قلم : سامي جواد كاظم
الاعلام مهنة رائعة ووسيلة ناجحة لنشر الثقافة والوعي بين البشرية ، كانت سابقا مع اكتشاف المطابع ومن ثم الاجهزة اللاسلكية الصوتية تبعها المرئية ، كانت تعمل هذه المؤسسات الاعلامية جيدا وتختار جود الثقافة حتى تنال رضا ومتابعة المتلقي لها ، والانحطاط الاعلامي كان لا يكاد ان يظهر وقد يكون هنالك شطط هنا او هناك الا انه ليس بالمؤثر ، وحتى هذا الانحطاط البسيط كان له اصوله مع الاحتفاظ بقليل من الحياء .مع بداية الالفية الثالثة واحداث ايلول ودخول بوش البيت الابيض سبقه انحلال الاتحاد السوفيتي الى دويلات انحدر الاعلام بشكل سريع نحو الهاوية بحيث ان الاعلام السليم لا يستطيع ان يجعل صوته مسموعا وسط الابواق النشاز التي انتشرت في كل اصقاع العالم مستخدمة التطور التقني والالكتروني السريع الذي اجتاح العالم.سابقا كان يوجد اعلام مخالف وهذا افضل من الاعلام المعادي الذي لا يتورع من استخدام الكلمات البذيئة والاكاذيب هذا ناهيك عن فضح اخطاء الغير اذا ما حدثت وهذا الاعلام المنحط نجده بشكل عشوائي في بلدان العالم الثالث وبشكل مخطط ومدروس وسليم في البلدان المتطورة بحيث انها تصيب الهدف الذي تريده .التعريفات الاعلامية والنظريات الاعلامية والفلسفات الاعلامية كلها دراسات تخضع لاحد اتجاهين هما الموالي والمعادي واسلوبهما هو نشر ثقافة اما لتطوير البشر او لهدم البشر وغير ذلك لا صحة لاي تسمية للاعلام فالتخصص الاعلامي الذي تتحدث عنه الدراسات الاعلامية ومنها على سبيل المثال الاعلام السياسي والتربوي والاقتصادي والاعلاني وغير ذلك كلها تستخدم غطاء تحت تخصصها لبث افكارها .هنالك دعاية قدمت من احدى القنوات الفضائية الامريكية لنوعية من الصابون ولاثبات فعاليته اظهرت في اللقطة الدعائية رجل عربي يلبس الملابس السعودية وهو يستحم بهذه الصابون ويقول المعلق قوة فعالية الصابون انه استطاع ان ينظف العربي ، ودعاية اخرى لمقويات جنسية ويظهر شخص عربي بعد استخدامها وهو جالس وسط النساء ، وهكذا .وحتى الفضائية العراقية تظهر دعاية لشخص عسكري واخر ارهابي فالشخص العسكري زوجته من غير حجاب ومتبرجة ليدل على الامن والسلام والارهابي زوجته محجبة ليدل على الارهاب فهل هذه الدعاية عن قصد ام غباء ؟الوسائل الاعلامية لا تتورع من استخدام الكذب ولا تخجل عندما يفضح ذلك واغلب هذه الوسائل وقاحة هي التابعة لبلدان الشرق الاوسط ، خذوا مثلا احداث سوريا والبحرين فنفس المذيع من قناة الجزيرة او العربية يبكي على الشعب السوري وينددون بالحكومة السورية لانها تقمع شعوبها ولا يبالون بالحوارات الاصلاحية التي طرحها الرئيس السوري نفس هذه القنوات تمجد الحوارات الاصلاحية التي طرحها حاكم البحرين ولا ينددون بالمجرمين الذين سفكوا دم الشعب البحراني ، هذه القباحة والوقاحة لا غطاء لها بل انها تفتخر بذلك ، ونفس الامر يظهر اوباما من على شاشة التلفزيون ليطالب الامم المتحدة باتخاذ قرارات ضد سوريا ولا يلتفت الى اقزامه من السعودية والبحرين ماذا اجرموا بحق الابرياء من الشعب البحريني والاعلام لا يستطيع توظيب هذا الخطاب بشكل يتلائم والاهداف الانسانية التي يطالب بها المجتمع ، اوباما الذي ضحك على بعض المسلمين عندما فاز بالانتخابات واعتبروه املهم لاصوله الاسلامية بل و( قشمرهم) عندما قال السلام عليكم في احدى خطاباته التي هولها الاعلام وخصوصا تلك التي القاها في مصر وماذا بعد خطاباته هذه ؟ هل لاحظتم كيف هول الاعلام هذا الحدث الذي لم يخلف سوى الاجرام والارهاب والثورات العربية التي لا ثمرة لها سوى سقوط طواغيتهم وانا امهلهم خمس سنوات ان استطاعوا انتخاب رئيس جمهورية لهم .اما الافلام المدسوسة ثقافيا وخلقيا فقد خصصت لها قنوات فضائية تحت ذريعة الحرية واكثر مشاهديها تجدهم العرب ، بل وحتى اصبح شهر رمضان موسم للمسلسلات الماجنة .القنوات العربية تستخدم مرونة اللغة العربية لتمرير اكاذيبها واذا ما فضحت فلا يعني شيئا لهم ذلك وانه امر طبيعي ان يكذب الاعلام ، والغريب في الامر ان القنوات الفضائية تسفه احدهم الاخرى بل ان القنوات الامريكية لا تجد عندهم هذه الحالة بل تعتبر مصدر خبري لقنواتنا الفضائية ولم نشاهد في يوم ما برنامج يكذب تلك القنوات الامريكية اذا ما بثت اشاعة فانها تنتشر بين وسائلنا الاعلامية كانتشار النار في الهشيم ، خذوا مثلا حكاية حرق القران ، التي انشغلت بها وسائل الاعلام واختفت ومن ثم ماذا لا شيء .الاعتبارات التي يعتمدها ممول الوسيلة الاعلامية هي هدم ثقافة من خلال بناء ثقافة واحدهما الصح والاخر خطأ .التقنية المتطورة لاجهزة وسائل الاعلام ساعدها كثيرا على خلق الاكاذيب والافتراءات من خلال التلاعب بالصورة والصوت واظهار لقطات غير موجودة اصلا . واهم سبب ساعد على الانحطاط الاعلامي هو اقتحام هذه المهنة من قبل كوادر لا تفقه شيئا بالاعلام وبابجدية الاعلام بل كل من يملك مالا يستطيع ان يؤسس مؤسسة اعلامية تعمل حسب هواه
https://telegram.me/buratha