حافظ آل بشارة
اثارت تفجيرات كربلاء الاربعة الأخيرة عاصفة جديدة من التكهنات ، ولا يمكن فصل تلك الجرائم عن التسلسل الطبيعي الذي بدأ بجريمة النخيب ، الهدف المستمر المعروف هو تفجير حرب طائفية في العراق تكون ايران طرفا فيها ، لذا تستمر محاولات اقناع السنة في العراق بأنهم يواجهون خطرا شيعيا ولا بد لهم من دفاع مدجج بالمفخخات والانتحاريين ، فمقابل اعتقال ثمانية اشخاص من الانبار ثم اطلاقهم تندلع (حرب البسوس) التي لا تنتهي . هكذا يفكر من يريدون تعميق ثقافة (الكانتونات) الممهدة لتقسيم البلد ودق الاسافين بين اهله ، هناك ساسة وشيوخ عشائر يجري استدراجهم واستغلال غبائهم وجهلهم في هذا المخطط . يريدون اجبار المقابل على فقدان الصبر والانفجار لتقع الحرب الاهلية في العراق التي اصبحت مطلوبة حاليا اكثر من اي وقت مضى ، كان حكام المنطقة كلهم حراسا للبوابة الشرقية الامريكية بوجه الخطر الايراني المفترض ، ولكن لوحظ سكوت واشنطن او تعاونها في قضية الربيع العربي واسقاط الحكام ، دليل على ان حراس البوابة القدامى فقدوا احترامهم وادرجوا على قائمة الترحيل والتغيير ، واذا ارادوا اعادة الاعتبار لانفسهم فعليهم تغيير المعادلات القائمة باعادة الخطر الايراني الى الواجهة لكي يضطر الغربيون الى اعادة حراس البوابة الى الخدمة مجددا ، ومن يريد اغضاب ايران واثارة التنين النائم فعليه ان يشن حربا على المسلمين في اي مكان لكي يجبر طهران على تفعيل بنود في دستورها توجب عليها مناصرة المظلومين والمعتدى عليهم ، والنقطة الرخوة الاكثر اغراء هي العراق ففيها يتوفر التدهور الأمني وفرص الاشتباك الطائفي ، لذا يمكن للمراقب ان يتوقع ضربات موجعة مرتقبة في المناطق التي تصنف انها شيعية في بغداد والى جنوبها بشكل يزعزع الصبر الايراني ، حكام المنطقة كانوا فرحين منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران فقد توفرت لهم فرصة للبقاء عندما عملوا حراسا في مستعمرات الانتداب الغربي ، فهم يخوفون الغرب بالبعبع الايراني ويتقربون اليه بشتم ايران ويكرهون ان توصف ايران بالاعتدال والواقعية لكي لا تهدأ مخاوف الغرب منها ، و يتسابقون على قمع الشيعة في بلدانهم قربة لاميركا واسرائيل ويتظاهرون بأنهم منشغلون ليل نهار بمقاومة النفوذ الايراني ويستحقون الشكر وليس السقوط . العمليات المقبلة في العراق هدفها لا يقتصر على اجبار ايران على التدخل وتوفير شغل لحكام المنطقة ، بل تهدف ايضا الى توفير ارضية لتجديد بقاء القوات الامريكية في العراق ، كل هذه العناصر تسهم في تكميل صورة واحدة ، اذا كانت هناك قوى وطنية حقيقية في العراق فالمطلوب منها عدم السماح بتحويل هذه البلاد الى ميدان كر وفر بين القوى الاقليمية والعالمية ، الطريق الوحيد لحماية العراق هو توحيد الصف السياسي وحصر الملف الأمني في يد القوات المسلحة وتطهيرها من الفساد وتقوية آليات منع الجريمة قبل وقوعها وتنفيذ الاحكام بالمجرمين
https://telegram.me/buratha