المقالات

العفو العام ... لابد من ضوابط تضمن الانصاف وتمنع الظلم

630 22:00:00 2011-09-28

الكاتب :عمار احمد

ناقش اعضاء مجلس النواب العراقي الاسبوع الماضي مشروع قانون العفو العام .. ولم يخرج الاعضاء بصيغة توافقية او تصورات مشتركة لتفعيل هذا المشروع لاقراره وتفعيله بسبب الاختلافات فيما بين الكتل السياسية حول بعض النقاط التي تضمنها مشروع القانون.مبدئيا فأن اصدار عفو عام شيء جيد وايجابي بشكل اجمالي، ولكن هناك عدة مسائل لابد من اخذها بنظر الاعتبار حتى لايصار الى استغلال مثل هذه الخطوة الايجابية لتحقيق اهداف سلبية.يقول بعض اعضاء البرلمان ان قانون العفو العام بصيغته الحالية يحتوي على عدد من الاشكاليات والتعقيدات وفيهه غبن واضح لذوي الضحايا كونه يشمل بعض المدانين باعمال ارهابية وجرائم القتل.ويشير اخرون الى ان بعض مواد مسودة القانون مخالفة للدستور ولايمكن المضي في اقرارها الا بعد ادخال التعديلات المطلوبة عليها.وتنص المادة الاولى من مشروع القانون على (ان يعفى عفوا عاما وشاملا عن العراقيين المدنيين والعسكريين الموجودين داخل العراق وخارجه ، المحكومين بالاعدام او السجن المؤبد او المؤقت، او بالحبس سواء كانت احكامهم حضورية او غيابية اكتسبت الدرجة القطعية او لم تكتسب.ويريد واضعو المسودة ان يشمل كل المتهمين او المدانين بأعمال ارهابية سواء كانت ضد القوات العراقية او القوات الاجنبية او ضد المدنيين وكذلك المسجونين بتهم اخرى مختلفة مثل التزوير والسرقة والزنا والنصب والاحتيال والقتل.والجدل والتراشق الكلامي حول مشروع قانون العفو العام يدور في معظمه حول ماهية الجريمة التي يشمل اصحابها العفو، ويقول الباحث والخبير القانوني طارق حرب ان التصويت على المشروع يعكس اتفاق جميع الكتل السياسية على ضرورة واهمية اصدار قانون جديد للعفو، لكن الاختلاف حول الجرائم التي ستشمل وتلك التي ستستثني لان الجرائم متعددة في العراق ، فأن الارضية اصبحت خصبة امام الاختلاف بين الكتل السياسية حول من سيشمله القانون، وبالنسبة للاستثناءات يقول حرب ان العفو العام يجب ان لايعدد الاستثناءات بل ان يكتفي بذكر الجهات المشمولة بالعفو خلافا للمسودة الحالية ، ويوضح ان ذكر المشمول بدلا من المستثنى من الجرائم سيجعل القانون سهل التطبيق ولايقبل التأويلات ، كما ان وجود عدد هائل من انواع الجريمة في العراق سسيحول ذكر الاستثناءات في القانون الى نص دستوري موسع.وعلينا هنا التذكير والتنبيه الى ان السجون والمعتقلات العراقية تضم اعدادا كبيرة من الناس الابرياء او الذين لم تثبت التحقيقات ارتكابهم اية جرائم او اعمال مخالفة للقانون، مثل هؤلاء ينبغي الاسراع بالنظر في امرهم، واكثر من ذلك تعويضهم عن الفترات التي بقوا فيها رهن الاعتقال ظلما. ومن غير الصحيح ان يخضع مشروع القانون لكثير من التجاذبات والخلافات السياسية بين القوى المختلفة على حساب الابرياء القابعين خلف القضبان. ومن يريد او يسعى الى مساواة المجرمين والقتلة والمذنبين مع الابرياء والضحايا فأنه بذلك يرتكب خطأ فادحا ويؤسس لمنهج خطير سوف تكون له تبعات اجتماعية وسياسية وامنية خطيرة للغاية في المستقبلن وبدلا من الاتجاه نحو الاستقرار واستتباب الامن فأن اخراج المجرمين من السجون سيتيح لهم العودة الى نفس الاساليب والسلوكيات ويكونوا بالتالي ادوات للفوضى والاضطراب وتهديد الناس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-10-01
نصيحة للبرلمان : قبل مناقشة قانون العفو , عليكم أن تطالبوا السلطة القضائية والتنفيذية بالأسراع بأعدام كل القتلة والمجرمين في السجون ثم النظر بباقي المتهمين لكي تروا من يستحق العفو , ثم ستخرجون بنتيجة توافقية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك