المقالات

القائمة العراقية 000 ومفهوم المشروع الوطني

773 17:28:00 2011-09-28

بقلم _ داود نادر نوشي

لو افترضنا جدلا أن التحالف الوطني وافق على تمرير مشروع مجلس السياسات الستراتيجة في مجلس النواب على الرغم مما به من مخالفات دستورية ، وتناقض في الصلاحيات وتشابك في اتخاذ القرار، وان الدكتور علاوي نصب نفسه رئيسا لهذا المجلس ومعه المستشارين المائة ، وفوق كل هذا تصفيق حار من البرلمان على ولادة مجلس قيادة ثورة جديد .

ولو افترضنا جدلا أيضا أن السيد المالكي قدم للبرلمان الأسماء المرفوعة من قبل القائمة العراقية لمنصب وزارة الدفاع وبدون تحفظ على ماضي المرشحين مع البعث والنظام البائد ، ومن ثم يمنح البرلمان احدهم الثقة وتكون وزارة الدفاع حصتكم قلبا وقالبا حتى وان كان لكم فيها مأرب أخرى، وبعدها يتم تنفيذ كل مطالب العراقية في السلطة والمشاركة ولو أن الكل يقول لقادة العراقية سمعا وطاعة ، هل نصل برأيكم إلى ضوء في نهاية النفق ، وهل تنتهي الأزمة السياسية والجدال المستمر بين الفر قاء ، وهل ينعم العراق بربيع سياسي هادئ ومستقر وهل يتكاتف المشاركون في الحكومة والبرلمان من اجل السير بسفينة العراق إلى بر الأمان ؟ والجواب على هذا التساؤل والافتراضات لا تحتاج منا الكثير في فك طلاسم مشروع القائمة العراقية والأفكار والرؤى التي من اجلها تشكلت ، ولنا فيها تجارب استمرت لأكثر من ثمان سنوات ، هي عمر العملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق .والأجندات التي يحملها قادة العراقية والمشروع الذي يناضلون من اجله هو بالحقيقة بعيدا كل البعد عن أصل المشاركة والتوافق ، بل أن عدم الإيمان بالعراق الجديد والعملية السياسية الجارية هي من أولويات عملهم للسنوات القادمة ، وهذا الإحساس والتفكير ليس وليد الصدفة ولا هو مشروع مؤجل ، وإنما مبني على أسس تندرج وفق سيناريو مرسوم وبدقة كبيرة تقوده مجموعة من الأجندات العربية ، أولها سياسية لا تؤمن بالتعددية وتداول السلطة وهي تحاول أن تمنع رياح التغيير من الوصول إلى عروشها الخاوية لا سيما أن هذه الرياح تمددت إلى دول عربية كانت بالأمس القريب تحكمها دكتاتوريات وأنظمة الحكم الشمولي ، والثاني أجندات طائفية لا يمكن لها تتحمل مشاركة مكون وطائفة معينة في قيادة هذا البلد بعد أن عملت وبكل قوة مساندة طاغوت العراق المقبور من اجل هذا الهدف المقيت .وأما الأهداف المعلنة التي ينادي بها قادة القائمة العراقية والمشروع الذي روجوه للناخب العراقي فلم نلاحظ له أي تطبيق في الواقع على الرغم من مرور الكثير من الوقت وهم يمارسون السلطة من خلال الحكومة والبرلمان ، والمشروع الذي اعنيه هنا هو المشروع الوطني الذي الذي هز أسماعنا طوال هذه الفترة ، ونحن لا نعرف ما المانع من تحقيق هذا المشروع إذا كانوا صادقين في شعاراتهم ، وبيدهم الكثير من الوزارات المهمة في الدولة وكتلة كبيرة في البرلمان على الرغم من تشظي القائمة والانسحابات الكثيرة التي حدثت فيها وهو شي متوقع لان الأساس الذي بنيت عليه القائمة هو مجموعة تناقضات وتشابك مصالح لا يمكن له الاستمرار على الرغم من عناوين الوطنية التي تغلف الإطار العام فقط وجوهرها الحقيقي بعيدا كل البعد عن تلك المسميات الرنانة التي لا تتفق لا من قريب ولا من بعيد عن أصل وفحوى الوطنية .ثم إن المشروع الوطني الذي ينادون به هو بالأساس موجود من خلال العملية السياسية الجارية التي ضمنت للجميع وبدون استثناء المشاركة فيها والفيصل هنا صندوق الاقتراع والضامن الأساسي في كل هذا هو الدستور الذي لا ضامن بعده .والحق الذي يطلبه الكيان السياسي من اجل المشاركة في السلطة والحكم لابد له أن يطلبه من الشعب فهو الذي بيده التنصيب الاختيار ، والمفلسين فقط هم من يطلبون السلطة من الرئيس الذي لا سلطة له ، وبالتالي يعلقون فشلهم على شماعة المحاصصة والتوافق ويتغنون بالمشاركة وتوزيع الحصص ، فأي مبدأ يمكن أن تقوم عليه هكذا مشاركة والمشارك يوزع قدميه بين الحكومة والمعارضة ، وأي شراكة يمكن لها الاستمرار وأنت تنظر إلى شريكك على انه عدوا لك تتربص فيه الفرص .وشراكة قادة العراقية في الحكومة ليس الهدف منها البناء والتقويم وإنما الحصول على مكاسب لتحقيق هدف اكبر ، وهم وللأسف الشديد يؤمنون ويعملون من اجل العودة إلى المربع الأول الذي يظنون واهمين انه المخرج الوحيد للاستئثار بالسلطة وتحقيق الحلم البعيد المنال الذي يراود الكثير منهم ، ولو أردنا أن نحكم على حكومة الشراكة الوطنية بالفشل ، فأن السبب الأول والأخير تتحمله قيادات العراقية لكي ننصف الشركاء الآخرين وندعهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2011-09-29
ان الحكم في العراق والكتل السياسية والاحزاب والمليشيات والمافيات واللصوص ووووو.....لايستطيعون الاستمرار والعمل والنهب بدون اءزمات وفوضى. لذلك يدفعون الملايين من حصتهم وماينهبون لخلق هذه الاءزمات واستمراريتها .فبدون اءزمات لا مكان لهم الا السجن او الاعدام او الهروب من حيث اءتوا . والله ناصر المظلومين , ولكن غير النائمين .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك