الحاج طارق السعدي
مع الأسف الشديد، إننا منشغلون بخلافاتنا التاريخية والمذهبية والطائفية والسياسية الصغيرة، وربما لا تحقق لنا إلا النتائج السلبية.و غير ملتفتين بما هو أهم من ذلك كله،و ما نحن مكلفون به وهو إشاعة نهج المحبة والتسامح ونشر ثقافة احترام الأخر..فالغرب قد تخفف من ذلك كله ،فلقد كانت هناك حروب طاحنة في داخل الجسد المسيحي وعند كل مذهب منه ،ولكنه استطاع ان يتحرر من تلك المشاكل وان يصل الى مستوى بحيث أصبح يفكر في الحياة والمستقبل وفي الإنسان ،فيما لا نزال نفكر في كيفية إتعاب أنفسنا ،وتدمير بعضنا بعضا ، ولا نزال أيضا نتناقش في جزئيات عقائدنا وفي تفاصيل أخذنا لشريعتنا والى أدق من ذلك الى جنس الملائكة وهل ان الحياة أصلها من الميت أم الميت اصل الحياة,وكيف يحي الله الموتى وعلى أية صورة،ومن هذه المناقشات وأمثالها التي أخذت من وقتنا الكثير وتركتنا نكابد قسوت الحياة وعدم القدرة على الخروج للسطح لرؤية ما وصلت إليه الحياة..فالحقيقة إننا لسنا جدين في عملنا وقضايانا ،فنحن نزج ونوظف العام للخاص ،ولا نوظف الخاص بالعام،فالغرب يغزونا ويطرح فكاره في مجتمعاتنا للسيطرة على العالم الإسلامي وثرواته ومواقعه ألاستراتيجيه وثقافته وسياسته وأمته،وأما دورنا فدوه التلقي،فعندنا يطرحون أي مفهوم علينا القبول به والتجاوب معه،فهم من يمتلك التخطيط والاقتصاد والأمن الطاغي والمواقع الثقافية المتقدمة والإعلام المهيمن ونحن لا نمتلك من ذلك كله إلا الآحاد،والمشكلة إننا لا نريد ان نمتلك أصلا شيء ،فليس المهم ان تكون لك ثروة ورصيد قوي بل المهم كيف تستثمر تلك الثروات وتسخرها لخدمة قضيتك ومشروعك، والصراع الأعنف هو ما بيننا ،ولاسيما في الجانب العقائدي أو المذهبي وتاركين أعدائنا يسرحون ويمرحون،وما يصدر من تهاترات عبر الإعلام الخارجي من تكفير كل طرف لأخر،وجعل القنوات الفضائية وسيلة للتشهير بالمقابل واصطياد أي خطأ ما عفويا كان أم مقصودا، ليتحول في ما بعد الى ورقه ضغط وتقسيط للمقابل،وكل ما جرى ذكره فان الجميع يعرفه ويزيد عليه أكثر من ذلك،ولكن المهم من يقف خلف تلك القنوات وتعمل هذه القنوات لأجندة منً،ومن هو المستفيد الحقيقي لتشويه صورة الإسلام البراقة وشغل المسلمين بعضهم ببعض و بمشاكل داخليه ،وصرفهم عن أهدافهم وطموحاتهم الكبيرة..
https://telegram.me/buratha