بقلم .. رضا السيد
شهد الشعب العراقي خلال تاريخه الطويل والمليء بالأحداث الكثير من الحكومات ، منها ما كان يخدم الشعب بشكل يتلاءم ومصلحته ، ومنها ما جاء لينتقم من هذا الشعب وكأن العراقيون قد كتب عليهم الشقاء والبلاء بسبب سياسات فرضت عليهم . ومنذ أقدم العصور عاش الشعب العراقي في ظل تلك الحكومات . ولكن ما يميز الصفحة التاريخية العراقية بالنسبة للحكومات العادلة التي حكمت العراق هو اختيار الإمام أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام لهذه الأرض لتكون عاصمة الدولة الإسلامية ، وبالتالي فان العدل الذي تحقق على يد أمير المؤمنين سوف يفتقده العراقيون حتى قيام الساعة . فالحكومات التي تلت هذه الحقبة من الزمن كانت اغلبها إن لم نقل جميعها حكومات ظالمة ودكتاتورية وجعلت من الشعب العراقي أدوات ودمى تحركها متى تشاء وكيفما تشاء . ليس هذا فقط بل كان للنفوس المريضة والعناصر الخبيثة الدور الكبير في تقوية دعائم الحكومات الدكتاتورية بسبب سياسة التضليل والتطبيل والتهريج لصالح تلك الحكومات . وهكذا استمر الحال بالشعب العراقي إلى يومنا هذا . فالعراقيون الان ومن دون أن يشعروا بدأوا يعيدون الكرة من جديد .وراحوا يمهدون الطريق لإقامة دكتاتوريات مقتوها واحتقروها في أزمان مضت ، وألان فان اغلب العراقيين لا يهتمون بشيء سوى بزيادة حجم مدخولاتهم ولا علاقة لهم بما يدور في مشهدهم العراقي كما إن ما تقوم به بعض الجهات الحكومية من تعيين لأشخاص يهمونها أما ( حسبيا او نسبيا ) وإقصاء لأشخاص لا ينتمون لتلك الجهات ، وإشاعة ثقافات معينة لا تتوافق والوطنية العراقية وما حصل عليه العراقيون خلال الفترة الماضية من حريات مكنتهم من طوي صفحة من تأريخ الحكومات الظالمة في العراق . وكان لعودة ظاهرة كتابة التقارير التي قصمت ظهر العراقيين أبان النظام السابق والاستئثار بالصفقات والمناصب الحكومية وغير ذلك العلامة الفارقة التي تمهد لصناعة حكومة دكتاتورية جديدة . وهذا ما لا أراه أنا وحدي فهناك أطرافا كثيرة في العراق ترى ما أرى ، ولعل من ضمن تلك الأطراف ما أعلن عنه زعيم التيار الصدري السيد ( مقتدى الصدر ) بأن على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يتخلي عن سياسة الإقصاء، للحفاظ على سمعة العراق ، وذلك في أعقاب صدور أمر إلقاء القبض على النائب المستقل صباح الساعدي، مشددا على أن هذا الأنباء تشير "لدكتاتورية جديدة، فنحن لا نريد صِداما ولا صَداما . وأضاف الصدر "فأهيب برئيس الوزراء الكف عن هذه الأمور من اجل الحفاظ على سمعة العراق ، فالعمل السياسي مبنى على الشراكة لا الإقصاء".
https://telegram.me/buratha