المقالات

من يصنع الدكتاتورية

781 19:10:00 2011-09-27

بقلم .. رضا السيد

شهد الشعب العراقي خلال تاريخه الطويل والمليء بالأحداث الكثير من الحكومات ، منها ما كان يخدم الشعب بشكل يتلاءم ومصلحته ، ومنها ما جاء لينتقم من هذا الشعب وكأن العراقيون قد كتب عليهم الشقاء والبلاء بسبب سياسات فرضت عليهم . ومنذ أقدم العصور عاش الشعب العراقي في ظل تلك الحكومات . ولكن ما يميز الصفحة التاريخية العراقية بالنسبة للحكومات العادلة التي حكمت العراق هو اختيار الإمام أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام لهذه الأرض لتكون عاصمة الدولة الإسلامية ، وبالتالي فان العدل الذي تحقق على يد أمير المؤمنين سوف يفتقده العراقيون حتى قيام الساعة . فالحكومات التي تلت هذه الحقبة من الزمن كانت اغلبها إن لم نقل جميعها حكومات ظالمة ودكتاتورية وجعلت من الشعب العراقي أدوات ودمى تحركها متى تشاء وكيفما تشاء . ليس هذا فقط بل كان للنفوس المريضة والعناصر الخبيثة الدور الكبير في تقوية دعائم الحكومات الدكتاتورية بسبب سياسة التضليل والتطبيل والتهريج لصالح تلك الحكومات . وهكذا استمر الحال بالشعب العراقي إلى يومنا هذا . فالعراقيون الان ومن دون أن يشعروا بدأوا يعيدون الكرة من جديد .وراحوا يمهدون الطريق لإقامة دكتاتوريات مقتوها واحتقروها في أزمان مضت ، وألان فان اغلب العراقيين لا يهتمون بشيء سوى بزيادة حجم مدخولاتهم ولا علاقة لهم بما يدور في مشهدهم العراقي كما إن ما تقوم به بعض الجهات الحكومية من تعيين لأشخاص يهمونها أما ( حسبيا او نسبيا ) وإقصاء لأشخاص لا ينتمون لتلك الجهات ، وإشاعة ثقافات معينة لا تتوافق والوطنية العراقية وما حصل عليه العراقيون خلال الفترة الماضية من حريات مكنتهم من طوي صفحة من تأريخ الحكومات الظالمة في العراق . وكان لعودة ظاهرة كتابة التقارير التي قصمت ظهر العراقيين أبان النظام السابق والاستئثار بالصفقات والمناصب الحكومية وغير ذلك العلامة الفارقة التي تمهد لصناعة حكومة دكتاتورية جديدة . وهذا ما لا أراه أنا وحدي فهناك أطرافا كثيرة في العراق ترى ما أرى ، ولعل من ضمن تلك الأطراف ما أعلن عنه زعيم التيار الصدري السيد ( مقتدى الصدر ) بأن على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يتخلي عن سياسة الإقصاء، للحفاظ على سمعة العراق ، وذلك في أعقاب صدور أمر إلقاء القبض على النائب المستقل صباح الساعدي، مشددا على أن هذا الأنباء تشير "لدكتاتورية جديدة، فنحن لا نريد صِداما ولا صَداما . وأضاف الصدر "فأهيب برئيس الوزراء الكف عن هذه الأمور من اجل الحفاظ على سمعة العراق ، فالعمل السياسي مبنى على الشراكة لا الإقصاء".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله علي شرهان الكناني
2011-09-27
لقد ساهم في صنع ديكتاتورية المالكي عدة مور منها: 1- ثروات العراق الهائلة التي تسلط عليها هو وأزلامه وفي المقابل ضعف الحالة المعاشية للشعب مما يجعله عرضة للرشوة . 2- التفاف البعثيين حوله وتصوير انفسهم له بأنهم المنقذ بعد ان خذله الجميع 3- ضعف النظم الرقابية الحاصل بسبب فترة النظام السابق التي كانت فيها الرقابة من جهة واحدة وهي من الحكومة على الشعب فقط 4- مراعاة الشرفاء للمصلحة العامة مما منعهم من التصدي لممارسات المالكي بشكل حاسم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك