المقالات

لا استقرار بدون مكافحة ؟؟

527 11:19:00 2011-09-29

سعد البصري

ليس غريبا إذا ما قلنا إن الدولة الناجحة تعتمد على مؤسسات ناجحة ، والعكس هو الصحيح . إذ إن نجاح أي دولة لابد له من مرتكزات تستند عليها ، وهذه المرتكزات لابد أن تكون مصممة ومهيأة بشكل يمكن معه تجاوز المخاطر والأزمات ، وبالتالي تقديم الإمكانات اللازمة لنجاح الدولة . كما إن ما يجري الان في العراق ليس هو الصورة الصحيحة للدولة الناجحة والتي يمكنها من خلق مؤسسات قوية ورصينة تمكن من تهيئة الأرض الصلبة لنجاح العمل الحكومي في العراق ، حيث إن مؤسسات الدولة العراقية الان تعيش حالة من الانغلاق والتدني في تقديم الواجبات المناطة بها بحيث لم تبقى أي مؤسسة في العراق لم تصب بفيروس الفساد المالي والإداري ، بالإضافة إلى عدم تمكن الحكومة من خلق إبداعات تؤدي إلى تقوية الاقتصاد العراقي بما يتلاءم ومتطلبات المرحلة الحالية . فقد رأت المجموعة الدولية للأزمات أن الدولة العراقية التي قامت بعد الاجتياح الأمريكي عام 2003، تستند إلى مؤسسات ضعيفة تشجع الفساد ، ما يمكن أن يهدد عودة الاستقرار إلى البلاد . وجاء في تقرير المؤسسة أن شلل الدولة ساهم في انتشار عناصر إجرامية ومصالح خاصة في الإدارة، مشيرا إلى أن المؤسسات التي أقيمت بموجب دستور العام 2005 للإشراف على عمل الحكومة (ديوان الرقابة المالية، هيئة النزاهة، مكتب المفتش العام، البرلمان العراقي والمحاكم المختصة ) كل تلك المؤسسات كانت عاجزة عن إثبات نفسها في مواجهة تدخلات الحكومة وتصلبها ومناوراتها ، وأما الإطار التشريعي فهو الأخر يعانى عجزا وتهديدات دائمة بوقوع أعمال عنف . لذا لابد على الحكومة العراقية إذا ما أرادت أن تنجح وتتخطى المشاكل الكبيرة التي أوقعت نفسها بها او أوقعتها مؤسسات الدولة بها أن تعمل على تعزيز تشريعات مكافحة الفساد وإرغام الأحزاب السياسية على الالتزام بمزيد من الشفافية واحترام القوانين .. كما لابد عليها أن تدعو مجلس النواب العراقي إلى إجراء إصلاحات تشريعية لتيسير عمل المؤسسات وحماية استقلالها . وهذا لن يتم طبعا إلا بعد مكافحة الفساد والمفسدين ، لان الاستقرار لا يمكن أن يتم ، والمؤسسات لا يمكن أن تعمل بالشكل الصحيح إلا بمكافحة تلك الفيروسات الخطرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك