الكاتب / مصطفى سليم
لو أردنا ان نعود الى الخلف قليلا ونرجع بوصلة الزمن الى عام 2006،سنجد ان هناك تشابه كبير بين إحداث تلك المرحلة والمرحلة الحالية،من حيث الظروف العامة ،فلقد شهد الوضع تدهورا امنيا في بادئ الأمر وأخذت قبضة السلطة تتراخى شيئا فشيئا الى ان لم يبقى موضعا أمنا يعول عليه سوى مناطق محدودة،ثم فجرت قنبلة الصراع الطائفي بعد تفجير مرقدي الإمامين العسكريين(ع)في سامراء،بصنيعة (أمريكية وهابيه) لتستمر باقي الماسي التي يعرفها شعب العراق،ولكن كانت هناك حلقه مفقودة في هذا المسلسل المعد خصيصا للعراق،وهذه الحلقة هي الصحوة الإسلامية الوطنية،التي أجهضت تلك المخطآت القذرة،مما اجبر الأمريكان على تغير خططهم الى موعد أخر وربما أنها أيامه المنتظرة، فالبلد يعيش تخبط كبير في جميع نواحيه ولاسيما الوضع السياسي منه و الذي يحجب الرؤيا عن باقي الإخفاقات المتكررة للمجالات الأخرى، نحن نشهد عهد التراجع والانتكاسات في اغلب الميادين ،فإذا ما أردنا ان نتكلم ونقارن أوضاعنا بالأمس عن ما هي عليه ألان ،لكن الأمر مخيب للآمال ولا يرقى الى مستوى ما نطمح إليه،أما طرق تذويب الأزمات فانه محكوم بحجم التحدي وخطورته على إي طرف من الإطراف المتنازعة،وخاصة لو كانت الأجواء ملبدة بالغيوم،ويشم منها رائحة الخيانة والتآمر في الخفاء وأحيانا بالعلن،والتقوي بالآخرين لارضاخ المقابل،مما يجبر الطرف المقابل من تجنب التصعيد أو اللجوء التفاوض وحل النزاعات والخلافات بشكل ودي ...وفي ظل هذه الظروف وما تشهده الساحة العراقية من وجود صراعات لم تنحصر على ان تكون داخل الكتلة الواحدة أو في ما بينها بل سجلت طفرة نوعية ونموذج خاص بها يختلف وبدون شك عن جميع الصراعات السياسية في المنطقة بل في العالم برمته وهو تعدد الصراعات فصراع داخلي ضمن نفس الكتل وصراع خارج الكتلة أو المكون السياسي أساسه ومنبعه انعدام الثقة بين الشركاء في ما بينهم من جهة و الخصماء من طرف أخر..الى ماذا يخطط الأعداء ولماذا اجل موعدهم في قتل العراق وشعبه الى هذه الأيام...؟ الأجوبة حائرة وربما غير دقيقه لكن على ما يبدو ان هناك سبب خفي عنا لم يكن في حسبانهم حال دون تنفيذ أفعالهم الإجرامية ،وأحيانا ينتابني شعور انه ليس كل ما تريده أمريكا يمكنها ان تحققه،وعلينا ان نسقط نظرية أمريكا وإسرائيل لا تقهران،وخاصة لو عرفنا أنها وقعت في مستنقع لم تستطع الخلاص منه بسهوله و لا يقل إحراجا عما جرى فيها في (الفيتنام)بل هو أكثر تعقيدا،وأمريكا اليوم تحاول جاهدتا ان تخرج منتصرتا من ارض الأنبياء ارض العراق التي ما رماها ظالم إلا وقصم الله ظهره ومهما حاولت البقاء وسلكت الحيل لذلك فان خروجها واقع لا محال..
https://telegram.me/buratha