمون أين بات مصير التحقيق في جريمة النخيب . تلك الجريمة التي أعادت للأذهان أحداث العامين 2005 و2006 التي كان لرياح الطائفية المقيتة يدا فيها . فجريمة النخيب التي ذهب ضحيتها ( 22 ) من الأبرياء العراقيين والتي دارت حولها الشبهات وتخللتها الصفقات والمساومات ، لا احد يعلم كيف يمكن للحكومة العراقية التي تدعي أنها جاءت لحفظ دماء وحقوق العراقيين أن تسكت او تتماهل او تساوم على الدم العراقي البريء ..؟ فما جرى في النخيب هو عينا نفس الذي جرى في جريمة ( عرس الدجيل ) وربما حدث في العشرات من الجرائم التي راح ضحيتها أناس أبرياء لا علاقة لهم بالسياسة ومشاكلها واتفاقاتها . فالمهم الان عند العراقيين الشرفاء وعند ذوي الضحايا أن يتم الإعلان وبشكل رسمي وسريع عن أسماء المتورطين في هذه الجريمة وكذلك إلقاء القبض على كل من خطط ونفذ هذه المؤامرة الخبيثة ، والابتعاد عن المساومات والمجاملات وسياسة لي الأذرع التي أعادت العراق وعمليته السياسية إلى الوراء . لقد كان للتصريحات الكثيرة التي أدلى بها مسؤولين في الحكومة العراقية ، وكذلك التصريحات التي أدلى بها الشيخ علي حاتم السليمان عن ما حدث في جريمة النخيب وما تلاها دلالات ومعان كثيرة تجعل العراقيين وخصوصا ذوي الضحايا يتأكدون إن هناك من يتاجر بالدماء العراقية ، وان هناك تسويف واضح لبعض القضايا التي ربما إثارتها يسبب مشاكل بين بعض الأطراف الحكومية ، فالإفراج السريع عن المتهمين بالجريمة يضع الآلاف من نقاط الاستفهام ؟؟ والتشنجات والتهديدات التي جرت ما بين مسؤولي المحافظتين العراقيتين ( كربلاء والانبار ) يجعل المواطن العراقي في حيرة من أمره . فأين دور الحكومة العراقية ، وكم هو حجم سيطرتها على تلك المحافظات ، وهل هناك ما تخشاه حكومتنا الموقرة أم إن في الأمر ما لا يجب التكلم عنه ..؟؟ ثم أين هو دور مجلس النواب العراقي. ؟؟ أليس الذين سقطوا جراء تلك الجريمة عراقيون ؟؟ أليس من واجب الحكومة العراقية أن تقيم الدنيا ولا تقعدها حتى يتم الكشف عن ملابسات الجريمة . أم إن الصفقات والمجاملات هي من ينهي الأمر . فقط أقول إذا لم تنهض الحكومة العراقية بدورها بالشكل الصحيح وتجعل امن المواطن واسترجاع حقه ولو بالقوة من أولى أولوياتها فان الكثير من الجرائم ستمر كما يمر الماء .
https://telegram.me/buratha