المقالات

ساستنا ولعبة الإختلاف

536 10:22:00 2011-09-29

عبد الغفار العتبي

حين تفتش في الخريطة السياسية العراقية طولاً وعرضاً لايفاجئنا أن تعلن أن القوى السياسية المختلفة مهما اختلفت في رؤاها حيال الأحداث والوقائع المختلفة على الأرض فأنها تتفق في الحديث عن المصلحة الوطنية سبباً في أذكاء الخلافات بينها .. بينما يقول واقع الحال أن المصالح الشخصية هي التي تحرك الأحداث لامصلحة الوطن أو المواطن فالخلافات التي يبدوا بعضها محموداً وصحياً بمنظور الديمقراطية وثقافة التعددية التي جاء بها التغيير ومنبوذة حين تصبح هدفا فيكون الاختلاف حينها هوية لمن لاهوية وطنية له أو لاؤلئك الذين تتشابه هوياتهم ولايمكن التمييز بينها إلا في مدى تطرقهم وإنفتاحهم حيال قضايا الراهن المعقد .فرقاء اللعبة السياسية الذين وحدت هوياتهم والاختلافات نسوا وتناسوا أن المعيار الأصيل الذي تتمحور حوله مسالك الاقتراب من قلوب الناس هو البحث عن أوليات احتياجاتهم والسعي لتحقيقها وتذليل مايعترض طريقها من مشكلات وعقبات فضلا عن الصدق في الخطاب والابتعاد عن لغة الفرقة وفلسفة أنا مختلف إذن أنا موجود ! فالتشابه الكبير بين ماترفعه القوى السياسية من شعارات ووضوح الاختلاف بين أيديولوجياتها الثلاث أو الأربع التي تحكم المشهد السياسي برمته لايجعل من الاكتشاف متعة ممكنه للمواطن العراقي بل ويحكم على مستقبل العلاقة بين الشارع والساسة بالفشل المحتوم في ظل غياب التغيير في الواقع اليومي للأبد .فالموطن في البصره وميسان والنجف وكربلاء المقدسه والسماوه وغيرها من محافظات البلاد لايهمه كثيراً أن تحسم المشكلات لصالح الحزب الفلاني على حساب الآخرين ولا أن يقود البلاد رجل من القائمه سين أو أمرأه من صاد قدر مايهتم بتحقيق الحدود المقبولة من فرص الحياة الحرة الكريمة التي يعيش . الشعب العراقي الذي يراقب بملل مفزع الحراك السياسي منذ شهور طويلة صار موقناً تماماً أن الحراك يظل حراكاً لايمكنه أن يتقدم بالمجتمع إلى الأمام وهو دوران أعمى حول نقطة الصفر طوال الوقت ! وهو الدوران الذي يظل فيه المواطن وهمومه خارج أفلاك اللعبة واحتمالات الكسب لأنه يظل نهاية المطاف أعادة لاانتاج مشاكل المراحل السابقة بصورة جديدة ..متى يستيقظ اللاعبون الكبار من غفلتهم ليؤمنوا بان الفائز الأوحد في ألعابهم المملة هم الأعداء وهم الخاسرون في نهاية المطاف وان الشعب صاحب القرار المؤجل الذي قد يفاجئهم بما لايحمد عقباه في أية لحظة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك