عبد الكاظم محمود
لايبدو بناء الدولة وبناء الحكم وتسيير شؤون البلاد والرعية من الممكنات في وضعنا الحالي بل في كل الأزمنة والأحوال أن لم تتوفر تلك الرؤية التشخيصيةللامور من منظار يتسع للحقيقة مهما بدت بعيده.تلك الحقيقة التي تحتاج إلى فكر ولب واعين قادره على التغلغل بعيداًحتى لو أكتنفها الضباب ..ولهذا السبب كثيراًمايستعين الحكام والملوك بمستشارين وخبراء مختصين في كافة المجالات حتى وأن كان بعضهم غير ذي قربى مع الحاكم .لان النتيجة في النهاية هي الخروج بمحصلة نهائيه يكون فيها تحقيق المنشود من الأهداف .وكان خلفاء بني أميه وبنو العباس يستعينون بالمستشارين الأكفاء في علم السياسة والاقتصاد حتى لو لم يكونوا من المسلمين أصلا فيحدثنا التاريخ عن أسماء كثيره رافقتهم وأسهمت في صنع قرارات هامه في منعطفات شتى .بل كانت رجاحة العقل أحياناً تأتي حتى من الجواري أو العبيد الذين يشركون بصورة أو بأخرى في صنع القرار .ولهذا يبدوا أن من الخطل الكبير أن ينساق الحاكم وراء العاطفه فينصرف إلى من يرى فيه الأخلاص بغض النظر عن الكفاءة فيجعله حاشية له وبطانة ومستشاراً.بل يصبح في أحيان كثيره عينه التي يرى بها وأذنه التي يسمع بها .ولعل ماأصاب العراق من نكبات كان يرجع في جزء كبير منه غالى أنتهاج هذه السياسة وأعتمادها الأمر الذي أنتج كل هذه الفوضى في البناء والعشوائية في القرارات لسنوات طويله .ربما يبدوا واضحاً اليوم أن قدرا كبيراً من الخطأ يعاد استنساخه في التجربة العراقية ليكون الناتج حاشية وبطانة ومستشارين غير كفوئين أعتماداًعلى الحزب والطائفه والمذهب والديانه وهلم جرا .حري بنا اليوم قبل أن نتحدث عن خطط ومشاريع أن نتحدث عن أشخاص مناسبين في أماكن غير مناسبه .هؤلاء يسرقون فرصة الأخر ويجردون السلطة من مقومات الفكر الصحيح الذي يقود إلى التطور وتكون النتيجة الفشل المقيم...
https://telegram.me/buratha