المقالات

8 ملايين طالب... ماذا يعني ذلك؟

705 16:08:00 2011-09-28

احمد عبد الرحمن

انطلق يوم الثلاثاء الماضي العام الدراسي الجديد، حيث انه وبحسب وزارة التربية توجه اكثر من ثمانية ملايين طالب وطالبة في مختلف المراحل الى المدارس.وهذا الرقم بلا شك رقم كبير يحمل بين طياته دلالات ومؤشرات مهمة وفي ذات الوقت الذي يضع على عاتق الجهات الحكومية المختصة مسؤوليات وأعباء كبيرة من اجل النهوض بالواقع التعليمي والتربوي في البلاد، وتلافي الاخطاء والسلبيات والنواقص التي رافقت مجمل العملية التربوية في العام الماضي والاعوام التي سبقته.توجه اكثر من ثمانية ملايين طالبة وطالبة من مجموع سكان البلاد البالغ اكثر من ثلاثين مليون شخص، يعني ان ربع سكان البلاد ومن فئات عمرية محددة، يسعون الى اكتساب العلم والمعرفة والتحصيل الاكاديمي، هذا ماعدا طلبة الجامعات والمعاهد وهم بالطبع يبلغون عشرات-إن لم يكن مئات الآلاف- وهذا بالطبع علامة عافية وبشارة خير ومؤشر على وجود نهضة علمية وتعليمية من المؤمل ان تؤتي اكلها وثمارها في القادم من الاعوام والعقود.بيد انه في مقابل ذلك يرتب هذا العدد الكبير استحقاقات ومسؤوليات وأعباء كبيرة على الجهات الحكومية المعنية مثلما اشرنا انفا. فتطور الواقع التعليمي والتربوي في البلاد وتحقيق نهضة علمية حقيقية، ومواكبة المتغيرات والتحولات الكبرى في عالم اليوم على الاصعدة العلمية والاكاديمية في شتى الجوانب والمجالات لا يتحقق بالأعداد الهائلة لطلبة المدارس فحسب، بل لابد من توفر عوامل اخرى من شأنها ان تعزز الجانب النوعي وتجعل الجانب الكمي الرقمي ذي قيمة يعتد بها، لنصنع بذلك اجيالا منتجة ومبدعة وكفوءة وواعية تمتلك القدرة على احداث التغيير والاصلاح والنهوض المطلوب.فتهيئة الظروف والاجواء والمناخات العلمية امر مهم للغاية، بل انه في غاية الاهمية، من قبيل البنايات المدرسية التي تتوفر فيها القاعات والمستلزمات ووسائل الراحة الضرورية التي تجعل الطالب اكثر انجذابا نحو الدراسة لا العكس، وكذلك اصلاح وتعديل المناهج الدراسية بما ينسجم مع متطلبات الواقع العام في البلاد، وبما يتوافق مع المعايير العلمية والاكاديمية العالمية، وايجاد السبل والوسائل العملية التي تكفل الحد من- او تمنع-تسرب التلاميذ والطلبة من المدارس، وكذلك تلك التي ترفع مستوى الاداء والكفاءة للكوادر التدريسية، والاهتمام بطرق ووسائل التدريس الحديثة لا على الصعيد العلمي فقط وانما على الصعيد النفسي والمعنوي والسلوكي.ولابد من الالتفات الى حقيقة انه الى جانب العدد الكبير الذي يبعث على الفرح والتفاؤل للطلبة الذين توجهوا الى المدارس هذا العام، هناك اعداد غير قليلة لطلبة لم يلتحقوا لأسباب مختلفة، واخرين تركوا مدارسهم.قد تبدو مهمة النهوض الحقيقي بالواقع التعليمي والتربوي للبلاد صعبة وعسيرة وثقيلة، وهذا ما يحتم تظافر جهود مختلف الجهات الحكومية وحتى غير الحكومية.. لأنه من دون بناء الجيل الجديد بناء رصينا وقويا ومحكما، لن نستطيع بناء المجتمع الواعي والقادر على العطاء وتحقيق المنجزات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك