رباح التركماني
(تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسراً آحادا)هذه الأبيات التي ختم بها الكندي في زمن الجاهلية روايته التي حدث بها أبناءه وهو على فراش الموت يحتضر ويلفظ أنفاسه الاخيرة بعدما جمعهم وقال لأحدهم ائتني بعصا فذهب الابن وجاء له بعصا فقال الكندي لابنه :يابني اكسر تلك العصا فكسرها الابن بسهولة ثم أمره أخرى بان يجلب له عددمن العصي وان يجمعهن ففعل الابن ماامربه أبيه وقال الأب:يابني اكسر تلك العصي فحاول الابن مرات دون أن يستطيع كسر العصي بعد ذلك التفت الكندي لابناءه وردد تلك الأبيات السالفة الذكر وحذرهم من الفرقة التي تذهب ريحهم وتقلل شانهم وتجعلهم عرضة للنيل من الآخرين ثم أغمض الكندي عينه ليلتحق بجوار ربه الكريم ،وعلى الرغم من جاهلية الكندي وإسلامية الدليمي وذلك الفارق الزمني الشاسع بين التجارب الإنسانية غير أن عدنان الدليمي الذي تتحمل رقبته الكثير من دماء العراقيين بسبب إشعاله الحرب الطائفية بنعيقه المشؤوم في الأعوام العجاف التي ولت بلا رجعة إنشاء الله لم يأخذ العبرة من زمن الجاهلية ولا من زمن الدعوة المحمدية السمحاء التي أوصت برص الصفوف والتعاون على البر والتقوى وان يد الله فوق يد الجماعة لم يتعظ بذلك كله وأصر إن يستمر بطلا للطائفية حتى أنفاسه الأخيرة التي ستكون خاتمتها سوءاً كفانا الله مصارع السوء ،فقد نقلت القنوات الإعلامية إلى العراقيين وصية المدعو عدنان الدليمي وهو على فراش موته لمقربيه والذين هم على شاكلته بان لايتركوا طريقاً ألا وسلكوه في تفتيت التحالف الوطني ! مسكين فان حقده قد اعمي بصيرته فهو لايعلم أن العراقيين عادوا لايعيرون إلى النفس الطائفي أهمية فخريطة الكتل السياسية العراقية باتت تتكون من الفسيفساء العراقي المختلف الألوان وان العراقيين عبدوا الطريق للشعوب العربية لنيل حريتهم التي اغتصبها القومجية والعروبية بطروحاتهم التي آكل الدهر عليها وشرب !
https://telegram.me/buratha